115
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث الثامن والأربعين والمائتين

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ رَجُلٍ :عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام : « «لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ» لَمْ تُبْدَ لَكُمْ «إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ»۱ » .

شرح

السند ضعيف.
قوله تعالى: «لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ» .
جملة «لم تبد لكم» صفة للأشياء، ولعلّ هذه الزيادة موجودة في مصحفهم عليهم السلام . ويحتمل أن يكون ذكرها عليه السلام تفسيرا، لا تنزيلاً.
«إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ» .
قال اللّه ـ عزّ وجلّ ـ في سورة المائدة: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ» . ۲
قال البيضاوي:
الشرطيّة، وما عطف عليها صفتان لأشياء، والمعنى: لا تسألوا رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن أشياء إن تظهر لكم تغمّكم، وإن تسألوا عنها في زمان الوحي تظهر [لكم]، وهما كمقدّمتين تنتجّان ما يمنع السؤال، وهو أنّه ممّا يغمّهم، والعاقل لا يفعل ما يغمّه.
«عَفَا اللّه ُ عَنْهَا» صفة اُخرى، أي عن أشياء عفا اللّه عنها، ولم يكلّف بها؛ إذ روي أنّه لمّا نزلت «وَللّه ِِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ»۳ قال سراقة بن مالك: أكلّ عام؟ فأعرض عنه رسول اللّه صلى الله عليه و آله حتّى أعادها ثلاثا، فقال: «لا، ولو قلت: نعم، لوجبت، ولو وجبت ما استطعتم، ولو تركتم لكفرتم، فاتركوني ما تركتكم» فنزلت. أو استئناف، أي عفا اللّه عمّا سلف من مسألتكم، فلا تعودوا إلى مثلها.
«وَاللّه ُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» لا يعاجلكم بعقوبة ما يفرط منكم، ويعفو عن كثير.
وعن ابن عبّاس رضى الله عنه أنّه عليه السلام يخطب ذات يوم غضبان من كثرة ما يسألون عنه ممّا لا يعنيهم، فقال: «لا اُسئل عن شيء إلّا واُجيب» فقال رجل: أين أبي؟ فقال: «في النار». وقال آخر: مَن أبي؟ فقال: «حذافة» وكان يُدعى لغيره، فنزلت، انتهى. ۴
وقيل في سبب نزول هذه الآية: أنّه كان قوم يسألون رسول اللّه صلى الله عليه و آله استهزاءً مرّة وامتحانا مرّة، فيقول له بعضهم: مَن أبي؟ ويقول الآخر: أين أبي؟ ويقول الآخر إذا ضلّت ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل اللّه ـ عزّ وجلّ ـ هذه الآية. وهذه الرواية مرويّة عن ابن عبّاس. وقيل: نزلت حين سألوا رسول اللّه صلى الله عليه و آله . عن البَحِيرَة وَالسَائِبَة وَالوَصِيلَة والحامي. ۵

1.المائدة (۵): ۱۰۱.

2.. المائدة (۵): ۱۰۱.

3.آل عمران (۳): ۹۷.

4.تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۴۷۰ و ۴۷۱ (مع التلخيص).

5.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۲۰.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
114

متن الحديث السابع والأربعين والمائتين

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ :عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ : تَلَوْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام «ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ» . ۱
فَقَالَ : «ذُو عَدْلٍ مِنْكُمْ ، هذَا مِمَّا أَخْطَأَتْ فِيهِ الْكُتَّابُ» .

شرح

السند حسن.
قوله تعالى: «ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ» .
قال اللّه ـ عزّ وجلّ ـ في سورة المائدة: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ»۲ .
(فقال: ذو عدل منكم) يعني أنّ المنزل: «ذو عدل» بلفظ الإفراد، ولعلّ المراد به حينئذٍ النبيّ والإمام.
وقيل: على قراءة التثنية أيضا يحتمل أن يكون المراد النبيّ والإمام جميعا. ۳
قال الشيخ الطبرسي رحمه الله: وقراءة محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام وجعفر بن محمّد الصادق عليه السلام : «يحكم به ذو عدل منكم». ۴
وقال البيضاوي: «وقرئ «ذو عدل» على إرادة الجنس، أو الإمام». ۵

1.المائدة (۵): ۹۵ و ۱۰۶.

2.. المائدة (۵): الآية ۹۵.

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۷۱.

4.مجمع البيان، ج ۳، ص ۴۱۶.

5.تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۳۶۷.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 240650
صفحه از 607
پرینت  ارسال به