167
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

البضاعة المزجاة المجلد الثالث
166

متن الحديث السادس والستّين والمائتين

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ رُزَيْقٍ۱أَبِي الْعَبَّاسِ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «أَتى قَوْمٌ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللّهِ ، إِنَّ بِلَادَنَا قَدْ قُحِطَتْ ، وَتَوَالَتِ السِّنُونَ عَلَيْنَا ، فَادْعُ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِالْمِنْبَرِ ، فَأُخْرِجَ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ ، فَصَعِدَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَدَعَا ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُؤَمِّنُوا ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ ۲ هَبَطَ جَبْرَئِيلُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّ رَبَّكَ قَدْ وَعَدَهُمْ أَنْ يُمْطَرُوا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، وَسَاعَةَ كَذَا وَكَذَا ، فَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ يَنْتَظِرُونَ ذلِكَ الْيَوْمَ وَتِلْكَ السَّاعَةَ حَتّى إِذَا كَانَتْ تِلْكَ السَّاعَةُ ، أَهَاجَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ رِيحا ، فَأَثَارَتْ سَحَابا ، وَجَلَّلَتِ السَّمَاءَ ، وَأَرْخَتْ عَزَالِيَهَا ، فَجَاءَ أُولئِكَ النَّفَرُ بِأَعْيَانِهِمْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللّهِ ، ادْعُ اللّهَ ۳ أَنْ يَكُفَّ السَّمَاءَ عَنَّا ، فَإِنَّا ۴ كِدْنَا أَنْ نَغْرَقَ ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُؤَمِّنُوا عَلى دُعَائِهِ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ : يَا رَسُولَ اللّهِ ، أَسْمِعْنَا ، فَإِنَّ كُلَّ مَا تَقُولُ لَيْسَ نَسْمَعُ ، فَقَالَ : قُولُوا : اللّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا ، اللّهُمَّ صُبَّهَا فِي بُطُونِ الْأَوْدِيَةِ ، وَفِي نَبَاتِ الشَّجَرِ ، وَحَيْثُ يَرْعى أَهْلُ الْوَبَرِ ، اللّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً ، وَلَا تَجْعَلْهَا عَذَابا» .

شرح

السند مجهول كالحسن.
قوله: (عن رزيق أبي العبّاس).
رزيق ـ بالراء المهملة المضمومة، والزاء المعجمة المفتوحة ـ وهو ابن الزبير الخلقاني، مجهول. وفي بعض النسخ بتقديم المعجمة على المهملة.
(إنّ بلادنا قد قحطت).
في القاموس: «القحط: احتباس المطر قحط العام ـ كمنع وفرح وعُني ـ قَحْطا وقَحِطا وقحوطا». ۵
(وتوالت) أي تتابعت.
(السنون علينا).
قال الجوهري:
قال أبو عبيد: [يقال:] أرض بني فلان سِنة: إذا كانت مجدبة. وإذا جمعت بالواو والنون كسرت السين، فقلت: سنون. وبعضهم يقول: سُنُون، بالضمّ. ۶
(فادع اللّه ـ تبارك وتعالى ـ يرسل السماء علينا).
في القاموس: «السماء: السحاب، والمطر، والمطرة الجيّدة». ۷
(فأمر رسول اللّه صلى الله عليه و آله بالمنبر، فاُخرج).
يدلّ على استحباب إخراج المنبر في صلاة الاستسقاء، كما هو مذهب جماعة من الأصحاب، خلافا لابن الجنيد، حيث قال: «الأظهر في الروايات أن لا ينقل المنبر، بل يكون كمنبر العيد معمولاً من طين». ۸
وقال بعض الفضلاء: «الروايات التي رأيناها لا تدلّ على ذلك». ۹ ويدلّ هذا الخبر على استحباب دعاء أهل الخصب لأهل الجدب.
(وأمر الناس أن يؤمِّنوا) أي يقولوا: آمين.
قال الجوهري: «وآمين في الدّعاء يمدّ ويقصر، ويشدّد الميم، ۱۰ ويقال معناه كذا، فليكن، وتقول منه: أمّن فلان تأمينا». ۱۱
(فلم يلبث) إلى قوله: (أن يمطروا) على البناء للمفعول.
قال الفيروزآبادي: «المطر: ماء السّحاب. ومطرتهم السماء مطرا ـ ويحرّك ـ : أصابتهم بالمطر. وأمطرهم اللّه ، ولا يقال إلّا في العذاب». ۱۲
(أهاج اللّه ـ عزّ وجلّ ـ ريحا).
كذا فيما رأيناه من النسخ، والمناسب هنا: «هاج» بدون الهمزة.
قال الجوهري: «هاج الشيء يهيج هيجا وهياجا وهيجانا، واهتاج وتهيّج: أي ثار. وهاجه غيره يتعدّى ولا يتعدّى». ثمّ قال: «أهاجت الريح النبت: أيبسته» انتهى. ۱۳
وقريب منه في القاموس. ۱۴
ولا يخفى عدم مناسبة «أهاج» بالمعنى الذي ذكره الجوهري وغيره بهذا المقام، فتأمّل.
(فأثارت سحابا).
في القاموس: «الثور: الهَيجان، والوثب، والسطوع، وأثاره غيره». ۱۵
(وجلّلت السماء).
قال الجوهري: «جلّل الشيء تجليلاً: عمّ. والمجلّل: السّحاب الذي يجلّل الأرض بالمطر، أي يعمّ. وتجليل الفرس: أن تُلبِسه الجُلّ». ۱۶
أقول: الأنسب هنا إرادة المعنى الأوّل، وكون السماء مرفوعا فاعلاً لقوله: «جلّلت»، وكونها بمعنى السّحاب أو المطر.
ويحتمل إرادة المعنى الثاني، أعني التغطية، وكون المستتر في قوله: «جلّلت» راجعا إلى الريح والسماء بالنصب على المفعوليّة. وهذا الأخير أنسب بالسياق السابق، والأوّل ألصق بقوله عليه السلام : (وأرخت)، أي السّماء على الظاهر.
(عزاليها).
قال الجوهري: «أرخيت الستر وغيره: إذا أرسلته». ۱۷
وقال: «العزلاء: فم المزادة الأسفل. والجمع: العزالى، بكسر اللام. وإن شئت فتحت، مثل الصحارى والصحاري». ۱۸
(فجاء اُولئك النفر) الذين أتوا رسول اللّه صلى الله عليه و آله للاستقاء. قال في القاموس: «النَّفَر: الناس كلّهم، وما دون العشرة من الرجال». ۱۹
(بأعيانهم) أي بأنفسهم وأشخاصهم، وعين الشخص نفسه.
(ادع اللّه أن يكفّ السماء) أي المطر (عنّا).
في القاموس: «كففته عنه: صرفته، ودفعته، فكفّ، هو لازم متعدّ». ۲۰
(فإنّا كدنا) أي قاربنا وأشرفنا.
(أن نغرق) على البناء للمفعول، من الإغراق، أو التغريق. أو على البناء للفاعل من الغرق.
قال الجوهري: «غَرِقَ في الماء غَرقَا، فهو غَرِقٌ وغارق أيضا، وأغرقه غيره، وغرّقه هو مغرّق وغريق». ۲۱
(فاجتمع الناس ودعا النبيّ صلى الله عليه و آله ، وأمر الناس أن يؤمِّنوا على دعائه).
يدلّ على استحباب الدّعاء لدفع المطر مع الخوف. قال الشهيد رحمه الله في الدروس: «لو كثر الغيث وخيف منه، استحبّ الدّعاء بإزالته». ۲۲
(اللَّهُمَّ حوالينا ولا علينا).
قال في النهاية:
في حديث الاستسقاء: اللَّهُمَّ حوالينا ولا علينا. يُقال: رأيت الناس حَولَه وحوالَيه، أي مطيفين به من جوانبه، يريد: اللَّهُمَّ انزل الغيث في مواضع النبات، لا في مواضع الأبنية. ۲۳
وقال الجوهري: «يُقال: قعدوا حوله وحوالَهُ [وحَوْلَيْه] وحوالَيه، ولا تقل: حواليه بكسر اللام». ۲۴
وفي القاموس: «هو حواليه وحوله وحَولَيه وحواله وأحوله بمعنى». ۲۵
أقول: هذا صريح في أنّ «حوالى» كأخواته مفرد لا جمع. وفي كلام الجوهري أيضا إيماء إلى ذلك، فتدبّر.
وقال بعض الفضلاء:
في هذا الكلام دلالة على كمال أدبه عليه السلام ، حيث لم يدع برفعه بالكليّة، لأنّه رحمة، بل دعا بكشف ما يضرّهم، وإنزاله إلى حيث يبقى نفعه، ولا يتصوّر ضرره. ۲۶
(وحيث يرعى أهل الوبر).
قال الفيروزآبادي: «رعت الماشية ترعى رعيا، وارتعت ورعاها وأرعاها، وأرعاه المكان: جعله له مرعى». ۲۷
وقال الجوهري: «أرعى اللّه الماشية: أي أنبت لها ما ترعاه». ۲۸
وفي القاموس: «الوبَر ـ محرّكة ـ : صوف الإبل، والأرنب، ونحوها، وهو وِبَرٌ». ۲۹
أقول: يحتمل هاهنا إرادة كلّ من المعاني المذكورة للرعي والإرعاء، وكون أهل الوبر كناية عن سكّان البادية، أو عن المال السائمة.
وقال بعض الأفاضل في شرح هذا الكلام: «أي حيث يرعى سكّان البادية أنعامهم؛ فإنّهم يسكنون في خيام الوبر في بيوت المدر، ولا يضرّهم كثرة المطر» انتهى. ۳۰ فتدبّر.

1.في أكثر نسخ الكافي: «زريق» بتقديم الزاي المعجمة، ويؤيّده ضبط الطوسي رحمه اللهفي الفهرست، ص ۲۰۸، الرقم ۳۱۰؛ والبرقي في رجاله، ص ۴۳. وما في المتن موافق لضبط النجاشي رحمه الله في رجاله، ص ۱۶۸، الرقم ۴۴۲؛ والطوسي في رجاله، ص ۲۰۵، الرقم ۲۶۳۶ و ۲۶۳۸.

2.في بعض نسخ الكافي: «إذ».

3.في الطبعة القديمة: + «لنا».

4.في أكثر نسخ الكافي: + «قد».

5.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۷۸ (قحط) مع التلخيص.

6.الصحاح، ج ۶، ص ۲۲۳۶ (سنه) مع التلخيص.

7.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۴۴ (سمو) مع التلخيص واختلاف يسير في اللفظ.

8.راجع: السرائر، ج ۱، ص ۳۲۵.

9.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۸۹ (مع اختلاف يسير في اللفظ).

10.في المصدر: «وتشديد الميم خطأ».

11.الصحاح، ج ۵، ص ۲۰۷۲ (أمن) مع التلخيص واختلاف يسير في اللفظ.

12.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۳۵ (مطر) مع التلخيص.

13.الصحاح، ج ۱، ص ۳۵۲ (هيج).

14.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۱۳ (هيج).

15.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۳۸۳ (ثور) مع التلخيص.

16.الصحاح، ج ۴، ص ۱۶۶۰ (جلل).

17.الصحاح، ج ۶، ص ۲۳۵۴ (رخا).

18.الصحاح، ج ۵، ص ۱۷۶۳ (عزل).

19.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۴۶ (نفر).

20.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۹۱ (كفف) مع التلخيص.

21.الصحاح، ج ۴، ص ۱۵۳۶ (غرق).

22.الدروس الشرعيّة، ج ۱، ص ۱۹۷، الدرس ۵۰.

23.النهاية، ج ۱، ص ۴۶۴ (حول).

24.الصحاح، ج ۴، ص ۱۶۷۹ (حول).

25.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۶۳ (حول).

26.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۸۹ (مع اختلاف في اللفظ).

27.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۳۵ (رعى) مع التلخيص.

28.الصحاح، ج ۶، ص ۲۳۵۹ (رعى).

29.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۵۱ (وبر) مع التلخيص واختلاف يسير في اللفظ.

30.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۴۱.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 264093
صفحه از 607
پرینت  ارسال به