161
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

البضاعة المزجاة المجلد الثالث
160

متن الحديث الثالث والستّين والمائتين

۰.سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ۱، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ مُصْعَبٍ الْعَبْدِيِّ ، قَالَ :دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، فَقَالَ : «قُولُوا لِأُمِّ فَرْوَةَ : تَجِيءُ فَتَسْمَعُ مَا صُنِعَ بِجَدِّهَا» .
قَالَ : فَجَاءَتْ فَقَعَدَتْ خَلْفَ السِّتْرِ ، ثُمَّ قَالَ : «أَنْشِدْنَا» ، قَالَ : فَقُلْتُ :
فَرْوَ جُودِي بِدَمْعِكِ الْمَسْكُوبِ[................................................]
قَالَ : فَصَاحَتْ وَصِحْنَ النِّسَاءُ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «الْبَابَ الْبَابَ» فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ عَلَى الْبَابِ ، قَالَ : فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «صَبِيٌّ لَنَا غُشِيَ عَلَيْهِ ، فَصِحْنَ النِّسَاءُ» .

شرح

السند ضعيف.
قوله: (سفيان بن مصعب العبدي).
هو من شعراء الكوفة، وكان من أصحابه عليه السلام .
روى الكشّي بإسناده عن سفيان بن مصعب العبدي قال: قال أبو عبداللّه عليه السلام : «قل شعرا تنوح به النساء». ۲
وبإسناده عن سماعة، قال: قال أبو عبداللّه عليه السلام : «يا معشر الشيعة، علّموا أولادكم شعر العبدي؛ فإنّه على دين اللّه ». ۳
(فقال: قولوا لاُمّ فروة: تجيء).
قال الفاضل الإسترآبادي: اُمّ فروة من بنات الصادق عليه السلام ۴ ؛ صرّح به إعلام الورى ۵ وغيره.
أقول: اُمّ فروة أيضا كنية لاُمّ الصادق عليه السلام ، وهي بنت القاسم الفقيه بن محمّد بن أبي بكر، لكن المراد هنا بنته عليه السلام ، واحتمال إرادة اُمّه عليه السلام وكون المراد بجدّها محمّد بن أبي بكر، بعيد.
(فتسمع ما صُنع) على البناء للمفعول.
(بجدّها)؛ يعني الحسين عليه السلام ، على الظاهر.
(ثمّ قال)؛ يعني: ثمّ قال لي أبو عبداللّه عليه السلام .
(أنشدنا) أي اقرأ لنا شعرا.
(قال) سفيان: (فقلت: فرو جُودي بدمعك المسكوب).
أصله بعد حذف المضاف لضرورة الشعر: يا فروة. فحذف حرف النداء تخفيفا، والهاء ترخيما، والباء للتعدّي.
و«جُودي» إمّا من الجود بمعنى السّخاء، أو من قولهم: جادت العين جَوْدا وجُودا: إذا كثُر دمعها. وكونه من جاد بنفسه: إذا قارب الموت، احتمالٌ بعيد.
وقال الجوهري: «سكبت الماء سكبا: أي صببته. وماء مسكوب: [أي] يجري على وجه الأرض من غير حفر». ۶
(قال: فصاحت)؛ يعني اُمّ فروة.
(وصِحن النساء) من قبيل: «أكلوني البراغيث».
(فقال أبو عبداللّه عليه السلام : الباب الباب) منصوب بفعل مضمر، والتكرير للتأكيد؛ أي اغلقوا الباب، أو اضبطوه، أو احرسوه؛ لئلّا يهجم الناس.
(فاجتمع أهل المدينة على الباب، قال: فبعث إليهم) أي إلى المجتمعين بالباب.
(أبو عبداللّه عليه السلام : صبيٌّ لنا غُشي عليه) على البناء للمفعول.
(فصحن النساء).
فيه دلالة على جواز التورية عند التقيّة. ويحتمل كونه إخبارا عن الواقع بأن يكون صبيّ غشي عليه من صياح النساء، أو لغير ذلك في ذلك اليوم، أو قبله، فورّي عليه السلام بذلك في ذلك المقام.
وقيل: يحتمل أن يكون المراد بالصبيّ الصبيّ الذي استشهد بكربلاء في حِجر الحسين عليه السلام بسهم العدوّ. ۷
وأيضا في هذا الخبر دلالة على جواز استماع النساء أصوات الرجال إلّا أن يُقال أمثال هذه المقامات تعدّ من الضروريّات، وعلى استحباب إنشاد المراثي للحسين عليه السلام .

1.السند معلّق على سابقه، ويروي عن سهل، عدّة من أصحابنا.

2.رجال الكشّي، ص ۴۰۱، ح ۷۴۷.

3.رجال الكشّي، ص ۴۰۱، ح ۷۴۸.

4.لم نعثر على قوله. وانظر: قاموس الرجال، ج ۱۲، ص ۲۱۲، الرقم ۴۵.

5.إعلام الورى، ج ۱، ص ۵۴۶.

6.الصحاح، ج ۱، ص ۱۴۸ (سكب).

7.ذهب إليه المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۸۷.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238471
صفحه از 607
پرینت  ارسال به