متن الحديث الواحد والخمسين والمائتين
۰.سَهْلٌ ،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ التَّمِيمِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْخَثْعَمِيُّ ، قَالَ :قَالَ : «لَمَّا سَيَّرَ عُثْمَانُ أَبَا ذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ ، شَيَّعَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَعَقِيلٌ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عليهم السلام وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الْوَدَاعِ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِنَّكَ إِنَّمَا غَضِبْتَ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَارْجُ مَنْ غَضِبْتَ لَهُ ، إِنَّ الْقَوْمَ خَافُوكَ عَلى دُنْيَاهُمْ ، وَخِفْتَهُمْ عَلى دِينِكَ ، فَأَرْحَلُوكَ عَنِ الْفِنَاءِ ، وَامْتَحَنُوكَ بِالْبَلَاءِ ، وَ وَاللّهِ لَوْ كَانَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ عَلى عَبْدٍ رَتْقا ، ثُمَّ اتَّقَى اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ، جَعَلَ لَهُ مِنْهَا مَخْرَجا ، فَلَا يُؤْنِسْكَ إِلَا الْحَقُّ ، وَلَا يُوحِشْكَ إِلَا الْبَاطِلُ .
ثُمَّ تَكَلَّمَ عَقِيلٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّا نُحِبُّكَ ، وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ تُحِبُّنَا ، وَأَنْتَ قَدْ حَفِظْتَ فِينَا مَا ضَيَّعَ النَّاسُ إِلَا الْقَلِيلَ ، فَثَوَابُكَ عَلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلِذلِكَ أَخْرَجَكَ الْمُخْرِجُونَ ، وَسَيَّرَكَ الْمُسَيِّرُونَ ، فَثَوَابُكَ عَلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَاتَّقِ اللّهَ ، وَاعْلَمْ أَنَّ اسْتِعْفَاءَكَ الْبَلَاءَ مِنَ الْجَزَعِ ، وَاسْتِبْطَاءَكَ الْعَافِيَةَ مِنَ الْيَأْسِ ۲ ، فَدَعِ الْيَأْسَ ۳ وَالْجَزَعَ ، وَقُلْ : حَسْبِيَ اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .
ثُمَّ تَكَلَّمَ الْحَسَنُ عليه السلام ، فَقَالَ : يَا عَمَّاهْ ، إِنَّ الْقَوْمَ قَدْ أَتَوْا إِلَيْكَ مَا قَدْ تَرى ، وَإِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى ، فَدَعْ عَنْكَ ذِكْرَ الدُّنْيَا بِذِكْرِ فِرَاقِهَا وَشِدَّةِ مَا يَرِدُ عَلَيْكَ لِرَخَاءِ ۴ مَا بَعْدَهَا ، وَاصْبِرْ حَتّى تَلْقى نَبِيَّكَ ـ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ إِنْ شَاءَ اللّهُ .
ثُمَّ تَكَلَّمَ الْحُسَيْنُ عليه السلام ، فَقَالَ : يَا عَمَّاهْ ، إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ قَادِرٌ أَنْ يُغَيِّرَ مَا تَرى ، وَهُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ ، إِنَّ الْقَوْمَ مَنَعُوكَ دُنْيَاهُمْ ، وَمَنَعْتَهُمْ دِينَكَ ، فَمَا أَغْنَاكَ عَمَّا مَنَعُوكَ ، وَمَا ۵ أَحْوَجَهُمْ إِلى مَا مَنَعْتَهُمْ ، فَعَلَيْكَ بِالصَّبْرِ ؛ فَإِنَّ ۶ الْخَيْرَ فِي الصَّبْرِ ، وَالصَّبْرَ مِنَ الْكَرَمِ ، وَدَعِ الْجَزَعَ ؛ فَإِنَّ الْجَزَعَ لَا يُغْنِيكَ .
ثُمَّ تَكَلَّمَ عَمَّارٌ ـ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ ـ فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَوْحَشَ اللّهُ مَنْ أَوْحَشَكَ ، وَأَخَافَ مَنْ أَخَافَكَ ، إِنَّهُ وَاللّهِ مَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يَقُولُوا الْحَقَّ ۷ إِلَا الرُّكُونُ إِلَى الدُّنْيَا وَالْحُبُّ لَهَا ، أَلَا إِنَّمَا الطَّاعَةُ مَعَ الْجَمَاعَةِ ، وَالْمُلْكُ لِمَنْ غَلَبَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ هؤُلَاءِ الْقَوْمَ دَعَوُا النَّاسَ إِلى دُنْيَاهُمْ ، فَأَجَابُوهُمْ إِلَيْهَا ، وَوَهَبُوا لَهُمْ دِينَهُمْ ، فَخَسِرُوا الدُّنْيَا وَالْاخِرَةَ ، وَذلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ .
ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : عَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، بِأَبِي وَأُمِّي هذِهِ الْوُجُوهُ ، فَإِنِّي إِذَا رَأَيْتُكُمْ ذَكَرْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِكُمْ ، وَمَا لِي بِالْمَدِينَةِ شَجَنٌ وَلَا سَكَنٌ ۸ غَيْرُكُمْ ، وَإِنَّهُ ثَقُلَ عَلى عُثْمَانَ جِوَارِي بِالْمَدِينَةِ ، كَمَا ثَقُلَ عَلى مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ ، فَآلى أَنْ يُسَيِّرَنِي إِلى بَلْدَةٍ ، فَطَلَبْتُ إِلَيْهِ أَنْ يَكُونَ ذلِكَ إِلَى الْكُوفَةِ ، فَزَعَمَ أَنَّهُ يَخَافُ أَنْ أُفْسِدَ عَلى أَخِيهِ النَّاسَ بِالْكُوفَةِ ، وَآلى بِاللّهِ لَيُسَيِّرُنِي إِلى بَلْدَةٍ لَا أَرى فِيهَا ۹ أَنِيسا ، وَلَا أَسْمَعُ بِهَا حَسِيسا ، وَإِنِّي وَاللّهِ مَا أُرِيدُ إِلَا اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ صَاحِبا ، وَمَا لِي مَعَ اللّهِ وَحْشَةٌ ، حَسْبِيَ اللّهُ ، لَا إِلهَ إِلَا هُوَ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلى سَيِّدِنَا ۱۰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ» .
1.السند معلّق على سابقه، ويروي سهل عن العدّة.
2.في بعض نسخ الكافي وشرح المازندراني والوافي: «الإياس».
3.في شرح المازندراني وبعض نسخ الكافي: «الإياس».
4.في بعض نسخ الكافي والوافي: «لرجاء».
5.في أكثر نسخ الكافي وشرح المازندراني: - «ما».
6.في أكثر نسخ الكافي والوافي: «وإنّ».
7.في بعض نسخ الكافي وشرح المازندراني: - «الحقّ».
8.في الطبعة القديمة: «لأسكن بدل «ولا سكن».
9.في بعض نسخ الكافي والوافي: «بها».
10.في بعض نسخ الكافي: - «سيّدنا».