603
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

ويبيّن عن اللّه بيانا تقوم بقوله الحجّة على الناس ؛ كذلك يجب أن يكون معرفة عترة الرسول بالكتاب على يقين وبصيرة ، قال اللّه عزَّ وجلَّ في صفة الرسول صلى الله عليه و آله : «قُلْ هَذِهِ سَبِيلِى أَدْعُوا إِلَى اللّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِى»۱ فأتباعه من أهله وذرّيّته وعترته هم الذين يخبرون عن اللّه مراده من كتابه على يقين ومعرفة وبصيرة ، ومتى لم يخبر عن اللّه عزّ وجلّ مراده ظاهرا مكشوفا ، فيجب علينا أن نعتقد أنّ الكتاب لا يخلو من مقرون به من عترة الرسول يعرف التأويل والتنزيل ؛ إذ الحديث يوجب ذلك . ۲قوله : (إلى حَرْثِ الدنيا) . [ح ۲ / ۸۸۹]
في الصحاح : «الحرث : كسب المال ، وجمعه» . ۳

[باب في الغيبة]

قوله : ([إذا فُقِدَ] الخامسُ مِنْ وُلْدِ السابع) . [ح ۲ / ۸۹۲]
في الوافي : «الخامس كناية عن المهديّ عليه السلام ، والسابع كناية عن نفسه عليه السلام » . ۴قوله : (لَتُمَخَّضُنَّ)۵. [ح ۳ / ۸۹۳]
في القاموس : «مخض اللبن يمخضه ـ مثلّثةَ الآتي ـ : أخذ زبده» ۶ . وفي المهملتين : «التمحيص : الابتلاء ، والاختبار» ۷ .
قوله : (ولَتُكْفَؤُنَّ) . [ح ۳ / ۸۹۳]
في القاموس : «كفأت الإناء : كببته، وقلبته» . ۸قوله : (لا يُدرَى أيٌّ من أيٍّ) . [ح ۳ / ۸۹۳]
سيجيء في رواية المعروف بن الخرّبوذ : «فاستوت بنو عبد المطلّب ، فلم يدر أيّ من أيّ ۹ ».

1.يوسف (۱۲) : ۱۰۸ .

2.كمال الدين ، ج ۱ ، ص ۶۳ .

3.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۷۹ (حرث) .

4.الوافي ، ج ۲ ، ص ۴۰۶ .

5.في الكافي المطبوع : «لتمحّصنّ».

6.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۴۳ (مخض) .

7.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۱۸ (محص) .

8.لم نعثر عليه في القاموس المحيط ، نعم ، هو موجود نصّا في الصحاح ، ج ۱ ، ص ۶۷ (كفا).

9.الكافي ، ج ۱ ، ص ۳۳۸ ، باب في الغيبة ، ح ۸ ؛ الغيبة للنعماني ، ص ۱۵۶ ، ح ۱۷ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
602

حرمة التصريح باسمه عليه السلام بذلك العصر .

[باب نادر في حال الغيبة]

قوله : (وهم في ذلك يعلمون أنّه لم تبطل حجّة اللّه جلّ ذكره) . [ح ۱ / ۸۸۸]
من أعاظم نعم اللّه علينا أن جعلنا من أهل هذا العلم ، فنحن بحمد اللّه من الموقنين لا نحتاج إلى بحث ونظر ، فإن نازع عنان القلم فهو لأجل تخليص الضعفاء من أسر الناصبين الذين هم أعظم جنود إبليس ، مع ما في ذلك من الذكرى لمن كان له قلب؛ فلنذكر أوّلاً طرفا ممّا نقل عن متقدّمي أصحابنا ـ رضوان اللّه عليهم ـ في هذا الباب :
ففي كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة بعد نقل مناظرات شيخنا الأقدم الأعظم أبي جعفر محمّد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي رضى الله عنه مع المعتزلة :
وقال غيره من متكلّمي مشايخنا الإماميّة : إنّ عامّة المخالفين قد سألونا في هذا الباب مسائل ، ويجب عليهم أن يعلموا أنّ القول بغيبة صاحب الزمان عليه السلام مبنيّ على القول بإمامة آبائه عليهم السلام ، والقول بإمامة آبائه عليهم السلام مبنيّ على القول بتصديق محمّد صلى الله عليه و آله ونبوّته ، وذلك لأنّ هذا الباب شرعيّ ليس بعقليّ محض ، والقول في الشرعيّات مبنيّ على الكتاب والسنّة ، كما قال اللّه تعالى : «فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْ ءٍ» [يعني في الشرعيّات ] «فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ»۱ ، فمتى شهد لنا الكتاب والسنّة وحجّة العقل فقولنا هو المجتبى . فنقول : إنّ جميع طبقات الزيديّة والإماميّة قد اتّفقوا على أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، وهما الخليفتان من بعدي ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض» وتلقّوا هذا الخبر بالقبول، فوجب أنّ الكتاب لا يزال معه من العترة من يعرف التنزيل والتأويل علما يقينيّا يخبر عن مراد اللّه عزَّ وجلَّ ، كما كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يخبر عن المراد ، ولا يكون معرفته بتأويل الكتاب استنباطا ولا استخراجا كما لم يكن معرفة الرسول بذلك استخراجا ولا استنباطا ، ولاعلى ما تجوز عليه اللغة وتجري عليه المخاطبة ، بل يخبر عن مراد اللّه عزّ وجل،

1.النساء (۴) : ۵۹ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 103380
صفحه از 637
پرینت  ارسال به