يتخلّف أحد وهم كثيرون . وهو عند سيبويه اسم موضوع موضع المصدر ، أي مررت بهم جموعا غفيرا ، وجعله غيره مصدرا ، و أجاز ابن الأنباري فيه الرفع على تقدير «هُم» . وقال الكسائي: العرب تنصب الجماء الغفير في التمام ، وترفعه في النقصان ۱ . انتهى .
وفي كتاب عمدة الحافظ وعدّة اللافظ لابن مالك الطائي ـ وهو أحسن ما صنّف في النحو ـ :
وقد يعرّف الحال وهي في المعنى نكرة ، كقولهم : جاؤوا الجمّاء الغفير، أي جميعا ودخلوا الأوّل فالأوّل مرتّبين ، وقعد وحده أي منفردا ، ومنه قراءة شاذّة «ليُخرجنَّ الأعزّ منها الأذلّ» أي ليخرجنّ العزيز منها ذليلاً . انتهى .
قوله : (ولولا ذلك لأنْفَدْنا) . [ح ۲ / ۶۵۵]
في الصحاح : «نفد الشيء ـ بالكسر ـ : فنى ، وأنفدته أنا وأنفد القوم ، أي ذهبت أموالهم و فني زادهم» ۲ .
[باب أنّ الأئمّة عليهم السلام يعلمون متى يموتون و . . .]
قوله : (لمّا سَمِعَ صياحَ الإوَزّ) . [ح 4 / 675]
«الإوزّ» ـ على ما صحّح في النسخة العتيقة من الصحاح بكسر الهمزة وفتح الواو والزّاي المشددة : ـ البطّ .
وقال صاحب الوافي قدس سره :
«الإوزّ» : البطّ . أراد السائل أنّه ـ صلوات اللّه عليه ـ كان عارفا بقتله في ذلك الوقت ، وقد قال عند سماع صياح الإوزّ : (صوائح تتبعها نوائح) وقد منعته اُمّ كلثوم عن الخروج من الدار في ذلك الوقت . وهذه دلائل واضحة على أنّه لم يشكّ في قتله حينئذٍ ، ومع ذلك فأبى إلّا الخروج ، (وهذا ممّا لم يَجُزْ تعرّضه في الشرع) أو «لم يحلّ» أو «لم يحسن» على اختلاف النسخ ، فقد قال اللّه تعالى : «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى