شرح
السند ضعيف.
قوله: (سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن الوزغ فقال: رجس وهو مسخ كلّه) أي بجميع أنواعه.
قال الفيروزآبادي: «الوزغة ـ محرّكة ـ : سامّ أبرص، سمّيت بها لخفّتها وسرعة حركتها. الجمع: «وزغ». ۱
وقال: «الرجس ـ بالكسر ـ : القذر، ويحرّك، وتفتح الراء وتكسر الجيم». ۲
وقال: «مسخه ـ كمنعه ـ : حوّل صورته إلى اُخرى أقبح، ومسخه اللّه قِردْا، فهو مسخ ومسيخ». ۳
(فإذا قتلته فاغتسل).
قال بعض الأفاضل:
المشهور بين الأصحاب استحباب ذلك الغسل، واستندوا في ذلك بما ذكره الصدوق رحمه الله في الفقيه حيث قال: وروي: «أنّ من قتل وزغا فعليه الغسل». وقال بعض مشايخنا: إنّ العلّة في ذلك أنّه يخرج من ذنوبه، فيغتسل منها. ۴
وقال المحقّق في المعتبر: وعندي [أنّ] ما ذكره ابن بابويه ليس بحجّة، وما ذكره المعلّل ليس طائلاً. ۵
ثمّ قال الفاضل المذكور: أقول: لعلّهم غفلوا عن هذا الخبر؛ إذ لم يذكروه في مقام الاحتجاج، فتأمّل. ۶
(وقال: إنّ أبي كان قاعدا في الحجر) بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم.
(ومعه رجلٌ يحدّثه).
قال الجوهري: «حجر الكعبة: ما حوله من الحطيم المدار بالبيت جانب الشمال، وكلّ ما حجرته من حائط فهو حجر». ۷
وقال: «الحطيم: جدار حجر الكعبة». ۸
(فإذا هو بوزغ يولول بلسانه).
في القاموس: «الولوال: الدعاء بالويل. وولولت القوس: صوّتت. والمرأة ولوالاً: أعولت». ۹
(واللّه لئن ذكرتم عثمان بشتيمة لأشتمنّ عليّا).
في القاموس: «شتمه يشتِمه ويشتُمه شتما: سبّه. والاسم: الشتيمة». ۱۰
(حتّى تقوم من هاهنا) أي حتّى تنتقل من هذا المكان، و«حتّى» غاية لزمان شتمه عليّا عليه السلام ، أو تعليل له.
قال بعض الشارحين:
علم ذلك الوزغ بأنّه عليه السلام كان على الحقّ، وعثمان على الباطل، لا ينافي عداوته؛ فإنّ العداوة بين المؤمن والكافر لا تزول في البرزخ، بل في القيامة أيضا، كما قال خليل الرحمن: «وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ»۱۱ إلى يوم القيامة. ۱۲
(قال: وقال أبي: ليس يموت من بني اُميّة) من بيان لقوله: (ميّت).
وهو اسم «ليس» وفاعل «يموت» على سبيل التنازع.
(إلّا مسخ) على البناء للمفعول، والمستتر فيه راجع إلى الميّت.
وقوله: (وزغا) مفعول ثان للمسخ، فيفهم من ظاهر العبارة أنّه مسخ بعد موته. ويحتمل حملها على المجاز المشارفة، فتدبّر.
قال بعض الأفاضل:
مسخه وزغا، إمّا بمسخه قبل موته، أو بتعلّق روحه بجسد مثالي على صورة الوزغ، أو بتغيير جسده الأصلي على تلك الصورة، كما هو ظاهر آخر الخبر. ـ قال: ـ ولكن يشكل تعلّق الروح قبل الرجعة والبعث، ويمكن أن يكون قد ذهب بجسده إلى الجحيم، أو أحرق وتصوّر لهم جسده المثالي، واللّه يعلم، انتهى كلامه. ۱۳
وقال بعض الشارحين:
قد تكثّرت الأخبار من طرق الخاصّة والعامّة على انتقال الروح الإنساني من بدن إلى بدن آخر، إمّا في هذا العالم، أو عالم آخر. ومن هذا القبيل مسخ بعض الاُمم الماضية، كما نطق به القرآن الكريم، وتعلّق الروح بعد مفارقة البدن بمثال شبيه به بحيث لو رأيته لقلت: هذا ذاك، وليس قولاً بالتناسخ الذي أبطله المسلمون، وذهب إليه الملاحدة، وقسّموه إلى أربعة أقسام: النسخ، والفسخ، والرسخ، والمسخ؛ وذهبوا إلى أنّ الأرواح في هذا العالم دائما تنتقل من محلّ إلى محلّ، ومن بدن إلى بدن بلا انقطاع، وأنكروا النشأة الأخرويّة، وإعادة الأجسام فيها وسائر أحوالاتها، وقالوا بقِدم العالم، والتناسخ بهذا المعنى باطل عند أهل الإسلام، وحكموا بكفر القائل به. وأمّا ما تعلّق الروح ببدن آخر إلى أن تقوم القيامة، وتعود إلى البدن الأصلي، فهو عند أهل الشرع ليس من باب التناسخ، وإن سمّيته به، فلا مشاحة في التسمية إلّا أنّ الأولى عدم هذه التسمية؛ لئلّا يقع الالتباس. ۱۴
(قال: وقال إنّ عبد الملك بن مروان).
هو رابع خلفاء بني اُميّة، ونسبه هكذا عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن اُميّة بن عبد الشمس بن عبد مناف.
(لمّا نزل به الموت مسخ وزغا) قبل أن يموت، أو بعده، كما مرّ.
(فذهب من بين يَدَي من كان عنده) إلى قوله: (أن يأخذوا جذعا).
في القاموس: «الجذع ـ بالكسر ـ : ساق النخلة». ۱۵
(وألبسوا الجذع درع حديد).
درع الحديد ـ بالكسر ـ : معروف. ولعلّ إلباسه ليصير ثقيلاً على حامليه.
وقيل: أو لأنّه إن مسّه أحد فوق الكفن، لا يحسّ بأنّه خشب. ۱۶
1.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۱۵ (وزغ).
2.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۱۹ (رجس).
3.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۷۰ (مسخ).
4.الفقيه، ج ۱، ص ۷۸، ح ۱۷۴ وذيله.
5.المعتبر، ج ۱، ص ۳۶۰.
6.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۷۰.
7.الصحاح، ج ۲، ص ۶۲۴ (حجر) مع اختلاف يسير في اللفظ.
8.الصحاح، ج ۱۹۰۱ (حطم) مع التلخيص.
9.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۶۶ (ولول) مع التلخيص.
10.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۳۵ (شتم) مع التلخيص.
11.الممتحنة (۶۰): ۴.
12.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۱۴.
13.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۷۰ (مع اختلاف يسير في اللفظ).
14.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۱۵ (مع اختلاف يسير في اللفظ).
15.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۲ (جذع).
16.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۷۰.