187
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

شرح

السند ضعيف.
قوله: (فكانت في جُوالقي).
قال الفيروزآبادي:
الجوالق ـ بكسر الجيم واللّام، وضمّ الجيم وفتح اللّام، وكسرها ـ : وعاء معروف. الجمع: جوالق، كصحائف، وجواليق، وجوالقات. ۱
(فلمّا انتهت إلى الحفيرة).
قيل: هي موضع بين ذي الحليفة ومكّة، يسلكه الحاج. ۲
وفي القاموس: «الحفيرة: مصغّرة، موضع بالعراق». ۳
(شُقّ جوالقي) على صيغة المجهول، من الشقّ، بمعنى الصّدع.
(وذُهب بجميع ما فيه).
يحتمل كون «ذهب» على البناء للمفعول، ويحتمل كونه على البناء للفاعل والمستتر فيه راجعا إلى الشقّ، أو على الجوالق مجازا.
(ووافقت عامل المدينة بها) أي في الحضيرة.
وفي القاموس: «وافقت فلانا: صادفته». ۴
وفي بعض النسخ: «واقفت» بتقديم القاف على الفاء. قال في القاموس: «المواقفة: أن تقف معه ويقف معك في حرب أو خصومة. وواقفته على كذا واستوقفته: سألته الوقوف عليه». ۵
(فقال: أنت الذي شُقّت زاملتك، وذُهب بمتاعك).
قال الجوهري: «الزاملة: بعير يستظهر به الرجل يحمل متاعه وطعامه عليه». ۶ والمراد بها هنا الجوالق مجازا، تسميته لأحد المجاورين باسم صاحبه.
(فقال: ما أعطاك اللّه خيرٌ ممّا اُخذ منك).
لعلّ المراد بما أعطاه اللّه دين الحقّ وولاية أهل البيت عليهم السلام .
وقيل: أو الثواب في الآخرة، أو ما يعطيك عامل المدينة باعتبار أنّه أكثر على احتمال بعيد، وفيه تسلية وترغيب له في الشكر. ۷
(ملفوف خِطامها بشجرة كذا وكذا).
اللّفّ: ضدّ النشر.
وخِطام ـ ككتاب ـ : الزمام، وهو الخيط الذي يشدّ في البُرَة، ۸ ثمّ يشدّ في طرفه المِقود، وقد سمّي المقود زماما.
(وقال: يا أيّها الناس، أكثرتم عليَّ في ناقتي).
يُقال: أكثر فلان: أي أتى بكثير. والمراد هنا الإكثار من القول، وهو قولهم: (يخبرنا من السماء) إلى آخره.
(ألا وما أعطاني اللّه ) من النبوّة، وما يتبعها من العلم والكمال.
(خيرٌ ممّا اُخذ منّي) من الناقة، أو أعمّ منها.
(فابتدرها الناس).
يُقال: ابتدره، أي عاجله، وتسارع إلى أخذه.
(ثمّ قال: انتِ عامل المدينة، فتنجّز منه ما وعدك).
«تنجّز» بصيغة الأمر. قال الفيروزآبادي: «استنجز حاجته، وتنجّزها: استنجحها. والعدّة: سأل إنجازها». ۹
وقال في المصباح: «تنجّز فلان حاجته: إذا طلب قضاءها ممّن وعده إيّاها». ۱۰
(فإنّما هو شيء دعاك اللّه إليه).
هو من الدعوة إلى الطعام.
(لم تطلبه منه) أي يسّره اللّه ، وساقه إليك من غير طلبك إيّاه.

1.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۱۸ (جلق).

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۹۶.

3.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۲ (حفر).

4.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۹۰ (وفق) مع التلخيص.

5.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۰۶ (وقف). وفيه: - «عليه».

6.الصحاح، ج ۴، ص ۱۷۱۸ (زمل).

7.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۹۶.

8.البُرَة: الحلقةُ في أنف البعير. لسان العرب، ج ۱۴، ص ۷۱ (بري).

9.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۹۳ (نجز).

10.المصباح المنير، ص ۵۹۵ (نجز) مع اختلاف في اللفظ.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
186

متن الحديث الثامن والسبعين والمائتين

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْعَطَّارِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ عُمَرَ أَخِي عُذَافِرٍ ، قَالَ :دَفَعَ إِلَيَّ إِنْسَانٌ سِتَّمِائَةِ دِرْهَمٍ أَوْ سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، فَكَانَتْ فِي جُوَالِقِي ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى الْحَفِيرَةِ شُقَّ جُوَالِقِي ، وَذُهِبَ بِجَمِيعِ مَا فِيهِ ، وَوَافَقْتُ عَامِلَ الْمَدِينَةِ بِهَا ، فَقَالَ : أَنْتَ الَّذِي شُقَّتْ زَامِلَتُكَ ، وَذُهِبَ بِمَتَاعِكَ؟ فَقُلْتُ ۱ : نَعَمْ ، فَقَالَ : إِذَا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَأْتِنَا حَتّى أُعَوِّضَكَ .
قَالَ : فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، فَقَالَ : «يَا عُمَرُ ، شُقَّتْ زَامِلَتُكَ ، وَذُهِبَ بِمَتَاعِكَ؟» فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : «مَا أَعْطَاكَ اللّهُ خَيْرٌ مِمَّا أُخِذَ مِنْكَ ، إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ضَلَّتْ نَاقَتُهُ ، فَقَالَ النَّاسُ فِيهَا : يُخْبِرُنَا عَنِ السَّمَاءِ ، وَلَا يُخْبِرُنَا عَنْ نَاقَتِهِ ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ عليه السلام ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، نَاقَتُكَ فِي وَادِي كَذَا وَكَذَا ، مَلْفُوفٌ خِطَامُهَا بِشَجَرَةِ كَذَا وَكَذَا» .
قَالَ : «فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللّهَ وَأَثْنى عَلَيْهِ ، وَقَالَ : يَا ۲ أَيُّهَا النَّاسُ ، أَكْثَرْتُمْ عَلَيَّ فِي نَاقَتِي ، أَلَا وَمَا أَعْطَانِي اللّهُ خَيْرٌ مِمَّا أُخِذَ مِنِّي ، أَلَا وَإِنَّ نَاقَتِي فِي وَادِي كَذَا وَكَذَا ، مَلْفُوفٌ خِطَامُهَا بِشَجَرَةِ كَذَا وَكَذَا ، فَابْتَدَرَهَا النَّاسُ فَوَجَدُوهَا كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ».
قَالَ : ثُمَّ قَالَ : «ائْتِ عَامِلَ الْمَدِينَةِ ، فَتَنَجَّزْ مِنْهُ مَا وَعَدَكَ ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ دَعَاكَ اللّهُ إِلَيْهِ لَمْ تَطْلُبْهُ مِنْهُ» .

1.في بعض نسخ الكافي: «قلت».

2.في بعض نسخ الكافي والوافي: - «يا».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238504
صفحه از 607
پرینت  ارسال به