527
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

والتعاضد والمواساة على ما نقلوا ، وبطن الآية عقد بيعة الإمام عليه السلام يوم الغدير ، بل يوم الذرّ ، فالنصيب: الإطاعة والإئتمام والخمس والأنفال وأمثالها ؛ فالحمد للّه الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه .

[باب أنّ المتوسّمين الذين ذكرهم اللّه تعالى في كتابه هم الأئمّة عليهم السلام ...]

قوله : (بَيّاع الزُّطِّي) . [ح ۱ / ۵۷۸]
في القاموس : «الزُّطّ ـ بالضمّ ـ : جيل من الهند ، معرّب «جَتَّ» بالفتح ، والواحد : زطّي» ۱ .
وفي الصحاح : «الواحد : زطّي ، مثل الزنج والزنجي ، والروم والرومي» ۲ .
قوله : («وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ»۳فقال : نحن المتوسّمون ، والسبيل فينا مقيم) . [ح ۱ / ۵۷۹]
في القاموس : «أقام بالمكان إقامة : دام . وماله قيمة : إذا لم يدم على شيء» ۴ .
وفي مجمع البيان في سورة الحجر :
«وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ» معناه أنّ مدينة لوط لبطريق مسلوك يسلكها الناس في حوائجهم ، فينظرون إلى آثارها ويعتبرون بها ؛ لأنّ الآثار التي يستدلّ بها مقيمة ثابتة ، وهي مدينة سدوم ۵ . انتهى .
وفي جوامع الجامع :
«إِنَّ فِى ذلِكَ لَايَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَايَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ»۶ . «أصحاب الأيكة» : قوم شعيب ، و«إنّهما» يعني قوم لوط والأيكة «لبإمام مبين» : لبطريق واضح يؤمّ ويتبع ويهتدى به ۷ . انتهى .
أقول : ذكر ابن هشام في المغني من معاني الباء التوكيد ، قال : «وهي الزائدة ،

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۶۲ (زطط) .

2.الصحاح، ج ۳، ص ۱۱۲۹ (زطط).

3.الحجر (۱۵) : ۷۶ .

4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۶۸ (قوم) .

5.مجمع البيان، ج ۶ ، ص ۱۲۶.

6.الحجر (۱۵) : ۷۵ ـ ۷۹ .

7.جوامع الجامع، ج ۲، ص ۳۰۹.


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
526

والأقربون ، وكأنّه قيل : مَن هم ؟ فقيل : الوالدان والأقربون . «وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ» مبتدأ ضُمِّن معنى الشرط ، فوقع خبره مع الفاء ، وهو قوله : «فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ»۱ . ويجوز أن يكون منصوبا على قولك : زيد فاضربه، ويجوز أن يعطف على الوالدان ، ويكون المضمر في «فَآتُوهُم» لموالي ، والمراد بالذين عقدت أيمانكم موالي الموالات . كان الرجل يعاقد الرجل ، فيقول : دمي دمك ، وهدمي هدمك ، وثأري ثأرك ، وحربي حربك ، وسلمي سلمك ، وترثني وأرثك ، وتطلب بي واُطلب بك ، وتفعل عنّي وأفعل عنك ۲ ، فيكون للحليف السدس من ميراث الحليف ، فنسخ .
وعن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه خطب يوم الفتح ، فقال : «ما كان من حلف في الجاهليّة فتمسّكوا به ؛ فإنّه لم يزده الإسلام إلّا شدّة ، ولا تُحدثوا حلفا في الإسلام» .
وقيل : المعاقدة : التبنّي ، ومعنى عاقدت أيمانكم : عاقدتكم أيديكم وماسحتموهم ، وقرئ «عقدت» بالتشديد والتخفيف بمعنى عقدت عهودكم أيمانكم ۳ .
انتهى كلام الزمخشري .
وفي مجمع البيان :
وقال أكثر المفسِّرين : إنّ قوله : «والذين» مبتدأ ، أي والذين عاقدت أيمانكم أيضا فآتوهم نصيبهم ، ثمّ اختلفوا [فيه] على أقوال :
أحدها : أنّ المراد بهم الحلفاء ؛ عن قتادة وسعيد بن جبير والضحّاك . وقال مجاهد : فأعطوهم نصيبهم من النصر والعقل والرفد . فعلى هذا تكون الآية غير منسوخة ، ويؤيّده قوله تعالى : «أَوْفُوا بِالْعُقُودِ»۴ .
ثانيها : أنّ المراد بهم قوم آخى بينهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله من المهاجرين والأنصار حين قدموا المدينة ، وكانوا يتوارثون بتلك المؤاخاة ، ثمّ نسخ اللّه ذلك بالفرائض .
وثالثها : أنّهم الذين كانوا تَبَنُّون أبناء غيرهم في الجاهليّة ۵ .
انتهى كلام صاحب مجمع البيان .
أقول : ظَهرُ الآية حكم الذين تصافقوا وتعاقدوا وتعاهدوا على التوارث والموالاة

1.النساء (۴) : ۳۳ .

2.في المصدر: «و تعقل عنّي و أعقل عنك».

3.الكشّاف، ج ۱، ص ۵۲۲ و ۵۲۳.

4.المائدة (۵) : ۱ .

5.مجمع البيان، ج ۳، ص ۷۶.

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 103342
صفحه از 637
پرینت  ارسال به