متن الحديث التسعين والمائتين
۰.وَبِهذَا الْاءِسْنَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الصُّوفِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ :قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : «لَوْ مَيَّزْتُ شِيعَتِي مَاوَجَدْتُهُمْ ۱ إِلَا وَاصِفَةً ، وَلَوِ امْتَحَنْتُهُمْ لَمَا وَجَدْتُهُمْ إِلَا مُرْتَدِّينَ ، وَلَوْ تَمَحَّصْتُهُمْ لَمَا خَلَصَ مِنَ الْأَلْفِ وَاحِدٌ ، وَلَوْ غَرْبَلْتُهُمْ غَرْبَلَةً لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلَا مَا كَانَ لِي ، إِنَّهُمْ طَالَمَا اتَّكَوْا عَلَى الْأَرَائِكِ ، فَقَالُوا : نَحْنُ شِيعَةُ عَلِيٍّ ، إِنَّمَا شِيعَةُ عَلِيٍّ مَنْ صَدَّقَ قَوْلَهُ فِعْلُهُ» .
شرح
السند ضعيف.
قوله: (عن محمّد بن سليمان).
في بعض النسخ: «عن محمّد بن مسلم»، وهو أظهر؛ بالنظر إلى ما عرف من طور المصنّف في المواضع التي أشار فيها إلى الإسناد السابق، لكن قد عرفت أنّ الظاهر فيما سبق: «محمّد بن سالم»، وعلى الأوّل الظاهر أنّه مكان «محمّد بن مسلم» في المرتبة.
(لو ميّزت شيعتي)؛ يعني عن غيرهم من المخالفين. والتميّز: العزل، والإفراز.
(ما وجدتهم إلّا واصفة).
الجماعة الذين يصفون التشيّع بألسنتهم، ويقولون به، لكن لا يعمل أكثرهم بمقتضاه، فامتيازهم عن غيرهم باعتبار هذا الوصف.
(ولو امتحنتهم) أي لو اختبرت أحوال تلك الواصفة.
(لما وجدتم) أي ما وجدت أكثرهم (إلّا مرتدّين).
يحتمل كونه تخفيف الدال من الرداءة، وهي الفساد، وعدم الخلوص. أو من الردى، وهي الهلاك. أو بتشديد الدال من الارتداد، وهو الرجوع عن الحقّ، والميل عنه.
(ولو تمحّصتهم).
كذا في النسخ، والظاهر: «محّصتم». قال الفيروزآبادي: «محّص الذهب بالنار: أخلصه ممّا يشوبه. والتمحيص: الابتلاء، والاختبار». ۲
(لما خلص) من الغشّ (من الألف واحد).
كناية عن القلّة، ثمّ الخالصون، وهم الأقلّون.
(ولو غربلتهم غربلة) أي نخلتهم وقطعتهم، وأخرجت نخالتهم وصفيّتهم، وهي كناية عن الامتحان والابتلاء بالمحن والشدائد.
(لم يبق منهم إلّا ما كان لي).
وهو من أخذ بسيرته عليه السلام من أهل بيته وخلّص أصحابه.
(إنّهم طالما اتّكَوْا على الأرائك).
الاتّكاء: الاعتماد، من الوكاء بهمز اللّام.
وقال الفيروزآبادي:
الأريكة ـ كسفينة ـ : سرير في حجلة، أو كلّ ما يتّكأ عليه من سرير، ومنصّة، وفراش، أو سرير منجّد مزيّن في قبّة أو بيت. الجمع: أرائك، وأريك. ۳
ولعلّه هنا كناية عن الاتّكاء بالأماني والغرور، وبيان لغفلتهم وعدم خوفهم وكمال اعتنائهم بما وصفوا بألسنتهم من التشيّع.
(فقالوا: نحن شيعة عليّ) ولا يعملون بلوازمه ومقتضاه.
(إنّما شيعة عليّ من صدق قوله فعله) بالعمل لسيرته، واتّباع طريقته.
والظاهر قراءة «قوله» بالرفع، و«فعله» بالنصب؛ لكونهما معرفتين، وحينئذٍ يكون إشارة إلى أصالة القول ۴ ، وفرعيّة الفعل، ويحتمل العكس، وهو أقرب.
1.في الطبعة القديمة: «لم أجدهم».
2.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۱۸ (محص) مع التلخيص.
3.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۹۲ (أرك) مع التلخيص.
4.في النسخة: «الفعل»، وهو سهو واضح.