شرح
السند مجهول.
قوله عليه السلام : (ما أبرقت قطّ) إلى آخره.
الظاهر أنّ المستتر في «أبرقت» راجع إلى السماء، بقرينة المقام وتقدّم الذكر. ويحتمل بعيدا رجوعه إلى «البروق» أو «البرقة».
وحاصل المعنى على التقديرين أنّ البرق يلزمه المطر، وإن لم يمطر في كلّ موضع يظهر فيه البرق.
قال في القاموس:
البرق، واحد بروق: السحاب، أو ضرب ملك السحاب. وتحريكه إيّاه لينساق فترى النيران. وبرقت السماء بروقا وبرقانا: لمعت، أو جاءت ببرق. والبرق بدا، والرجل تهدّد وتوعّد كأبرق. وأرعدوا وأبرقوا: أصابهم رعدٌ وبرق. والسماء: أتت بهما. ۱
متن الحديث الثامن والستّين والمائتين
۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ الْعَرْزَمِيِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَسُئِلَ عَنِ السَّحَابِ : أَيْنَ يَكُونُ؟
قَالَ : «يَكُونُ عَلى شَجَرٍ عَلى كَثِيبٍ عَلى شَاطِئِ الْبَحْرِ يَأْوِي إِلَيْهِ ، فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ أَنْ يُرْسِلَهُ أَرْسَلَ رِيحا ، فَأَثَارَتْهُ ، وَوَكَّلَ بِهِ مَلَائِكَةً ۲ يَضْرِبُونَهُ ۳ بِالْمَخَارِيقِ ، وَهُوَ الْبَرْقُ ، فَيَرْتَفِعُ» ثُمَّ قَرَأَ هذِهِ الْايَةَ « «وَاللّهُ الَّذِى أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحابا فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ»۴ الْايَةَ ، وَالْمَلَكُ اسْمُهُ الرَّعْدُ» .
شرح
السند مجهول مرفوع.
قوله: (العرزمي) بتقديم المهملة على المعجمة.
وقوله: (على كثيب).
الكثيب: الرّمل من كثب، أي اجتمع. وكلّ ما انصبّ في شيء، فقد انكثب فيه. ومنه سمّي الكثيب من الرمل؛ لأنّه انصبّ في مكان واجتمع فيه. والجمع: الكثبان، وهي تلال الرمل.
وفي النهاية: «الكثيب: الرمل المستطيل المحدودب». ۵
(على شاطئ البحر).
شاطئ النهر ـ بالهمزة ـ : جانبه، وشفيره.
(يأوي إليه).
في القاموس: «أويت منزلي وإليه اُويّا ـ بالضمّ، ويكسر ـ : نزلته بنفسي، وسكنته». ۶
قيل: يحتمل أن يكون نوع من السّحاب كذلك، وأن يكون كناية عن انبعاثه من البحر وحواليه. ۷
(ووكّل به ملائكة يضربونه بالمخاريق).
قال في النهاية:
في حديث علي عليه السلام : البرق مخاريق الملائكة. هي جمع مخراق، وهو في الأصل ثوب يلفّ ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا، أراد آلة تزجر بها الملائكة السحاب وتسوقه، ويفسّره حديث ابن عبّاس: البرق سوط من نور تزجر بها الملائكة السِّحاب. ۸
(وهو البرق).
الظاهر إرجاع الضمير إلى المخراق المفهوم من «المخاريق».
(فيرتفع) السحاب من موضعه.
(ثمّ قرأ هذه الآية) في سورة فاطر: «وَاللّه ُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابا» ؛ قال البيضاوي في وجه الإتيان بصيغة المضارع في الفعل الثاني: «إنّه على حكاية الحال الماضية، استحضارا لتلك الصورة البديعة الدالّة على كمال الحكمة». ثمّ قال: «ويجوز أن يكون اختلاف الأفعال للدلالة على استمرار الأمر». ۹
«فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ» . ۱۰
المشهور بين المفسّرين أنّ الموت هنا كناية عن اليبس وفقدْ النبات.
قال في القاموس: «الميّت: ضدّ الحيّ. ومات: سكن، ونام، وبلى». ۱۱
وقال: «البلد: كلّ قطعة من الأرض مستحيزة عامرة، أو غامرة، والتراب». ۱۲
(والملك) المذكور (اسمه الرعد).
1.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۱۱ (برق) مع التلخيص.
2.في بعض نسخ الكافي والوافي: «ملائكته».
3.في الطبعة القديمة: «يضربوه».
4.فاطر (۳۵): ۹.
5.النهاية، ج ۴، ص ۱۵۲ (كتب).
6.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۰۱ (أوى).
7.القائل هو العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۴۲.
8.النهاية، ج ۲، ص ۲۶ (خرق).
9.تفسير البيضاوي، ج ۴، ص ۴۱۲.
10.. فاطر (۳۵): ۹.
11.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۵۸ (موت) مع اختلاف يسير في اللفظ.
12.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۷۸ (بلد).