185
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث السابع والسبعين والمائتين

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ :«قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : وُكِّلَ الرِّزْقُ بِالْحُمْقِ ، وَوُكِّلَ الْحِرْمَانُ بِالْعَقْلِ ، وَوُكِّلَ الْبَلَاءُ بِالصَّبْرِ» .

شرح

السند ضعيف.
قوله عليه السلام : (وكّل الرزق) على البناء للمفعول من المجرّد.
(بالحمق).
قال الفيروزآبادي: «وكل باللّه يكل: استسلم إليه. وكّل إليه الأمر وكلاً ووكولاً: سلّمه وتركه». ۱
وقال: «حمق ـ ككرم ـ حمقا ـ بالضمّ وبضمّتين ـ وحماقة، فهو أحمق: قليل العقل». ۲
(ووكّل الحرمان بالعقل).
في القاموس: «حرمه الشيء ـ كضربه، وعلمه ـ حرمانا بالكسر: منعه. والمحروم: الممنوع عن الخير». ۳
ولعلّ المراد بالفقرتين أنّ الأحمق في غالب الأحوال مرزوق موسّعٌ عليه، والعاقل ممنوع مقتّرٌ عليه.
وقيل: لعلّ السرّ فيه أنّ الأحمق يطلب الدُّنيا، فيجدها كما قال تعالى: «مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْأَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِى حَرْثِهِ»۴ ، والعاقل يترك الدُّنيا ويطلب الآخرة، فيُصيب من الدُّنيا بقليل. ۵
(ووكّل البلاء بالصبر)
لعلّ المراد أنّ البلاء والصبر مقرونان، فلو لم يخلق الصبر لم يخلق البلاء، كما رُوي: «لولا أنّ الصبر خُلق قبل البلاء لتفطّر المؤمن، كما يتفطّر البيضة على الصفار» ۶ ، والمقصود من هذا الكلام الترغيب بالتزام الصبر عند الابتلاء.

1.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۶۶ (وكل) مع التلخيص.

2.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۲۴ (حمق) مع التلخيص.

3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۹۴ (حرم) مع التلخيص.

4.الشورى (۴۲): ۲۰.

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۹۵.

6.الكافي، ج ۲، ص ۹۲، ح ۲۰.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
184

متن الحديث السادس والسبعين والمائتين

۰.عَنْهُ ، عَنْ مُعَلًّى ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ۱، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :قَالَ ۲ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «إِذَا رَأَيْتَ الْفَاقَةَ وَالْحَاجَةَ قَدْ كَثُرَتْ ، وَأَنْكَرَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضا ۳ ، فَانْتَظِرْ أَمْرَ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ» .
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذِهِ الْفَاقَةُ وَالْحَاجَةُ ۴ قَدْ عَرَفْتُهُمَا ، فَمَا إِنْكَارُ النَّاسِ بَعْضُهُمْ بَعْضا؟
قَالَ : «يَأْتِي الرَّجُلُ مِنْكُمْ أَخَاهُ ، فَيَسْأَلُهُ الْحَاجَةَ ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهِ بِغَيْرِ الْوَجْهِ الَّذِي كَانَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، وَيُكَلِّمُهُ بِغَيْرِ اللِّسَانِ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُ بِهِ» .

شرح

السند ضعيف.
قوله عليه السلام : (إذا رأيت الفاقة [والحاجة] قد كثُرت).
في القاموس: «الفاقة: الفقر، والحاجة». ۵
(وأنكر الناس بعضهم بعضا).
قيل: لعلّ المراد الفاقة والإنكار فيما ين الشيعة، ويحتمل الأعمّ. ۶
(فانتظر أمر اللّه عزّ وجلّ) أي ظهور دولة الحقّ؛ لأنّها إنّما تظهر عند شدّة الزمان بين الأنام، وظهور الفساد في الخاصّ والعامّ.
(قال: يأتي الرجل منكم أخاه) في الدِّين (فيسأله الحاجة، فينظر) المسؤول عنه (إليه)، أي إلى السائل (بغير الوجه الذي كان ينظر إليه) قبل إظهار الحاجة.
(ويكلِّمه بغير اللِّسان الذي كان يكلّمه به) قبل ذلك.
ويظهر من هذا البيان أنّ المراد بالإنكار هنا ضدّ المعرفة؛ أي عدم معرفة حقّ الاُخوّة.
ويحتمل كونه من المنكر ضدّ المعروف، أو من التنكّر بمعنى التغيّر. قال في القاموس: «أنكره: جهله. والمنكر: ضدّ المعروف. والنكير أيضا: الإنكار. والتنكّر: التغيّر عن حال تسرّك إلى حال تكرهها، والاسم: النكيرة». ۷

1.الظاهر وقوع التحريف في العنوان عن «محمّد بن مروان» بعمّار بن مروان؛ لأنّا لم نجد رواية عمّار عن الفضيل في أيّة رواية، ويؤيّده تكرار رواية محمد بن مروان عنه في مواضع كثيرة، اُنظر على سبيل المثال: الكافي، ح ۹۵۵ و ح ۲۲۲۸ و ح ۱۲۲۵۵ و ح ۱۲۲۹۰ في الطبعة الجديدة؛ التهذيب، ج ۹، ص ۱۶۹، ح ۶۹۱؛ والمحاسن، ص ۱۵۵، ح ۸۵.

2.في بعض نسخ الكافي: + «لي».

3.في الطبعة القديمة والوافي: + «فعند ذلك».

4.في بعض نسخ الكافي: «الحاجة والفاقة».

5.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۷۸ (فوق).

6.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۹۴.

7.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۴۸ (نكر) مع التلخيص.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238460
صفحه از 607
پرینت  ارسال به