21
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

البضاعة المزجاة المجلد الثالث
20

شرح

السند ضعيف.
قوله: «كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ»۱ .
قال البيضاوي: «بالإنذارات والمواعظ والرسل». ۲ وأقول: كأنّه جعل النذر جمع النذير، كرغف جمع رغيف.
وفي القاموس:
نذر بالشيء ـ كفرح ـ : عَلِمَه فحذّره. وأنذره بالأمر إنذارا ونذيرا: أعلمه، وحذّره، وخوّفه في إبلاغه. والاسم النذر بضمّتين، ومنه: «فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ»۳ . ۴
وفي الصحاح: «ثمود: قبيلة من العرب الاُولى، وهم قوم صالح عليه السلام ، يصرف ولا يصرف». ۵
«فَقَالُوا أَبَشَرا مِنَّا» أي من جنسنا وجملتنا، لا فضلَ له علينا، وانتصابه بفعل يفسّره ما بعده.
«وَاحِدا» : منفردا لا تبع له، أو من آحادهم دون أشرافهم. وقيل: الاستفهام للإنكار والتوبيخ. ۶
«نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ» . ۷
قال البيضاوي: «كأنّهم عكسوا عليه، فرتّبوا على اتّباعهم إيّاه ما رتّبه على ترك اتّباعهم له». ۸
وقيل: السعر: الجنون، ومنه ناقةٌ مسعورة. ۹
«أَؤُلْقِىَ الذِّكْرُ» الكتاب والوحي «عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا» وفينا من هو أحقّ بذلك.
وقيل: كأنّهم ظنّوا أنّ البشريّة مانعة للرسالة، وإلّا لجاز اتّصاف كلّ أحد بها، ولم يعلموا أنّها متوقّفة على صفات لا توجد في كلّ أحد. ۱۰
«بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ» . ۱۱
الأشر ـ محرّكة ـ : البطر، والكبر، والحيرة. أَشِرَ ـ كفرح ـ فهو أشر ككتف؛ يعني حَملَه بطره على الترفّع علينا بادّعائه الرسالة ومبالغته في الكذب.
(وعتوا عليه عتوّا). ۱۲
يُقال: عتا عتوّا وعتيّا، أي استكبر، وجاوز الحدّ، فهو عات.
وقوله: (الصمّاء) أي الصلبة المصمّمة.
وقوله: (شرب يوم الشرب) بالكسر: الحظّ، والنصيب من الماء.
قيل: إذا كان يوم شربها ما ترفع رأسها من البئر حتّى تشرب كلّ ماء فيها. ۱۳
وقوله: (اعقروا هذه الناقة).
العقر: الجرح، وفعله كضرب، والمراد هنا النحر.
نقل البيضاوي أنّها كانت تصيف بظهر الوادي، فتهرب منها أنعامهم إلى بطنه، وتشتدّ ببطنه، فتهرب مواشيهم إلى ظهره، فشقَّ ذلك عليهم ودعاهم إلى عقرها. ۱۴
فقوله: (لا نرضى أن يكون لنا شرب يوم) علّة وداعية اُخرى لعقرها.
وقوله: (جُعْلًا).
قال الجزري:
الجعل: الاسم بالضمّ، والمصدر بالفتح. يُقال: جعلت لك كذا جَعْلاً وجُعلاً، وهو الاُجرة على الشيء قولاً وفعلاً. ۱۵
وقوله: (أشقر).
قال الجوهري:
الشقرة: لون الأشقر، وهي في الإنسان حمرة صافية، وبشرته مائلة إلى البياض. وفي الخيل يحمّر منها العرف والذنب. وفي البعير شدّة الحمرة. ۱۶
وقوله: (أزرق).
يعني أزرق العين.
وقوله: (لا يعرف له أب).
في القاموس: «قُدار: كهما بن سالف عاقر الناقة». ۱۷
ومثله قال بعض المفسّرين. ۱۸ وقيل: إنّما كان ينسب إلى سالف؛ لأنّه ولد على فراشه. ۱۹
وقوله: (مشؤمٌ عليهم).
أي يعدّونه بينهم شؤما، أو يرى شأمته إليهم حيث عقر الناقة، وصار ذلك سببا لاستئصالهم.
في القاموس:
الشؤم ـ بالهمزة ـ : ضدّ اليُمن. وشؤم عليهم ـ ككرم، وعُتيَ ـ : صار شؤما عليهم ورجلٌ مشؤم ومشوم. ۲۰
وقوله: (فرغى).
في القاموس: «رغا البعير والضبع والنعام رُغاءً ـ بالضمّ ـ : صوّتت، فضجّت». ۲۱
وقال بعض المفسّرين:
لأنّ فصيلها كان شبيها بها في العظم، فلمّا عقروا اُمّها رقى جبلاً اسمها قارة فرغى ثلاثا، فقال صالح: أدركوا الفصيل، عسى أن يرفع عنكم العذاب، فلم يقدروا عليه فإذا انفجرت الصخرة بعد رغائه فدخلها. ۲۲
وقوله: (صددت عنهم) أي صرفت عنهم العذاب؛ يُقال: صدَّه عن الأمر ـ كمدّه ـ صدّا، أي منعه، وصرفه عنه.
وقوله: (فصرخ بهم) إلى قوله: (في طرفة عين).
الصرخة: الصيحة الشديدة.
والخرق: المزق، والشقّ.
والإسماع: جمع السمع. والفلق: الشقّ. والصدع: الشقّ في شيء صلب.
والأكباد: جمع الكبد، بالفتح والكسر ككتف.
والحنوط ـ بالفتح ـ : كلّ طيب يحنّط للميّت. والتحنّط: استعماله.
وطرف بصره، أي أطبق أحد جفنيه على الآخر، والمرّة منه طَرفة بالفتح.
وقوله: (فلم يبق لهم ناعقة ولا راغية).
هذا الكلام يجري مجرى الأمثال، ضربٌ للمبالغة في إحاطة الهلاك وشمول العذاب بحيث لا يبقى أحد. قال الجوهري:
النعيق: صوت الراعي لغنمه. ينعق بالكسر نعيقا ونعاقا، أي صاح بها، وزجرها. وحكى ابن كيسان نعق الغراب أيضا بعين غير معجمة؛ أي صاح، انتهى.
والراعية: الماشية.
وفي بعض النسخ: «فلم يبق منهم ثاغية ولا راغية». قال الجوهري:
الثغاء: صوت الشاة والمعز وما شاكلها. والثاغية: الشاة. وقد ثغت تثغو ثغاية، أي صاحت، يُقال: ما له ثاغية ولا راغية. فالثاغية: الشاة. والراغية: البعير، وما بالدار ثاغ ولا راغ، أي أحد، انتهى. ۲۳

1.. القمر (۵۴): ۲۳.

2.تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۲۶۷.

3.. القمر (۵۴): ۱۶.

4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۴۰ (نذر) مع التلخيص.

5.الصحاح، ج ۲، ص ۴۵۱ (ثمد).

6.ذهب إليه الزمخشري في الكشّاف، ج ۴، ص ۳۹؛ والسمعاني في تفسيره، ج ۵، ص ۳۱۳؛ والبيضاوي في تفسيره، ج ۵، ص ۲۶۷.

7.. القمر (۵۴): ۲۴.

8.تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۲۶۷.

9.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۸۰.

10.قاله المحقّق المازندارني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۴۶.

11.القمر (۵۴): ۲۵.

12.في المتن الذي ضبطه المصنّف رحمه الله سابقا: - «عتوّا».

13.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۴۶.

14.تفسير البيضاوي، ج ۳، ص ۲۶۷.

15.النهاية، ج ۱، ص ۲۷۷ (جعل).

16.الصحاح، ج ۲، ص ۷۰۱ (شقر) مع الاختلاف و التلخيص.

17.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۱۴ (قدر) مع التلخيص.

18.اُنظر: تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۴۹۷.

19.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۸۱.

20.القاموس الميحط، ج ۴، ص ۱۳۴ (شأم).

21.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۳۵ (رغا).

22.قاله البيضاوي في تفسيره، ج ۳، ص ۳۷ (مع اختلاف في اللفظ).

23.الصحاح، ج ۶، ص ۲۲۹۳ (ثغو).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238488
صفحه از 607
پرینت  ارسال به