شرح
السند مجهول.
ولا يخفى أنّ المناسب ذكر هذا العنوان قبل الخبرين السابقين.
قوله: (باسم رجل من ولد أبي طالب)
قد مرّ أنّه الصاحب عليه السلام .
وقوله: (قلت يرويه) إلى آخره، قوله: (باسم رجل) ليس في بعض النسخ.
وضمير «منه» راجع إلى محمّد بن علي عليهماالسلام؛ بقرينة المقام، أو لكونه معهودا، كما يفهم من آخر الحديث.
وفي بعض النسخ: «منها» بدل «منه». ولعلّ الضمير حينئذٍ راجع إلى الحكاية، أو الرواية المسموعة. وذكر «الاُذن» للإشعار بأنّه سمع منه بلا واسطة.
وقوله: (فنحن أوّل من يجيبه) كذب عدوّ اللّه إلّا أن يجيب نداء أخيه، ووليّه الشيطان.
وقوله: (أما إنّة) أي الذي ينادي باسمه.
وقوله: (ولكنّه محمّد بن عليّ عليهماالسلام).
غرضه منه التنبيه بأنّ قوله عليه السلام حقّ، وأنّه لا يخفى صدق حديثه وجلالة قدره على الخاصّ والعامّ.
متن الحديث السادس والخمسين والمائتين
۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام جَالِسا فِي الْمَسْجِدِ إِذْ أَقْبَلَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ ۱ وَأَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الدَّوَانِيقِ ، فَقَعَدُوا نَاحِيَةً مِنَ الْمَسْجِدِ ، فَقِيلَ لَهُمْ : هذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ جَالِسٌ ، فَقَامَ إِلَيْهِ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ ، وَقَعَدَ أَبُو الدَّوَانِيقِ مَكَانَهُ حَتّى سَلَّمُوا عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «مَا مَنَعَ جَبَّارَكُمْ مِنْ ۲ أَنْ يَأْتِيَنِي؟» فَعَذَّرُوهُ عِنْدَهُ .
فَقَالَ عِنْدَ ذلِكَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام : «أَمَا وَاللّهِ ، لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ حَتّى يَمْلِكَ مَا بَيْنَ قُطْرَيْهَا ، ثُمَّ لَيَطَأَنَّ الرِّجَالُ عَقِبَهُ ، ثُمَّ لَيَذِلَّنَّ ۳ لَهُ رِقَابُ الرِّجَالِ ، ثُمَّ لَيَمْلِكَنَّ مُلْكا شَدِيدا» .
فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ : وَإِنَّ مُلْكَنَا قَبْلَ مُلْكِكُمْ؟
قَالَ : «نَعَمْ يَا دَاوُدُ ، إِنَّ مُلْكَكُمْ قَبْلَ مُلْكِنَا ، وَسُلْطَانَكُمْ قَبْلَ سُلْطَانِنَا» .
فَقَالَ لَهُ ۴ : أَصْلَحَكَ اللّهُ ، فَهَلْ لَهُ مِنْ مُدَّةٍ؟
فَقَالَ ۵ : «نَعَمْ يَا دَاوُدُ ، وَاللّهِ لَا يَمْلِكُ بَنُو أُمَيَّةَ يَوْما إِلَا مَلَكْتُمْ مِثْلَيْهِ ، وَلَا سَنَةً إِلَا مَلَكْتُمْ مِثْلَيْهَا ، وَلَيَتَلَقَّفُهَا ۶ الصِّبْيَانُ مِنْكُمْ كَمَا تَلَقَّفُ ۷ الصِّبْيَانُ الْكُرَةَ» .
فَقَامَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ عِنْدِ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فَرِحا يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ أَبَا الدَّوَانِيقِ بِذلِكَ ، فَلَمَّا نَهَضَا جَمِيعا هُوَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُجَالِدٍ نَادَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام مِنْ خَلْفِهِ : «يَا سُلَيْمَانَ بْنَ مُجَالِدٍ ، لَا يَزَالُ الْقَوْمُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ مُلْكِهِمْ مَا لَمْ يُصِيبُوا مِنَّا دَما حَرَاما ـ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى صَدْرِهِ ـ فَإِذَا أَصَابُوا ذلِكَ الدَّمَ ، فَبَطْنُ الْأَرْضِ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْ ظَهْرِهَا ، فَيَوْمَئِذٍ لَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ نَاصِرٌ ، وَلَا فِي السَّمَاءِ عَاذِرٌ» .
ثُمَّ انْطَلَقَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُجَالِدٍ ، فَأَخْبَرَ أَبَا الدَّوَانِيقِ ، فَجَاءَ أَبُو الدَّوَانِيقِ إِلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ .
فَقَالَ لَهُ : «نَعَمْ يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، دَوْلَتُكُمْ قَبْلَ دَوْلَتِنَا ، وَسُلْطَانُكُمْ قَبْلَ سُلْطَانِنَا ، سُلْطَانُكُمْ شَدِيدٌ عَسِرٌ لَا يُسْرَ فِيهِ ، وَلَهُ مُدَّةٌ طَوِيلَةٌ ، وَاللّهِ لَا يَمْلِكُ بَنُو أُمَيَّةَ يَوْما إِلَا مَلَكْتُمْ مِثْلَيْهِ ، وَلَا سَنَةً إِلَا مَلَكْتُمْ مِثْلَيْهَا ، وَلَيَتَلَقَّفُهَا ۸ صِبْيَانٌ مِنْكُمْ فَضْلًا عَنْ رِجَالِكُمْ كَمَا يَتَلَقَّفُ ۹ الصِّبْيَانُ الْكُرَةَ ، أَفَهِمْتَ؟» .
ثُمَّ قَالَ : «لَا تَزَالُونَ ۱۰ فِي عُنْفُوَانِ الْمُلْكِ تَرْغُدُونَ فِيهِ مَا لَمْ تُصِيبُوا مِنَّا دَما حَرَاما ، فَإِذَا أَصَبْتُمْ ذلِكَ الدَّمَ غَضِبَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَيْكُمْ ، فَذَهَبَ بِمُلْكِكُمْ وَسُلْطَانِكُمْ ، وَذَهَبَ بِرِيحِكُمْ ، وَسَلَّطَ اللّهُ عَلَيْكُمْ عَبْدا مِنْ عَبِيدِهِ أَعْوَرَ ـ وَلَيْسَ بِأَعْوَرَ مِنْ آلِ أَبِي سُفْيَانَ ـ يَكُونُ اسْتِيصَالُكُمْ عَلى يَدَيْهِ وَأَيْدِيْ أَصْحَابِهِ» ثُمَّ قَطَعَ الْكَلَامَ .
1.في الطبعة الجديدة و بعض نسخ الكافي: «مجالد» بدل «خالد»، وهكذا فيما بعد. و مجالد كان أخا أبي جعفر المنصور الدوانيقي من الرضاعة، وكان معه بالحميمة، فلمّا أفضى الأمر إلى المنصور ولّاه الريّ، وكان يلي له الخزائن أيضا. اُنظر: تاريخ مدينة دمشق، ج ۲۲، ص ۳۶۵، الرقم ۲۷۰۰.
2.في بعض نسخ الكافي: - «من».
3.في كلتا الطبعتين وأكثر نسخ الكافي: «لتذلّنَّ».
4.في الطبعة القديمة وبعض نسخ الكافي: + «داود».
5.في بعض نسخ الكافي والوافي: «قال».
6.في بعض نسخ الكافي: «ولتتلقّفها».
7.في بعض نسخ الكافي و شرح المازندراني والوافي: «يتلقّف».
8.في بعض نسخ الكافي: «ولتتلقّفها».
9.في بعض نسخ الكافي: «تتلقّف».
10.في بعض نسخ الكافي: «لا يزالون».