شرح
السند مجهول.
قوله: (من لم يستح من العيب).
الحياء: الانقباض، والعار.
والعيب: النقص، وما يفتضح به.
وعدم الاستحياء منه عدم المبالاة بفعل القبائح عند الناس، وعدم الحياء بنقلها، وعدم الاهتمام بإزالتها عنه.
(ويخش اللّه بالغيب) على النفي، أي لم يخش اللّه بالغيب، أي بالقلب، أو حال كونه متلبِّسا بالغيبة عن الناس، بل يظهر الخشية والخوف من اللّه تعالى، يحذر الناس رياءً، ولا يبالي بفعل القبائح في الخلوات.
ويحتمل كون الباء للسببيّة، والمراد بالغيب الغيبة عن أحوال الآخرة وشدائدها، أي يكون عدم خوفه منه تعالى بسبب كون تلك الأحوال غائبا عن نظرها، ولم يبال بإخبار الأنبياء عنها.
(ويرعو) أي لم يرعو، ولم يكفّ عن المحرّمات.
(عند الشيب).
الشيب ـ بالفتح ـ : بياض الشعر. والمراد هنا أوان الشيخوخة، وانقضاء دواعي الشهوة؛ فإنّ ارتكاب المحرّمات حينئذٍ يكون أقبح.
قال الفيروزآبادي: «الإرعواء: النزوع عن الجهل، وحسن الرجوع عنه، وقد ارعوى». ۱
وقال في النهاية:
فيه: شرّ الناس رجلٌ يقرأ كتاب اللّه لا يرعوي على شيء منه، أي لا ينكفّ، ولا ينزجر، من رعا يرعو: إذا كفّ عن الاُمور. وقد ارعوى عن القبيح يرعوي إرعواءً
وقيل: الارعواء: الندم على الشيء، والانصراف عنه، وتركه. ۲