515
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

فسيأتي زمان تكونون أنتم المرجع والمسؤول عنهم ، وهو أيّام الرجعة التي لا دولة فيها إلّا دولتكم ولا ملك فيها إلّا ملككم .
ويمكن أن يكون معنى كلام الإمام عليه السلام : نحن المنصوبون للسؤال من قبل اللّه تعالى في قوله تعالى : «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»۱ فلو سألوا غيرنا لكان من باب وضع الشيء غير موضعه .
ولفظة «سوف» يؤيّد الأوّل .
وقال بعض المشتغلين إليّ : يمكن أن يكون «سوف» إشارة إلى يوم القيامة ، والمراد : يسألكم اللّه ، هل رجعت الاُمّة إليكم في استعلام معالم دينهم ؟
قال البيضاوي : «وسوف تسئلون ، أي عنه يوم القيامة وعن القيام بحقّه» ۲ .
ولايخفى على من له دراية بأساليب الكلام أنّ في الإخبار بأنّكم تسئلون ـ على ما ذكر هذا المحجوب ـ تخويفا وتهديدا للنبيّ وقومه ، وفي أوّل الآية تشريفا لهم ، فلا يتلاءم أجزاء الكلام ، والأخبار التي ذكرها المصنّف ـ وكادت أن تبلغ لكثرتها حدّ التواتر ـ صريحة في أنّهم عليهم السلام كانوا يعدّون مسؤوليّتهم شرفا لهم وتكريما ؛ فالمعنى هو الذي قدّمناه .
قوله :«فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»۳. [ح ۳ / ۵۴۹]
مصدر حاسب يحاسب . و في دعاء الوضوء : «وحاسبني حسابا يسيرا» ۴ .
وسبق في كتاب العقل : «إنّما يداقّ اللّه العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا» ۵ .
فالحاصل : أنّا جعلنا عطاءنا هذا بيدك وفوّضناه إليك ، فامنن على من مننت ، وأمسك عمّن شئت بغير أن نحاسبك : لِمَ مننتَ على هذا وأمسكتَ عن ذاك؟ وذلك أنّا

1.النحل (۱۶) : ۴۳ .

2.أنوار التنزيل، ج ۵، ص ۱۴۷، مع اختلاف يسير.

3.ص (۳۸) : ۳۹ .

4.الفقيه، ج ۱، ص ۴۱، ح ۸۴؛ تهذيب الأحكام، ج ۱، ص ۵۳، ح ۲.

5.الكافي، ج ۱، ص ۱۱، ح ۷.


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
514

وفي التنزيل : «وَ الرَّبَّانِيُونَ وَ الأَْحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا»۱ بالبناء للمجهول . وغفل من فسّر المستحفظين في دعاء سجدة الشكر بالحافظين ، أو ذكر لازم المعنى .

باب ما فرض اللّه ورسوله من الكون مع الأئمّة عليهم السلام

قوله : (وأيْمُ اللّهِ [لَيَقْتُلَنَّ ابْني]) . [ح ۵ / ۵۴۴]
في الصحاح :
«أيمُنُ اللّه » اسمٌ وضع للقسم ، هكذا بضمّ الميم والنون ، وألفه ألف وصل عند أكثر النحويّين ، ولم يجئ في الأسماء ألف الوصل مفتوحة غيرها ، وقد يدخل عليه اللام لتأكيد الابتداء تقول : «لَيْمُنُ اللّه ما ندري» وهو مرفوع بالابتداء. وربّما حذفوا منه النون قالوا : «أيم اللّه » و «إِيم اللّه » أيضا بكسر الهمزة ۲ . انتهى .
قوله : ([و عَرْضُهُ] ما بين صَنعاءَ إلى ايْلَةَ) . [ح ۶ / ۵۴۵]
في القاموس : «صنعاء : بلد باليمن كثيرة الأشجار والمياه يشبه دمشق» ۳ .
وفي النهاية : «فيه ذكر أيلة ـ بفتح الهمزة وسكون الياء ـ : البلد المعروف فيما بين مصر والشام» ۴ .
قوله : (فيه قُدْحانُ فِضَّةٍ وذَهَبٍ عَدَدَ النجومِ) . [ح ۶ / ۵۴۵]
«قدحان» جمع «قدح» كالبلدان جمع بلد ، ولم يذكر أهل اللغة فيما رأيناه أنّ القدح يجمع هذا الجمع ، وكفى بكلامه عليه السلام حجّة على ذلك .

باب أنّ أهل الذكر الذين أمر اللّه [الخلقَ] بسؤالهم هم الأئمّة عليهم السلام

قوله :«وَسَوْفَ تُسْألوُنَ»۵. [ح ۱ / ۵۴۷]
لعلّ المعنى أنّها إن أعرضت الاُمّة عنكم في دول الباطل وتركوا سؤالكم المأمور به ،

1.المائدة (۵) : ۴۴.

2.الصحاح، ج ۶ ، ص ۲۲۲۱ (يمن).

3.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۵۳ (صنع).

4.النهاية، ج ۱، ص ۸۵ (أيل).

5.الزخرف (۴۳) : ۴۴.

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 103330
صفحه از 637
پرینت  ارسال به