215
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث السابع والثمانين والمائتين

۰.عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي جُهَيْمَةَ۱:عَنْ بَعْضِ مَوَالِي أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام ، قَالَ : كَانَ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه السلام رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَجَعَلَ يَذْكُرُ قُرَيْشا وَالْعَرَبَ .
فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام عِنْدَ ذلِكَ : «دَعْ هذَا ، النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: عَرَبِيٌّ، وَمَوْلًى، وَعِلْجٌ؛ فَنَحْنُ الْعَرَبُ ، وَشِيعَتُنَا الْمَوَالِي ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عَلى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ ۲ فَهُوَ عِلْجٌ» .
فَقَالَ الْقُرَشِيُّ : تَقُولُ هذَا يَا أَبَا الْحَسَنِ ، فَأَيْنَ ۳ أَفْخَاذُ قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ؟
فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : «هُوَ مَا قُلْتُ لَكَ» .

شرح

السند مجهول. وفي بعض النسخ: «جهمة» بدل «جهيمة».
(فجعل) أي شرع ذلك الرجل. في القاموس: «جعل يفعل كذا: أقبلَ، وأخذ». ۴
(يذكر قريشا والعرب) أي يذكر فضائلهم، ويتفاخر بالانتساب بهم، كما هو شأن الجاهليّة وأهلها.
(فقال له أبو الحسن عليه السلام عند ذلك: دَعْ هذا) أي اتركه؛ فإنّ الافتخار والامتياز ليس بما ذكرت، بل الكمال والشرافة الموجبة للافتخار والمزيّة إنّما هو بالدِّين والانتساب بأهله، كما أشار إليه بقوله: (الناس ثلاثة) أصناف: (عربي).
قال الجوهري: «العرب: جيلٌ من الناس، والنسبة إليهم عربيّ، وهم أهل الأمصار. والأعراب منهم: سكّان البادية خاصّة». ۵
(ومولى).
هو من لم يكن عربيّا صلبيّا، ولكن صار حليفا، ودخل بينهم وخلط بهم بحيث يعدّ منهم ويجري مجراهم.
(وعلج).
في القاموس: «العلج ـ بالكسر ـ : العِير، والحمار الوحش السّمين القويّ. والرجل: من كفّار العجم». ۶
والظاهر هنا إرادة المعنى الأخير. هذا، واعلم أنّ الغرض من هذا التقسيم ليس ما يفهم من ظاهره، بل المراد بالعربيّ اللّسن الفصيح الذي يفهم المقاصد، ويعرف المراشد، ولا يشتبه عليه الاُمور، ويكون مهبطا للوحي والإلهام، مقنّنا للقوانين الدينيّة للأنام، مُوضحا لما يشكل على الخاصّ والعامّ، وهو النبيّ صلى الله عليه و آله وأوصياءه عليهم السلام . وبالمولى مَن تبعهم وأحبّهم، واستسلم أمرهم، واقتفى سيرتهم، وهم مواليهم وشيعتهم. وبالعلج من لا يقدر على التكلّم بما ينفعه من الكلام، ولو خُوطب به لا يتمكّن أن يميّز بين صحيحه وسقيمه، إلّا أن يفرّق بين حقّه وباطله، بل مثل الذي ينعق به كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلّا دعاء ونداء، وهو من لا يكون هذا ولا ذاك، كما أشار عليه السلام بقوله: (فنحن العرب) إلى قوله: (فهو علج).
ولمّا لم يفهم الرجل القرشيّ غرضه عليه السلام ، واستبعد من هذا التقسيم؛ لكونه غير حاصر على زعمه، قال على سبيل التعجّب والاستفهام الإنكاري: (تقول هذا يا أبا الحسن، وأين ۷ أفخاذ قريش والعرب).
الأفخاذ: جمع الفخذ، ككتف، أو بسكون الخاء وفتح الفاء وكسرها، وهو حيّ الرجل إذا كان من أقرب عشيرته.
وقيل: هو دون القبيلة وفوق البطن. وقيل بالعكس. ۸ وقد نقلنا سابقا ما يتعلّق بهذا المقام، فتذكّر.

1.في بعض نسخ الكافي: «أبي جهمة». وفي بعضها: «أبي جهيم».

2.في بعض نسخ الكافي: «فيه».

3.في بعض نسخ الكافي: «وأين».

4.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۴۸ (جعل).

5.الصحاح، ج ۱، ص ۱۷۸ (عرب).

6.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۰۰ (علج) مع التلخيص.

7.في المتن الذي ضبطه المصنّف رحمه الله سابقا: «فأين».

8.راجع: المصباح المنير، ص ۴۶۴؛ القاموس المحيط، ج ۱، ص ۳۵۶ (فخذ).


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
214
  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238496
صفحه از 607
پرینت  ارسال به