501
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

شرح

السند ضعيف.
قوله: (عنه).
الضمير راجع إلى محمّد بن عبد الجبّار.
وقوله: (إنّي اُصلّي، فأجعل بعض صلاتي لك)؛ قد مرَّ تفسير ذلك في كتاب الدّعاء في ما رواه المصنّف رحمه الله عن عليّ بن إبراهيم بإسناده عن أبي عبداللّه عليه السلام ، إلى أن قال: فقال له رجل: أصلحك اللّه ، كيف يجعل صلاته له؟ فقال أبو عبداللّه عليه السلام : «لا يسأل اللّه ـ عزّ وجلّ ـ إلّا بدأَ بالصلاة على محمّد وآله». ۱
وروي أيضا عن محمّد بن يحيى بإسناده، عن أبي بصير، قال: سألنا أبا عبداللّه عليه السلام : ما معنى أجعل صلاتي كلّها لك؟ فقال: «يقدّمه بين يدي كلّ حاجة، فلا يسأل اللّه ـ عزّ وجلّ ـ شيئا حتّى يبدأ بالنبيّ صلى الله عليه و آله ، فيُصلّي عليه، ثمّ يسأل اللّه حوائجه». ۲
أقول: يظهر منه تفسير المصنّف والبعض أيضا وهو أن يصلّي على النبيّ صلى الله عليه و آله في بعض أدعيته أو نصفها، وأنّ المراد بالصلاة الدّعاء، ويجعلها له تصديرها بالصلاة عليه؛ لأنّه لمّا جعل دعاءه تابعا للصلاة عليه وعظّمه بتصدير دعائه بها فكأنّه جعل دعواته كلّها له.
وروى العامّة بإسنادهم عن اُبي بن كعب أنّه قال: قلت: يا رسول اللّه ، إنّي اُكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت»، قلت: الرّبع؟ قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خيرٌ لك»، قلت: النصف؟ قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خيرٌ لك»، قلت: فالثُّلثين؟ قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خيرٌ لك»، قلت: أجعل لك صلاتي كلّها، قال: «إذا تكفى همّك، ويكفّر لك ذنبك». ۳
قال الطيّبي في شرح المشكوة ۴ في قوله: «كم أجعل لك من صلاتي»: هي هنا الدّعاء والورد؛ يعني أيّ زمان أدعو فيه لنفسي، فكم أعرف من ذلك الزمان في الدعاء لك؟
قوله: (أجعل لك صلاتي كلّها) أي اُصلّي عليك بدل ما أدعو به لنفسي.
وفيه أنّ الصلاة على النبيّ صلى الله عليه و آله أفضل من الدّعاء لنفسه؛ لأنّ فيه ذكر اللّه وتعظيم النبيّ صلى الله عليه و آله ، ومن شغله ذكره عن مسألته أعطى أفضل، ويدخل فيه كفاية ما يهمّه في الدارين، انتهى.
(ثمّ قال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ اللّه كلّف رسول اللّه صلى الله عليه و آله ما لم يكلّف).
في بعض النسخ: «ما لم يكلّفه».
(أحدا من خلقه).
قال في القاموس: «التكليف: الأمر بما يشقّ عليك». ۵
ثمّ أخذ في بيان المكلّف به، أو بيان بعض أفراده، وقال: (كلّفه أن يخرج على الناس) أي على الكفّار للجهاد.
(كلّهم وحده بنفسه إن لم يجد فئة) أي طائفة (تقاتل) تلك الطائفة (معه ولم يكلّف هذا أحدا من خلفه ولا بعده).
في بعض النسخ: «قبله ولا بعده» وهو أظهر.
(ثمّ تلا هذه الآية: «فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّه ِ لَا تُكَلَّفُ إِلَا نَفْسَكَ»۶ ).
قال البيضاوي: «أي إلّا فعل نفسك لا يضرّك مخالفتهم وتقاعدهم، فتقدّم إلى الجهاد وإن لم يساعدك أحد؛ فإنّ اللّه ناصرك لا بالجنود». ۷
(ثمّ قال) أي أبو عبداللّه عليه السلام : (وجعل اللّه له أن يأخذ له ما أخذ لنفسه).
ضمير «له» في الموضعين راجع إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، والمستتر في «يأخذ» و«أخذ» والبارز في «لنفسه» عائد إلى اللّه ؛ أي يأخذ العهد من الخلق في مضاعفة الأعمال له صلى الله عليه و آله مثل ما أخذ في المضاعفة لنفسه، أو يأخذ العهد بتعظيمه صلى الله عليه و آله مثل ما أخذ لنفسه.
وقوله عليه السلام : «مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا»۸ بيان للجعل المذكور.
وقال البيضاوي في تفسير هذه الآية:
أي عشر حسنات أمثالها فضلاً من اللّه ، وهذا أقلّ ما وعد من الأضعاف، وقد جاء الوعد بسبعين وسبعمائة وبغير حساب، ولذلك قيل: المراد بالعشر الكثرة دون العدد، انتهى. ۹
وقوله: (وجعلت الصلاة على رسول اللّه صلى الله عليه و آله بعشر حسنات). يحتمل وجهين:
الأوّل: أن يكون المراد أنّه جعل تعظيمه والصلاة عليه من طاعاته التي يضاعف لها الثواب عشرة أضعاف.
والثاني: أن يكون المراد أنّه ضاعف لنفسه الصلاة لكونها عبادة له عشرة أضعاف، ثمّ ضاعف له صلى الله عليه و آله لكونها متعلّقة به لكلّ حسنة عشرة أضعافها، فصارت الصلاة واحدة مائة حسنة.

1.الكافي، ج ۲، ص ۴۹۳، باب الصلاة على النبي محمّد و أهل بيته عليهم السلام ، ح ۱۲.

2.الكافي، ج ۲، ص ۴۹۲، باب الصلاة على النبي محمّد و أهل بيته عليهم السلام ، ح ۴.

3.سنن الترمذي، ج ۴، ص ۵۳، ح ۲۵۷۴؛ كنز العمّال، ج ۲، ص ۲۷۶، ح ۳۹۹۷.

4.لم نعثر عليه.

5.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۹۲ (كلف).

6.. النساء (۴): ۸۴.

7.تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۲۲۷.

8.. الأنعام (۶): ۱۶۰.

9.تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۴۷۱ مع التلخيص.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
500

متن الحديث الثالث عشر والأربعمائة

۰.عَنْهُ۱، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ مُرَازِمٍ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «أَنَّ رَجُلًا أَتى رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللّهِ ، إِنِّي أُصَلِّي ، فَأَجْعَلُ بَعْضَ صَلَاتِي لَكَ ، فَقَالَ : ذلِكَ ۲ خَيْرٌ لَكَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللّهِ ، فَأَجْعَلُ نِصْفَ صَلَاتِي لَكَ ، فَقَالَ : ذلِكَ ۳ أَفْضَلُ لَكَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللّهِ ، فَإِنِّي أُصَلِّي ، فَأَجْعَلُ كُلَّ صَلَاتِي لَكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إِذا يَكْفِيَكَ اللّهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ».
ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «إِنَّ اللّهَ كَلَّفَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَا لَمْ يُكَلِّفْ ۴ أَحَدا مِنْ خَلْقِهِ ، كَلَّفَهُ أَنْ يَخْرُجَ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ وَحْدَهُ بِنَفْسِهِ إِنْ لَمْ يَجِدْ فِئَةً تُقَاتِلُ مَعَهُ ، وَلَمْ يُكَلِّفْ هذَا أَحَدا مِنْ خَلْقِهِ ۵ وَلَا بَعْدَهُ» ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْايَةَ: «فَقاتِلْ فِى سَبِيلِ اللّهِ لا تُكَلَّفُ إِلّا نَفْسَكَ» . ۶
ثُمَّ قَالَ : «وَجَعَلَ اللّهُ لَهُ ۷ ?نْ يَأْخُذَ لَهُ مَا أَخَذَ لِنَفْسِهِ ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها» وَجُعِلَتِ ۸ الصَّلَاةُ عَلى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِعَشْرِ حَسَنَاتٍ» .

1.الضمير راجع إلى محمّد بن عبد الجّبار المذكور في السند السابق.

2.في بعض نسخ الكافي: «ذاك».

3.في بعض نسخ الكافي: «ذاك».

4.في كلتا الطبعتين: «لم يكلّفه».

5.في كلتا الطبعتين: + «قبله».

6.النساء (۴): ۸۴.

7.في كلتا الطبعتين: - «له».

8.في بعض نسخ الكافي: «وجعل».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 260044
صفحه از 607
پرینت  ارسال به