225
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

البضاعة المزجاة المجلد الثالث
224

متن الحديث الواحد والتسعين والمائتين

۰.حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيِّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى مَوْلى آلِ سَامٍ ، قَالَ :سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام يَقُولُ : «تُؤْتى ۱ بِالْمَرْأَةِ الْحَسْنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّتِي قَدِ افْتُتِنَتْ فِي حُسْنِهَا ، فَتَقُولُ : يَا رَبِّ ، حَسَّنْتَ خَلْقِي حَتّى لَقِيتُ مَا لَقِيتُ ، فَيُجَاءُ بِمَرْيَمَ عليه السلام ، فَيُقَالُ : أَنْتِ أَحْسَنُ أَوْ ۲ هذِهِ؟ قَدْ حَسَّنَّاهَا فَلَمْ تُفْتَتَنْ ، وَيُجَاءُ بِالرَّجُلِ الْحَسَنِ الَّذِي قَدِ افْتُتِنَ فِي حُسْنِهِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، حَسَّنْتَ خَلْقِي حَتّى لَقِيتُ مِنَ النِّسَاءِ مَا لَقِيتُ ، فَيُجَاءُ بِيُوسُفَ عليه السلام ، فَيُقَالُ: أَنْتَ أَحْسَنُ أَوْ هذَا؟ قَدْ حَسَّنَّاهُ فَلَمْ يُفْتَتَنْ ، وَيُجَاءُ بِصَاحِبِ الْبَلَاءِ الَّذِي قَدْ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ فِي بَلَائِهِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، شَدَّدْتَ عَلَيَّ الْبَلَاءَ حَتّى افْتُتِنْتُ ، فَيُؤْتى بِأَيُّوبَ عليه السلام ، فَيُقَالُ : أَ بَلِيَّتُكَ أَشَدُّ ، أَوْ بَلِيَّةُ هذَا؟ فَقَدِ ابْتُلِيَ فَلَمْ يُفْتَتَنْ» .

شرح

السند حسن موثّق.
قوله: (تؤتى بالمرأة الحسناء يوم القيامة).
«تؤتى» على البناء للمفعول، والباء للتعدية.
وقال الجوهري:
تقول: رجلٌ حسن، وامرأة حسنة. وقالوا: امرأة حسناء، ولم يقولوا: رجلٌ أحسن، وهو اسم اُنّث من غير تذكير، كما قالوا: غلامٌ أمرد، ولم يقولوا: جارية مرداء، فهو يذكّر من غير تأنيث. ۳
(التي قد افتتنت) بالبناء للفاعل، أو للمفعول.
(في حسنها).
في القاموس: «فَتَنَهُ يفتنه: أوقعه في الفتنة، كفتّنه، وأفتنه: وقع فيها، لازم متعدّ، كافتتن فيهما، أو إلى النساء فتونا، وفتن إليهنّ ـ بالضمّ ـ : أراد الفجور بهنّ». ۴
أقول: لعلّ المراد بافتتانها وقوعها في الزنا ومياديها بسبب حسنها. وقيل: يمكن أن يكون الظرف حالاً من المرأة، أي تؤتى بها كائنة على حسنها التي كانت لها في الدُّنيا، وكذا يجري الاحتمالان في سائر الفقرات. ۵
(فتقول: يا ربّ حسّنت) بصيغة الخطاب، من التحسين.
(خَلقي) بالفتح، وهو في الأصل مصدر استعمل بمعنى الخليقة، وهي السجيّة والطبيعة.
(حتّى لقيت) أي من الرجال.
(ما لقيت) من الفجور.
(فيؤتى بأيّوب عليه السلام ، فيُقال) لصاحب البلاء.
(أبليّتك أشدّ).
الهمزة للاستفهام. والبليّة: اسم من البلو، وهو الامتحان، والاختبار.
(فقد ابتلي) بالبناء للمفعول، والمستتر فيه لأيّوب عليه السلام .
(فلم يفتتن) بصيغة المعلوم، أو المجهول. والغرض من هذا الخبر أنّه ليس لأحد عذر ولا حجّة على اللّه تعالى يوم القيامة، بل له الحجّة عليهم «لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ» . ۶

1.في الطبعة الجديدة وأكثر نسخ الكافي: «يؤتى».

2.في بعض نسخ الكافي: «أم».

3.الصحاح، ج ۵، ص ۲۰۹۹ (حسن) مع التلخيص واختلاف يسير في اللفظ.

4.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۵۵ (فتن) مع التلخيص.

5.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۶۴ مع اختلاف في اللفظ.

6.الأنفال (۸): ۴۲.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 240657
صفحه از 607
پرینت  ارسال به