متن الحديث الثاني عشر والثلاثمائة
۰.ابْنُ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : «لَا حَسَبَ لِقُرَشِيٍّ وَلَا لِعَرَبِيٍّ إِلَا بِتَوَاضُعٍ ، وَلَا كَرَمَ إِلَا بِتَقْوى ، وَلَا عَمَلَ إِلَا بِالنِّيَّةِ ، وَلَا عِبَادَةَ إِلَا بِالتَّفَقُّهِ ، أَلَا وَإِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَى اللّهِ مَنْ يَقْتَدِي بِسُنَّةِ إِمَامٍ وَلَا يَقْتَدِي بِأَعْمَالِهِ» .
شرح
السند حسن.
قوله: (لا حسب لقرشيّ).
منسوب إلى قبيلة قريش بغير قياس، وقد جاء قريشي أيضا على القياس.
قال الجوهري:
الحسب: ما يعدّه الإنسان من مفاخر آبائه، ويُقال: حَسَبُهُ دينهُ، ويُقال: ماله، والرجل حسيبٌ. وقد حَسبَ ـ بالضمّ حسابة ـ مثل [خطب] خطابة. قال ابن السكيت: الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف، قال: والشرف والمجد لا يكونان إلّا بالآباء. ۱
(ولا لعربيّ) تعميم بعد التخصيص.
(إلّا بتواضع) أي تذلّل وتخاشع للّه ولرسوله وأوليائه، والتسليم لأوامره، والانقياد لأحكامه، فمن تواضع لهم رفعه اللّه ، فهو رفيع شريف؛ ومَن تكبّر عليهم وضعه اللّه ، فهو وضيع خسيس.
(ولا كرم إلّا بتقوى).
الكرم ـ محرّكة ـ : ضدّ اللؤم. والتقوى: اسم من الاتّقاء، وهو الحذر.
(ولا عمل إلّا بالنيّة) أي لا يقبل العمل إلّا بتخليص النيّة للّه ، والإعراض عن الأغراض الفاسدة. أو المراد: أنّه لا يجزي عمل إلّا بالنيّة وتخليصها من الرِّياء، وأمثالها من المفسدات؛ لأنّ عمل القلب والجوارح تابع للنيّة، فإن صحّت صحَّ، وإن فسدت فسد.
(ولا عبادة إلّا بالتفقّه)؛ لأنّ الإتيان بالعبادة المطلوبة شرعا لا يتيسّر إلّا بمعرفة حقيقتها والتفقّه في أحكامها.
قال الجوهري: «الفقه: الفهم، ثمّ سمّي ۲ به علم الشريعة، والعالم به فقيه. وتفقّه: إذا تعاطى ذلك». ۳
(ألا وأنّ أبغض الناس إلى اللّه من يقتدي) أي يتّبع (بسنّة إمام) أي بسيرته وطريقته.
(ولا يقتدى بأعماله) ولا يعمل بشريعته.
والحاصل: أنّه لا يكفيه أن يقول: اُحبّ عليّا وأتولّاه، ثمّ لا يكون عاملاً بما عمله عليّ عليه السلام .