17
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث الرابع عشر والمائتين

۰.عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : «كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ * فَقالُوا أَ بَشَرا مِنّا واحِدا نَتَّبِعُهُ إِنّا إِذا لَفِى ضَلالٍ وَسُعُرٍ * أَ أُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذّابٌ أَشِرٌ»۱ ؟
قَالَ : «هذَا كَانَ بِمَا ۲ كَذَّبُوا ۳ صَالِحا ، وَمَا أَهْلَكَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَوْما قَطُّ حَتّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ قَبْلَ ذلِكَ الرُّسُلَ ، فَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ ، فَبَعَثَ اللّهُ إِلَيْهِمْ صَالِحا ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللّهِ ، فَلَمْ يُجِيبُوهُ ۴ وَعَتَوْا عَلَيْهِ ، ۵ وَقَالُوا : لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى تُخْرِجَ لَنَا مِنْ هذِهِ الصَّخْرَةِ نَاقَةً عُشَرَاءَ ، وَكَانَتِ الصَّخْرَةُ يُعَظِّمُونَهَا وَيَعْبُدُونَهَا ، وَيُذَبِّحُونَ عِنْدَهَا فِي رَأْسِ كُلِّ سَنَةٍ ، وَيَجْتَمِعُونَ عِنْدَهَا ، فَقَالُوا لَهُ : إِنْ كُنْتَ كَمَا تَزْعُمُ نَبِيّا رَسُولًا ، فَادْعُ لَنَا إِلهَكَ حَتّى يُخْرِجَ ۶ لَنَا مِنْ هذِهِ الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ نَاقَةً عُشَرَاءَ ، فَأَخْرَجَهَا اللّهُ كَمَا طَلَبُوا مِنْهُ .
ثُمَّ أَوْحَى اللّهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِلَيْهِ أَنْ يَا صَالِحُ ، قُلْ لَهُمْ : إِنَّ اللّهَ قَدْ جَعَلَ لِهذِهِ النَّاقَةِ مِنَ الْمَاءِ ۷ شِرْبَ يَوْمٍ ، وَلَكُمْ شِرْبَ يَوْمٍ ، فَكَانَتِ ۸ النَّاقَةُ إِذَا كَانَ يَوْمُ شِرْبِهَا شَرِبَتِ الْمَاءَ ذلِكَ الْيَوْمَ ، فَيَحْلُبُونَهَا ، فَلَا يَبْقى صَغِيرٌ وَلَا كَبِيرٌ إِلَا شَرِبَ مِنْ لَبَنِهَا يَوْمَهُمْ ذلِكَ ، فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ وَأَصْبَحُوا غَدَوْا إِلى مَائِهِمْ ، فَشَرِبُوا مِنْهُ ذلِكَ الْيَوْمَ ، وَلَمْ تَشْرَبِ النَّاقَةُ ذلِكَ الْيَوْمَ ، فَمَكَثُوا بِذلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ .
ثُمَّ إِنَّهُمْ عَتَوْا عَلَى اللّهِ ، وَمَشى بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ ، وَقَالُوا : اعْقِرُوا هذِهِ النَّاقَةَ وَاسْتَرِيحُوا مِنْهَا ، لَا نَرْضى أَنْ يَكُونَ لَنَا شِرْبُ يَوْمٍ ، وَلَهَا شِرْبُ يَوْمٍ .
ثُمَّ قَالُوا : مَنِ الَّذِي يَلِي قَتْلَهَا ، وَنَجْعَلَ لَهُ جُعْلًا مَا أَحَبَّ؟ فَجَاءَهُمْ ۹ رَجُلٌ أَحْمَرُ أَشْقَرُ أَزْرَقُ وَلَدُ زِنًى لَا يُعْرَفُ لَهُ أَبٌ ، يُقَالُ لَهُ : قُدَارٌ ، شَقِيٌّ مِنَ الْأَشْقِيَاءِ مَشْؤُومٌ عَلَيْهِمْ ، فَجَعَلُوا لَهُ جُعْلًا ، فَلَمَّا تَوَجَّهَتِ النَّاقَةُ إِلَى الْمَاءِ الَّذِي كَانَتْ تَرِدُهُ ، تَرَكَهَا حَتّى شَرِبَتِ الْمَاءَ ، وَأَقْبَلَتْ رَاجِعَةً ، فَقَعَدَ لَهَا فِي طَرِيقِهَا ، فَضَرَبَهَا بِالسَّيْفِ ضَرْبَةً ، فَلَمْ تَعْمَلْ شَيْئا ، فَضَرَبَهَا ضَرْبَةً أُخْرى ، فَقَتَلَهَا وَخَرَّتْ إِلَى الْأَرْضِ عَلى جَنْبِهَا ، وَهَرَبَ فَصِيلُهَا حَتّى صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ ، فَرَغى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَى السَّمَاءِ ، وَأَقْبَلَ قَوْمُ صَالِحٍ ، فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنْهُمْ ۱۰ إِلَا شَرِكَهُ فِي ضَرْبَتِهِ ، وَاقْتَسَمُوا لَحْمَهَا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ صَغِيرٌ وَلَا كَبِيرٌ إِلَا أَكَلَ مِنْهَا .
فَلَمَّا رَأى ذلِكَ [صَالِحٌ] أَقْبَلَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : يَا قَوْمِ ، مَا دَعَاكُمْ إِلى مَا صَنَعْتُمْ؟ أَ عَصَيْتُمْ رَبَّكُمْ؟
فَأَوْحَى اللّهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِلى صَالِحٍ عليه السلام أَنَّ قَوْمَكَ قَدْ طَغَوْا وَبَغَوْا ، وَقَتَلُوا نَاقَةً بَعَثْتُهَا إِلَيْهِمْ حُجَّةً عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمْ فِيهَا ضَرَرٌ ، وَكَانَ لَهُمْ مِنْهَا أَعْظَمُ الْمَنْفَعَةِ ، فَقُلْ لَهُمْ : إِنِّي مُرْسِلٌ عَلَيْكُمْ عَذَابِي إِلى ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ، فَإِنْ هُمْ تَابُوا وَرَجَعُوا ، قَبِلْتُ تَوْبَتَهُمْ ، وَصَدَدْتُ عَنْهُمْ ، وَإِنْ هُمْ لَمْ يَتُوبُوا وَلَمْ يَرْجِعُوا ، بَعَثْتُ عَلَيْهِمْ عَذَابِي فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ .
فَأَتَاهُمْ صَالِحٌ عليه السلام ، فَقَالَ لَهُمْ : يَا قَوْمِ ، إِنِّي رَسُولُ رَبِّكُمْ إِلَيْكُمْ وَهُوَ يَقُولُ لَكُمْ : إِنْ أَنْتُمْ تُبْتُمْ وَرَجَعْتُمْ وَاسْتَغْفَرْتُمْ ، غَفَرْتُ لَكُمْ وَتُبْتُ عَلَيْكُمْ ، فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ ذلِكَ كَانُوا أَعْتى مَا كَانُوا وَأَخْبَثَ ، وَقَالُوا : يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ .
قَالَ : يَا قَوْمِ ، إِنَّكُمْ تُصْبِحُونَ غَدا وَوُجُوهُكُمْ مُصْفَرَّةٌ ، وَالْيَوْمَ الثَّانِيَ وُجُوهُكُمْ مُحْمَرَّةٌ ، وَالْيَوْمَ الثَّالِثَ وُجُوهُكُمْ مُسْوَدَّةٌ .
فَلَمَّا أَنْ كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ، أَصْبَحُوا وَوُجُوهُهُمْ مُصْفَرَّةٌ، فَمَشى بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ، وَقَالُوا : قَدْ جَاءَكُمْ مَا قَالَ لَكُمْ صَالِحٌ ، فَقَالَ الْعُتَاةُ [مِنْهُمْ] : لَا نَسْمَعُ قَوْلَ صَالِحٍ ، وَلَا نَقْبَلُ قَوْلَهُ وَإِنْ كَانَ عَظِيما .
فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي ، أَصْبَحَتْ وُجُوهُهُمْ مُحْمَرَّةً ، فَمَشى بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ ، فَقَالُوا : يَا قَوْمِ ، قَدْ جَاءَكُمْ مَا قَالَ لَكُمْ صَالِحٌ ، فَقَالَ الْعُتَاةُ مِنْهُمْ : لَوْ أُهْلِكْنَا جَمِيعا مَا سَمِعْنَا قَوْلَ صَالِحٍ ، وَلَا تَرَكْنَا آلِهَتَنَا الَّتِي كَانَ آبَاؤُنَا يَعْبُدُونَهَا ، وَلَمْ يَتُوبُوا وَلَمْ يَرْجِعُوا .
فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ ، أَصْبَحُوا وَ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ، فَمَشَى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَقَالُوا ۱۱ : يَا قَوْمِ ، أَتَاكُمْ مَا قَالَ لَكُمْ صَالِحٌ ، فَقَالَ الْعُتَاةُ [مِنْهُمْ] : قَدْ أَتَانَا مَا قَالَ لَنَا صَالِحٌ .
فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ اللَّيْلِ ، أَتَاهُمْ جَبْرَئِيلُ عليه السلام ، فَصَرَخَ بِهِمْ صَرْخَةً خَرَقَتْ تِلْكَ الصَّرْخَةُ أَسْمَاعَهُمْ ، وَفَلَقَتْ قُلُوبَهُمْ ، وَصَدَعَتْ أَكْبَادَهُمْ ، وَقَدْ كَانُوا فِي تِلْكَ الثَّلَاثَةِ الْأَيَّامِ ۱۲ قَدْ تَحَنَّطُوا وَتَكَفَّنُوا ، وَعَلِمُوا أَنَّ الْعَذَابَ نَازِلٌ بِهِمْ ، فَمَاتُوا أَجْمَعِينَ ۱۳ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ : صَغِيرُهُمْ وَكَبِيرُهُمْ ، فَلَمْ يَبْقَ لَهُمْ نَاعِقَةٌ وَلَا رَاغِيَةٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَا أَهْلَكَهُ اللّهُ ، فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ وَمَضَاجِعِهِمْ مَوْتى أَجْمَعِينَ ، ثُمَّ أَرْسَلَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مَعَ الصَّيْحَةِ النَّارَ مِنَ السَّمَاءِ ، فَأَحْرَقَتْهُمْ أَجْمَعِينَ ؛ وَكَانَتْ هذِهِ قِصَّتَهُمْ» .

1.القمر (۵۴): ۲۳ ـ ۲۵.

2.في بعض النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة والوافي: «فيما».

3.في الطبعة القديمة: + «به».

4.في كلتا الطبعتين وبعض نسخ الكافي: «فلم يجيبوا».

5.في أكثر النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة: + «عتوّا».

6.في بعض نسخ الكافي والطبعة القديمة: «تخرج».

7.في بعض نسخ الكافي وشرح المازندراني والبحار: - «من الماء».

8.في الطبعة القديمة: «وكانت».

9.في النسخة: «فجاء».

10.في بعض نسخ الكافي: - «منهم».

11.في النسخة وأكثر النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة والبحار: «فقالوا».

12.في أكثر نسخ الكافي والبحار: «أيّام».

13.في الطبعة القديمة والوافي: «أجمعون».


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
16
  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 264220
صفحه از 607
پرینت  ارسال به