173
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث التاسع والستّين والمائتين

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَا :قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «مَنْ صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَا عَمَلُهُ ، وَمَنْ حَسُنَتْ نِيَّتُهُ زَادَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي رِزْقِهِ ، وَمَنْ حَسُنَ بِرُّهُ بِأَهْلِهِ زَادَ اللّهُ فِي عُمُرِهِ» .

شرح

السند ضعيف.
قوله عليه السلام : (من صدق لسانه زكا عمله).
قال الجوهري: «زكّى نفسه تزكيةً: مدحها». وقوله تعالى: «وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا» ؛ ۱ قالوا: تطهّرهم بها. وزكا الزرع يزكو زكاء ـ ممدود ـ أي نما. وزكا الرجل يزكو زكُوّا: إذا تنعّم وكان في خِصب». ۲
وقال في القاموس: «زكا يزكو زكاءً وزكوا: نما. وزكّاه اللّه والرجل. وزكى ـ كرضي ـ : نما، وزاد». ۳
أقول: يحتمل أن يكون «زكا» هنا من باب «علم» على البناء للفاعل. وأمّا احتمال كونه من باب «نصر» فلا يساعده رسم الخطّ، أي من كان صادقا في أقواله نما عمله وزاد.
وقيل: أي طهر عمله من الرِّياء والعُجب وسائر الآفات؛ فإنّ كلّاً منها نوعٌ من الكذب ويستلزمه. ۴
وأنت خبير بما فيه من التعسّف.
ويحتمل كونه على البناء للمفعول، من التزكية، أي طهّر اللّه عمله، أو أنماه، أو أصلحه، أو مدحه. وعلى التقادير يكون كناية عن القبول.
وقال بعض الشارحين في وجه كون صدق اللِّسان مستلزما لزكاء العمل:
إنّ استقامة اللِّسان تابعة لاستقامة القلب، وهي تقتضي استقامة جميع الجوارح، وزكاء جميع الأعمال الصادرة منها. أو لأنّ أعمال اللِّسان أعظم وأكثر من أعمال جميع الجوارح؛ إذ هي يحكي عن جميع أعمال الظواهر، ويخبر عن أسرار الضمائر، فإذن استقامته إنّما تكون استقامة جميع الأعمال، وتوجب زكاءها. ۵
(ومن حسن ۶ نيّته).
في بعض النسخ: «حسنت».
ولعلّ المراد بحسن النيّة صحّة العزيمة على الخيرات، ويلزمها الكدّ والاجتهاد في الأعمال والأخلاق، وطيب المكاسب، وعدم التساهل والتكاهل فيها وتحصيلها عن الشوائب.
وقيل: النيّة قد تُطلق على الغاية الباعثة على الفعل وعلى العزم عليه أيضا. ۷
وقال الفيروزآبادي: «نوى الشيء ينويه نيّة ـ ويخفّف ـ : قصده. واللّه فلانا: حفظه. والنيّة: الوجه الذي يذهب فيه». ۸
وقال الجوهري: «نويت نيّة ونواة: أي عزمت». ۹
(زاد اللّه في رزقه).
قيل: لأنّه متّق، والمتّقي مرزوق من حيث لا يحتسب. ۱۰
(ومن حَسُنَ) من المجرّد، أو المزيد.
(برّه).
في القاموس: «البرّ: الصِّلة، والاتّساع في الإحسان، والصدق، والطاعة، وضدّ العقوق». ۱۱
(زاد اللّه في عمره).
في القاموس: «العمر ـ بالفتح [و] الضمّ وبضمّتين ـ : الحياة. وبالفتح: الدين، قيل: ومنه: لعمري، ويحرّك». ۱۲
وقال الجوهري: «عَمِرَ عَمرا وعُمرا: عاش [زمانا] طويلاً». ۱۳

1.. التوبة (۹): ۱۰۳.

2.لم نعثر عليه، وانظر قول الجوهري ذيل مادّة «زكا» في الصحاح، ج ۶، ص ۲۳۶۸.

3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۳۹ (زكى).

4.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۴۲.

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۹۰.

6.في المتن الذي ضبطه المصنّف رحمه الله سابقا: «حسنت».

7.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۴۳.

8.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۹۷ (نوى) مع التلخيص.

9.الصحاح، ج ۶، ص ۲۵۱۶ (نوى).

10.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۹۰.

11.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۳۷۰ (بدر) مع التلخيص.

12.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۹۵ (عمر) مع التلخيص.

13.الصحاح، ج ۲، ص ۷۵۶ (عمر) مع التلخيص.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
172
  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 264360
صفحه از 607
پرینت  ارسال به