109
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث الخامس والأربعين والمائتين

۰.أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام فِي قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ : «أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الْاخِرِ»۱ : «نَزَلَتْ فِي حَمْزَةَ وَعَلِيٍّ وَجَعْفَرٍ وَ الْعَبَّاسِ وَشَيْبَةَ ، إِنَّهُمْ فَخَرُوا بِالسِّقَايَةِ وَالْحِجَابَةِ ، فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ «أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الْاخِرِ» وَكَانَ عَلِيٌّ وَحَمْزَةُ ۲ وَجَعْفَرٌ ـ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِمُ ـ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الْاخِرِ ، وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ» .

شرح

السند صحيح على المشهور.
قوله تعالى: «أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ» الآية.
قال الشيخ الطبرسي:
قيل: إنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب وعبّاس بن عبد المطّلب وطلحة بن شيبة، وذلك أنّهم افتخروا، فقال طلحة: أنا صاحب البيت، وبيدي مفتاحه، ولو أشاء بتُّ فيه. وقال العبّاس: أنا صاحب السِّقاية، والقائم عليها.
وقال عليّ عليه السلام : «لا أدري ما تقولان، لقد صلّيت إلى القبلة ستّة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد». عن الحسن والشعبي ومحمّد بن كعب.
وقيل: إنّ عليّا عليه السلام قال للعبّاس: «يا عمّ، ألا تهاجر، وألا تلحق برسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟»
فقال: ألستُ في أفضل من الهجرة اُعمّر المسجد الحرام، وأسقي حاجّ بيت اللّه ؟ فنزلت: «أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ» . عن ابن سيرين ومرّة الهمداني.
وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: بينا شيبة والعبّاس يتفاخران إذ مرَّ بهما عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فقال: «بماذا تتفاخران؟»
فقال العبّاس: لقد اُوتيت من الفضل ما لم يؤت أحدٌ: سقاية الحاجّ.
وقال شيبة: اُوتيت عمارة المسجد الحرام، فقال عليّ عليه السلام : «استحييت لكما، فقد اُوتيتُ على صغري ما لم تؤتيا».
فقالا: وما اُوتيت يا عليّ؟
قال: «ضربت خراطيمكما بالسيف حتّى آمنتما باللّه ورسوله».
فقام العبّاس مغضبا يجرّ ذيله حتّى دخل على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وقال: أما ترى إلى ما يستقبلني به عليّ؟ فقال صلى الله عليه و آله : «ادعو لي عليّا» فدُعيَ له، فقال: «ما حملك على ما استقبلت به عمّك؟» فقال: «يا رسول اللّه ، صدمته بالحقّ، فمن شاء فليغضب، ومن شاء فليرض». فنزل جبرئيل وقال: «يا محمّد، إنّ ربّك يقرأك السلام ويقول: اُتل عليهم: «أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ» الآيات، انتهى. ۳
وقال البيضاوي:
السقاية والعمارة مصدر أسقى وعَمَر، فلا يشبّهان بالجثث، بل لابدّ من إضمار تقديره: أجعلتم أهل سقاية الحاجّ كمَن آمن، أو: أجعلتم سقاية الحاجّ كإيمان من آمن.
ويؤيّد الأوّل قراءة من قرأ: «سقاة الحاجّ وعمرة المسجد»، والمعنى إنكار أن يشبّه المشركون وأعمالهم المحبطة بالمؤمنين وأعمالهم المثبتة، ثمّ قرّر ذلك بقوله تعالى: «لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّه ِ» وبيّن عدم تساويهم بقوله: «وَاللّه ُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» . ۴
(إنّهم فخروا بالسقاية والحجابة).
ضمير الجمع راجع إلى العبّاس وتبعته في السقاية، وإلى شيبة وسدنته. قال الفيروزآبادي: «الحاجب: البوّاب. الجمع: حجبة، وحجّاب. وخطّته: الحجابة». ۵
وقال: «الخطّة ـ بالضمّ ـ : الأمر». ۶

1.التوبة (۹): ۱۹.

2.في تفسير العيّاشي، ج ۲، ص ۸۳، ح ۳۵: + «والعبّاس».

3.مجمع البيان، ج ۵، ص ۲۷ و ۲۸.

4.تفسير البيضاوي، ج ۳، ص ۱۳۶.

5.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۵۲ (حجب).

6.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۵۸ (خطط).


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
108
  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238453
صفحه از 607
پرینت  ارسال به