متن الحديث التاسع والأربعين والمائتين
۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ :تَلَا أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ» الْحُسْنى «صِدْقا وَعَدْلًا»۱ » فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّمَا نَقْرَؤُهَا «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقا وَعَدْلًا» ؟ فَقَالَ : «إِنَّ فِيهَا الْحُسْنى» .
شرح
السند ضعيف.
قوله عزّ وجلّ: «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ (الحسنى) صِدْقا وَعَدْلاً» .
هذه الآية في سورة الأنعام هكذا: «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقا وَعَدْلاً لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»۲ . وقرئ: «كلمات ربّك». وقال البيضاوي في تفسيرها:
«وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ» بلغت الغاية أخباره ومواعيده وأحكامه «صِدْقا» في الأخبار والمواعيد «وَعَدْلاً» في الأقضية والأحكام، ونصبهما يحتمل التمييز والحال والمفعول له «لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ» لا أحد يبدّل شيئا منها بما هو صدق وعدل، أو لا أحد يقدر أن يحرّفها شايعا ذايعا كما فعل بالتوراة، على أنّ المراد بها القرآن؛ ليكون ضمانا لها من اللّه بالحفظ لقوله تعالى: «وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»۳ أو لا نبيّ ولا كتاب بعدها ينسخها ويبدّل أحكامها.
وقرأ الكوفيّون ويعقوب: «كلمة ربّك» أي ما تكلّم به، أو القرآن. «وَهُوَ السَّمِيعُ» بما يقولون «الْعَلِيمُ» بما يضمرون، فلا يهملهم، انتهى. ۴
أقول: يفهم من بعض الأخبار أنّ المراد بالكلمة إمام الحقّ. ويحتمل أن يُراد بها ما شرّع اللّه لعباده من الدِّين.
وقال بعض الفضلاء:
كان المراد بالكلمة الإمام الذي يتعلّق حكم اللّه بوجوده عينا، وبتمامها كون وجوده العيني على نحو وجوده في العلم الأوّلي، وبالصدق مطابقة الوجود العيني للوجود العلمي، وبالعدل عدم الجور في هذا الحكم، والتقدير: بل هو محض العدل، وبالسماع سماع ما يقول ويقولون فيه، وبالعلم العلم بما يعتقد ويعتقدون فيه. ۵
(فقلت: جعلت فداك إنّما نقرأها: «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقا وَعَدْلاً» .
هذه الفقرة ليست في بعض النسخ.
(فقال: إنّ فيها الحسنى).
دلّ بظاهره على أنّه كان فيها لفظ «الحسنى» فتركت، فتأمّل.