شرح
السند ضعيف.
و قد مضى هذا الحديث بعينه متنا و سندا في الحادي والسبعين، و قد شرحناه هناك.
متن الحديث التاسع عشر والثلاثمائة
۰.عَنْهُ ، عَنِ الْمُعَلّى۱، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ ، قَالَ :لَمَّا أُخْرِجَ بِعَلِيٍّ عليه السلام خَرَجَتْ فَاطِمَةُ عليهاالسلام وَاضِعَةً قَمِيصَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى رَأْسِهَا ، آخِذَةً بِيَدَيِ ۲ ابْنَيْهَا ، فَقَالَتْ : «مَا لِي وَمَا ۳ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ تُرِيدُ أَنْ تُؤَتِّمَ ابْنَيَّ ، وَتُرْمِلَنِي مِنْ زَوْجِي ، وَاللّهِ لَوْ لَا أَنْ يَكُونَ ۴ سَيِّئَةٌ ، لَنَشَرْتُ شَعْرِي ، وَلَصَرَخْتُ إِلى رَبِّي» .
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : مَا تُرِيدُ إِلى هذَا؟ ثُمَّ أَخَذَتْ بِيَدِهِ ، فَانْطَلَقَتْ بِهِ .
شرح
السند الضعيف.
قوله: (لمّا اُخرج بعليّ).
الباء للتقوية، أي أخرج عليّ عليه السلام من بيته قهرا ليبايع أبا بكر. والقائل بهذا الكلام أبو هاشم على الظاهر، لكن سمعه من أبي جعفر عليه السلام ، كما يفهم من الحديث الآتي.
(تريد أن تؤتمّ ابنيّ) بصيغة الخطاب من الإيتام مصدر باب الإفعال.
قال في تاج اللغة: «الإيتام: يتيم كردن، وخداند شدن». لكن الجوهري لم يصرّح بالمعنى الأوّل في هذا الباب؛ فإنّه قال:
اليتيم، جمعه: أيتام، ويتامى. وقد يَتِمَ الصبيّ ـ بالكسر ـ أيتم يُتما ويَتْما، بالتسكين فيهما. واليتيم في الناس من قِبل الأب، وفي البهائم من قِبل الاُمّ. يقال: أيتمت المرأة، فهو مؤتمّ، أي صار أولادها أيتاما، ويتّمهم اللّه تيتيما: جعلهم أيتاما. ۵
(وترملني من زوجي).
قال الجوهري: «الأرملة: المرأة التي لا زوج لها. وقد أرملت المرأة: إذا مات عنها زوجها» ۶ انتهى.
فعلى هذا قولها عليهاالسلام: «وترمّلني» من باب الحذف والإيصال.
(واللّه لولا أن يكون سيّئة).
لعلّ المستتر في «يكون» راجع إلى الفعل المجمل المبهم المفسّر بنشر الشعر، و«سيّئة» بالنصب خبر «يكون».
وفي بعض النسخ: «تكون» بالتاء، وعلى هذا «تكون» تامّة، و«سيّئة» بالرفع فاعلها.
وقيل: المراد بالسيئة هلاكهم، ونزول البلاء عليهم، أو نشر الشعر. ۷
وقيل: أي مكافأة السيّئة بالسيّئة ليست من دأب الكرام، فيكون إطلاق السيئة عليها مجازا. أو المراد مطلق الأضرار. ويحتمل أن يكون المراد المعصية، أي نُهيتُ عن ذلك، ولا يجوز لي فعله. ۸
(لنشرت شعري) أي شعر رأسي.
والنشر: خلاف الطيّ، وفعله كنصر، وكذا التنشير.
(ولصرخت إلى ربّي).
الصّراخ ـ كغراب ـ : الصوت، أو شديده، والفعل منه كنصر، وتعديته ب«إلى» بتضمين مثل معنى الاستقامة والتوجّه.
(فقال رجلٌ من القوم) المجتمعين.
(ما تريد إلى هذا).
لعلّ كلمة «ما» للاستفهام الإنكاري، وتريد خطاب لأبي بكر أو عمر، و«إلى» بمعنى «من»، وهذا إشارة إلى عليّ عليه السلام . ويحتمل أن يكون تعديته بتضمين معنى القصد، ويكون هذا إشارة إلى سوء معاملتهم مع عليّ عليه السلام ، أي أيّ شيءٍ تريد بقصدك على هذا الفعل الشنيع، أتريد أن ينزل العذاب على هذه الاُمّة؟
وفي بعض النسخ: «يريد» بالياء، ولعلّ المستتر فيه راجع إلى أحد من العمرين. وفي بعضها: «ما تريد إلّا هذا» فحينئذٍ «ما» نافية، وهذا إشارة إلى ما قالته فاطمة عليهاالسلام، أو إلى عليّ عليه السلام على احتمال؛ والخطاب أو الغيبة بحالهما.
(ثمّ أخذت بيده) أي بعد سماعهم هذا الكلام من الرجل خلّوا سبيل أمير المؤمنين عليه السلام ، فأخذت فاطمة عليهاالسلامبيده عليه السلام .
(فانطلقت به).
الباء للتعدية، أو للمصاحبة. روى مسلم: «أنّ فاطمة عليهاالسلام بقيت بعد أبيها ستّة أشهر، وبايع علي عليه السلام مع أبي بكر بعد وفاتها». ۹
وقال شارحه أبو عبداللّه الآبي: «كان لعليّ في حياتها وجهٌ من الناس، فلمّا ماتت فاطمة استنكر وجوههم، فأخذوا منه البيعة». ۱۰
أقول: هذا الكلام صريح في اعترافهم بتأخّر بيعته عليه السلام مع أبي بكر في تلك المدّة، بل في أنّ صدور البيعة بعدها لم يكن عن طوع ورغبة منه عليه السلام ، بل وقعت إجبارا وإكراها، كما لا يخفى. وبهذا يختلّ أركانهم، وينهدم بنيانهم من إسنادهم إمامة أبي بكر إلى إجماع الاُمّة؛ فإنّ الإجماع لم ينعقد باعترافهم في تلك المدّة، لعدم دخول أمير المؤمنين عليه السلام فيه، وكذا بعض الصحابة مثل سلمان وأبي ذرّ وغيرهما، كما صرّحوا به، بل بعد تلك المدّة أيضا؛ لأنّ البيعة لا تعتبر في مثل ذلك الأمر إلّا مع الاختيار، مع أنّ فاطمة عليهاالسلاملم ترض بها، وبعض الصحابة لم يبايع مطلقا اتّفاقا، وقضيّة أبي ذرّ ومخالفته مع الثلاثة مشهورة، وفي كتب السيِّر وأخبار الخاصّة والعامّة مسطورة.
وأجاب بعضهم عن تأخّر بيعته عليه السلام بأنّ ذلك لم يكن عن شقاق ومخالفة، وإنّما كان لعذر وطروّ أمر، انتهى. ۱۱
وأنت خبير بأنّ مثل هذا الجواب لا يصدر عن عاقل فضلاً عن فاضل، وإنّما نشأ من محض التعصّب والعناد، ومجرّد الانحراف عن منهج الحقّ والسّداد؛ فإنّ امتناعه عليه السلام عن البيعة وإباؤه عنها مع كمال مبالغتهم في ذلك، حتّى فعلوا به ما فعلوا، وأضرموا في بيته النار، وفيه فاطمة عليهاالسلاموجماعة من بني هاشم، وأحرقوا بابه، وأخرجوه عليه السلام ، وضربوا فاطمة عليهاالسلام، فألقت جنينا اسمه محسن، وأمثال ذلك من القبائح التي بلغت في الاشتهار كالشمس في رابعة النهار، صريح في أنّ تأخّره عليه السلام عن البيعة لم يكن لعذر، وكلام الآبي أيضا صريحٌ في ذلك على أنّه عليه السلام شديد الاهتمام في تشييد أركان الدِّين، وتمهيد قواعد الإسلام والمسلمين، كما يرشد إليه مسابقته ومسارعته في قبول دعوة سيّد المرسلين، وكثرة جهاده مع المشركين والقاسطين والناكثين والمارقين، وعظم بلائه في وقائع النبيّ صلى الله عليه و آله والمسلمين، ولم يبلغ أحدٌ من الصحابة علوّ درجته ونيل رتبته في غزوة بدر، مع قلّة المؤمنين وكثرة الكافرين، حتّى باشر بنفسه النفيسة قتل نصف المشركين، وكذا في غزاة اُحُد ويوم الأحزاب، حتّى قال النبيّ صلى الله عليه و آله : «لضربة عليّ خيرٌ من عبادة الثقلين»، ۱۲ وفي غزاة خيبر وحنين وسائر الغزوات في أيّام حياة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وبعد وفاته، وكونه أزهد الناس وأعبدهم بعد النبيّ صلى الله عليه و آله ، وإعراضه عن أعراض الدُّنيا وأغراضها، واتّصافه بالكمالات الخلقيّة والخُلقيّة أكملها وأسناها، فكيف يتصوّر من مثله التأخّر عن هذا الأمر العظيم والخطب الجسيم لو كان حقّا، وأيّ عذرٍ يتخيّل في ذلك؟! ولكن من أضلّه اللّه وأعمى بصيرته، استوخم الحقّ، فلم يستعذبه.
ومن يك ذا مخ مُرٍّ مريضيجد مرّا به الماء الزلالا
ثمّ اعلم أنّ القصّة المذكورة في الكتاب من المشهورات المرويّة من طرق الخاصّة والعامّة بأسانيد متكثّرة، بحيث يجري مضمونه مجرى المتواترات، ونحن نذكر هنا نبذة من الطريقين؛ ليكون كالتفسير والتأييد لما في الكتاب، وتذكرة لاُولي الألباب، وحسما لمادّة شبهات أهل الارتياب.
أمّا الخاصّة فمنها: ما رواه الشيخ الطبرسي رحمه الله في كتاب الاحتجاج عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي رضى الله عنه أنّه قال:
لمّا بايع القوم أبا بكر وكان، الليل، حمل عليّ عليه السلام فاطمة عليهاالسلامعلى حمار، وأخذ بيد ابنيه حسن وحسين، فلم يدَع أحدا من أهل بدر من المهاجرين ولا من الأنصار إلّا أتاه في منزله، وذكّره حقّه، ودعاه إلى نصرته، فما استجاب له من جميعهم إلّا أربعة وعشرون ۱۳ رجلاً، فأمرهم أن يصبحوا بكرة محلّقين رؤوسهم، معهم سيوفهم، قد بايعوه على الموت، فأصبح ولم يوافه منهم أحد غير أربعة ـ فقلت لسلمان: ومَن الأربعة؟ قال: أنا وأبو ذرّ والمقداد والزبير بن العوّام ـ ثمّ أتاهم من الليل، ۱۴ فناشدهم فقالوا: نصبحك بكرة، فما منهم أحدٌ وافى غيرنا. ثمّ الليلة الثالثة فما وافى غيرنا. فلمّا رأى علي عليه السلام غدرهم، وقلّة وفائهم، لزم بيته، وأقبل على القرآن يؤلّفه ويجمعه، فلم يخرج حتّى جمعه كلّه، فكتبه على تنزيله والناسخ والمنسوخ، فبعث إليه أبو بكر أن اُخرج فبايع، فبعث إليه: إنّي مشغول، فقد آليت بيمين أن لا أرتدي برداء إلّا للصلاة حتّى اُؤلّف القرآن فأجمعه، فجمعه في ثوب، فختمه، ثمّ خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فنادى عليّ عليه السلام بأعلى صوته: «أيّها الناس، إنّي لم أزل منذ قبض النبيّ صلى الله عليه و آله مشغولاً بغسله، ثمّ بالقرآن، حتّى جمعته كلّه في هذا الثوب، فلم ينزل اللّه على نبيّه صلى الله عليه و آله آية من القرآن إلّا وقد جمعتها، وليست منه آية إلّا وقد أقرأنيها رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وأعلمني تأويلها». [فقالوا: لا حاجة لنا به، عندنا مثله]. ثمّ دخل بيته، فقال عمر لأبي بكر: أرسل إلى عليّ فليبايع، فإنّا لسنا في شيء حتّى يبايع، ولو قد بايع أمنّاه [وغائلته]، فأرسل أبو بكر رسولاً أن أجب خليفة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فأتاه الرسول فأخبره بذلك، فقال عليّ عليه السلام : «ما أسرع ما كذبتم على رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، إنّه ليعلم ويعلم الذين حوله أنّ اللّه ورسوله لم يستخلفا غيري».
فذهب الرسول، فأخبره بما قال، فقال: اذهب فقُل: أجب أمير المؤمنين أبا بكر. فأتاه فأخبره بذلك، فقال عليّ عليه السلام : «سبحان اللّه ، ما طال العهد فينسى، وأنّه ليعلم أنّ هذا الاسم لا يصلح إلّا لي، ولقد أمره رسول اللّه صلى الله عليه و آله سابع سبعة: فسلّموا عليَّ بإمرة المؤمنين، فاستفهمه هو وصاحبه عمر من بين السبعة فقالا: أمِن اللّه ، أو من رسوله؟ فقال لهما رسول اللّه صلى الله عليه و آله : نعم، حقّا من اللّه ومن رسوله؛ إنّه أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وصاحب لواء الغرّ المحجّلين، يقعده اللّه يوم القيامة على الصراط، فيدخل أولياءه الجنّة، وأعداءه النار».
فانطلق الرسول إلى أبي بكر، وأخبره بما قال، فكفّوا عنه يومئذٍ، فلمّا كان الليل حمل فاطمة عليهاالسلام على حمار، ثمّ دعاهم إلى نصرته، فما استجاب له رجلٌ غيرنا أربعة، فإنّا حلقنا رؤوسنا، وبذلنا له نصرتنا، وكان عليّ عليه السلام لمّا رأى خذلان الناس له وتركهم لنصرته واجتماع كلمة الناس مع أبي بكر وطاعتهم له وتعظيمهم له، جلس في بيته، وقال عمر لأبي بكر: ما منعك أن تبعث إليه فيبايع؛ فإنّه لم يبق أحد إلّا وقد بايع غير هؤلاء الأربعة معه، وكان أبو بكر أرقّ الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غورا، والآخر أفظّهما وأغلظهما وأجفاهما. فقال: مَن نرسل إليه؟ قال: أرسل إليه قنفذا، وكان رجلاً فظّا غليظا جافيا من الطُّلقاء أحد بني تميم، فأرسله وأرسل معه أعوانا، فانطلق، فاستأذن، فأبى عليّ عليه السلام أن يأذن له، فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر، وهما في المسجد والناس حولهما، فقالوا: لم يأذن لنا. فقال عمر: إن هو أذِنَ لكم، وإلّا فادخلوا عليه بغير إذنه. فانطلقوا، فاستأذنوا، فقالت فاطمة عليهاالسلام: «احرج عليكم أن تدخلوا بيتي بغير إذن».
فرجعوا، وثبت قنفذ، فقالوا: إنّ فاطمة عليهاالسلام قالت كذا وكذا، فحرجتنا أن ندخل عليهما [البيت] بغير إذن، فغضب عمر فقال: ما لنا وللنساء، ثمّ أمر اُناسا حوله، فحملوا حَطَبا، وحمل معهم عمر، فجعلوه حول منزله، وفيه عليّ عليه السلام وفاطمة وابناهما عليهم السلام ، ثمّ نادى عمر حتّى أسمعَ عليّا عليه السلام : واللّه لتخرجنّ ولتبايعنّ خليفة رسول اللّه ، أو لأضرمنّ عليك بيتك نارا، ثمّ رجع فقعد إلى أبي بكر، وهو يخاف أن يخرج إليه عليّ عليه السلام بسيفه لما يعرف من بأسه وشدّته. ثمّ قال لقنفذ: إن خرج، وإلّا فاقتحم عليه؛ فإن امتنع، فاضرم عليهم بيتهم نارا.
فانطلق قنفذ، فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وبادر عليّ إلى سيفه [ليأخذه]، فسبقوه إليه، فتناول بعض سيوفهم، فكثروا [عليه]، فضبطوه، وألقوا في عنقه حبلاً، وحالت فاطمة عليهاالسلامبين زوجها وبينهم عند باب البيت، فضربها قنفذ بالسوط على عضدها، وأنّ بعضدها مثل الدملوج من ضرب قنفذ إيّاها، فأرسل أبو بكر إلى قنفذ: اضربها، فالجأ عليه السلام إلى عضادة باب بيتها، فدفعها، فكسر ضلعا من جنبها، وألقت جنينا من بطنها، فلم تزل صاحبة فراش حتّى ماتت من ذلك شهيدة صلوات اللّه عليها.
ثمّ انطلقوا بعليّ عليه السلام حتّى انتهوا به إلى أبي بكر، وعمر قائم بالسيف على رأسه، وخالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجرّاح وسالم والمغيرة بن شعبة وأسيد بن حصين وبشير بن سعد، وساير الناس قعود حول أبي بكر عليهم السلاح وهو يقول: «أما واللّه ، لو وقع سيفي بيدي، لعلمتم أنّكم لن تصلوا إلى هذا [جزاء] منّي، وباللّه ما ألوم نفسي في جهد، ولو كنت في أربعين رجلاً لفرّقت جماعتكم، فلعن اللّه قوما بايعوني ثمّ خذلوني». فانتهره عمر فقال: بايع.
فقال: «فإن لم أفعل؟»
قال: إذا نقتلك ذُلّاً وصِغارا.
فقال: «إذا تقتلون عبداللّه وأخا رسول اللّه صلى الله عليه و آله »؟
فقال أبو بكر: أمّا عبداللّه فنعم، وأمّا أخا رسول اللّه فلا نقرّ لك به.
فقال: «أتجحدون أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله آخا بين نفسه وبيني» فأعادوا عليه بذلك ثلاث مرّات، ثمّ أقبل عليّ عليه السلام فقال: «يا معشر المهاجرين والأنصار، أنشدكم باللّه ، أسمعتم رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول يوم غدير كذا وكذا، وفي غزوة تبوك كذا وكذا»، فلم يدَع شيئا قاله فيه عليه السلام علانية للعامّة إلّا ذكر، فقالوا: اللَّهُمَّ نعم، فلمّا أن خاف أبو بكر أن ينصروه، وأن يمنعوه، بادَرَهُم، فقال: كلّما قلت قد سمعناه بآذاننا ووعته قلوبنا، ولكن سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول بعد هذا: إنّا أهل بيت اصطفانا اللّه ، وأكرمنا، واختار لنا الآخرة على الدُّنيا، وأنّ اللّه لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوّة والخلافة.
فقال عليّ عليه السلام : «أما أحدٌ من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله شهد هذا معك؟»
فقال عمر: صدق خليفة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، قد سمعت هذا منه كما قال. وقال أبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل: صدق، قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
فقال لهم: «لشدّ ما وفيتم بصحيفتكم الملعونة التي تعاقدتم عليها في الكعبة إن قتل اللّه محمّدا أو أماته أن تزووا هذا الأمر منّا أهل البيت».
فقال أبو بكر: وما علمك بذلك ما أطلعناك عليها؟
فقال عليّ عليه السلام : «يا زبير، ويا سلمان، وأنت يا مقداد، اُذكّركم باللّه والإسلام، أسمعتم رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول ذلك لي: إنّ فلانا وفلانا ـ حتّى عدّ هؤلاء [الخمسة] ـ قد كتبوا بينهم كتابا، وتعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا؟»
قالوا: اللَّهُمَّ قد سمعناه يقول ذلك لك. فقلت: بأبي أنت [واُمّي] يا رسول اللّه ، فما تأمرني أفعل إذا كان ذلك؟ فقال: «إن وجدت عليهم أعوانا، فجاهدهم ونابذهم؛ وإن لم تجد أعوانا، فبايعهم واحقن دمك».
فقال عليّ عليه السلام : «أما واللّه ، لو أنّ اُولئك الأربعين رجلاً الذين بايعوني ووفوا لي جاهدتك واللّه ، أما واللّه لا ينالها أحدٌ من عقبكم إلى يوم القيامة».
ثمّ نادى قبل أن يبايع: «قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِى وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِى» ، ۱۵ ثمّ تناول يد أبي بكر فبايعه كرها. فقال للزبير: بايع [الآن، فأبى]، قال: فوثب إليه عمر وخالد بن الوليد وابن شعبة في اُناس، فانتزعوا سيفه، فضربوا به الأرض حتّى كسر، فقال الزبير وعمر على صدره: يابن صهّاك، أما واللّه لو أنّ سيفي في يدي لَحدثَ عنّي، ثمّ بايع.
قال سلمان: ثمّ أخذوني، فوجؤوا عنقي حتّى تركوها مثل السلعة، ثمّ فتلوا يدي، فبايعت. ثمّ بايع أبو ذرّ والمقداد مكرهين، وما من الاُمّة أحدٌ بايع مكرها غير علي عليه السلام وأربعتنا، ولم يكن أحدٌ منّا أشدّ قولاً من الزبير. ۱۶
أقول: الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
وروي عن الصادق عليه السلام أنّه [قال:] لمّا استخرج أمير المؤمنين عليه السلام من منزله خرجت فاطمة عليهاالسلام، فما بقيت امرأة هاشميّة إلّا خرجت معها حتّى انتهت قريبا من القبر، فقالت: خلّوا عن ابن عمّي، فوالذي بعث محمّدا بالحقّ، إن لم تخلّوا عنه، لأنشرنّ شعري، ولأضعنّ قميص رسول اللّه صلى الله عليه و آله على رأسي، ولأصرخنّ إلى اللّه تبارك وتعالى، [فما صالح بأكرم على اللّه من أبي]، فما ناقة صالح بأكرم على اللّه منّي، ولا الفصيل بأكرم على اللّه من ولدي.
قال سلمان رضى الله عنه: كنتُ قريبا منها، فرأيت واللّه أساس حيطان مسجد رسول اللّه صلى الله عليه و آله تقلّعت من أسفلها حتّى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها نفذ، فدنوت منها، وقلت: يا سيّدتي ومولاتي، إنّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ بعث أباكِ رحمةً، فلا تكوني نقمة. فرجعت، ورجعت الحيطان إلى الأرض، حتّى سطعت الغبرة من أسفلها، فدخلت في خياشيمنا، انتهى. ۱۷
وأمّا الروايات العامّيّة، فمنها: ما رواه ابن أبي الحديد عن أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري بإسنادٍ ذكره، عن سلمة بن عبد الرحمن، قال: لمّا جلس أبو بكر على المنبر، كان عليّ عليه السلام والزّبير واُناس من بني هاشم في بيت فاطمة عليهاالسلام، فجاء عمر إليهم، فقال: والذي نفسي بيده، لتخرجنّ إلى البيعة، أو لأحرقنّ البيت عليكم، فخرج الزبير مُصلتا سيفه، فاعتنقه رجلٌ من الأنصار وزياد بن وليد، ۱۸ فدقّ به، فبدر السيف من يده، فصاح به أبو بكر وهو على المنبر: اضرب به على الحجر. قال أبو عمرو بن عماس: فلقد رأيت الحجر فيه تلك الضربة، ويقال: هذه ضربة سيف الزبير. ثمّ قال أبو بكر: دعوهم، فسيأتي اللّه بهم، قال: فخرجوا إليه بعد ذلك، فبايعوه. قال أبو بكر: وقد روى في رواية اُخرى أنّ سعيد بن أبي وقّاص كان معهم في بيت فاطمة عليهاالسلام، والمقداد ابن أسود أيضا، وأنّهم اجتمعوا أن يبايعوا عليّا عليه السلام ، فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت، فخرج إليه الزبير بالسيف، وخرجت فاطمة عليهاالسلامتبكي وتصيح، إلى آخر ما ذكره. ۱۹
وروي أيضا عن أحمد بن إسحاق، عن أحمد بن سيّار، عن سعيد بن كثير الأنصاري في أثناء ذكر خبر السقيفة بطوله، وذهب عمر ومعه عصابة إلى بيت فاطمة عليهاالسلام منهم أسيد بن حضير وسلمة بن أسلم، فقال لهم: انطلقوا فبايعوا: فأبوا عليه، وخرج الزبير بسيفه، فقال عمر: عليكم الكلب، فوثب عليه سلمة بن أسلم، فأخذ السيف من يده فضرب به الجدار، فانطلقوا به وبعليّ ومعهما بنو هاشم وعليٌّ يقول: «أنا عبداللّه ، وأخو رسوله» حتّى انتهوا [به ]إلى أبي بكر، فقيل له بايع، فقال: «أنا أحقُّ بهذا الأمر منكم لا اُبايعكم، وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول اللّه ، فأعطوكم [المقادة ] وسلّموا اليكم الإمارة، وأنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار، فانصفونا إن كنتم تخافون اللّه من أنفسكم، واعرفوا الناس [من ]الأمر مثل ما عرفت الأنصار لكم، وإلّا فبؤوا بالظلم وأنتم تعلمون».
فقال عمر: إنّك لست متروكا حتّى تبايع. فقال له عليّ عليه السلام : «احلب يا عمر حلبا لك شطره أشدد له اليوم أمره ليردّ عليك غدا، لا واللّه لا أقبل قولك ولا اُبايعه». فقال له أبو بكر: فإن لم تبايعني لم أكرهك. فقال له أبو عبيدة: يا أبا الحسن، إنّك حديث السنّ، وهؤلاء مشيخة قريش قومك، وليس لك تجربتهم ومعرفتهم بالاُمور، ولا أرى أبا بكر إلّا أقوى على هذا الأمر منك، وأشدّ احتمالاً له، واضطلاعا به، فسلِّم هذا الأمر، وارضَ؛ فإنّك إن تعش ويطل عمرك فأنت بهذا الأمر خليق، وبه حقيق، في فضلك وقرابتك وسابقتك وجهادك. فقال عليّ: «يا معشر المهاجرين، اللّه اللّه ، لا تخرجوا سلطان محمّد عن داره وبيته إلى بيوتكم ودوركم، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقّه، فواللّه يا معشر المهاجرين، لنحن أهل البيت] أحقّ [بهذا الأمر منكم؛ أما كان منّا القارئ لكتاب اللّه الفقيه في دين اللّه العالم بالسنّة المضطلع بأمر الرعيّة، واللّه إنّه لفيتا، فلا تتّبعوا الهوى فتزدادوا من الحقّ بُعدا». فقال بشير بن سعد: لو كان هذا الكلام سمِعتْهُ منك الأنصار يا عليّ قبل بيعتهم لأبي بكر ما اختلف عليك اثنان، ولكنّهم قد بايعوا، وانصرف عليّ إلى منزله، ولم يُبايع، ولزم بيته حتّى ماتت فاطمة عليهاالسلام، فبايع. ۲۰
وروي أيضا عن أحمد بن عبد العزيز، قال: أخبرني أبو بكر الباهلي وإسماعيل بن مجالد، عن الشعبي، قال: قال أبو بكر: ياعمر، أين خالد بن الوليد؟ قال: هو هذا. فقال: انطلقا إليهما ـ يعني عليّا والزبير ـ فأتياني بهما. فدخل عمر، ووقف خالد على الباب من خارج، فقال عمر للزبير: ما هذا السيف؟ قال: أعددتهُ لاُبايع عليّا، قال: وكان في البيت ناس كثير منهم المقداد بن الأسود وجمهور الهاشميّين، فاخترط عمر السيف فضرب به صخرة في البيت فكسره ثمّ أخذ بيد الزبير فأقامه ثمّ دفعه فأخرجه، وقال: يا خالد، دونك هذا، فأمسكه خالد، وكان خارج الباب مع خالد جمعٌ كثير من الناس بعثهم أبو بكر ردءا لهما، ثمّ دخل عمر فقال لعليّ: قُم فبايع، فتلكأ، واحتبس، فأخذ بيده، فقال: قُم، فأبى أن يقوم، فحمله ودفعه كما دفع الزبير، ثمّ أمسكهما خالد، وساقهما عمر ومن معه سوقا عنيفا، واجتمع الناس ينظرون، وامتلأت شوارع المدينة بالرِّجال، ورأت فاطمة ما صنع عمر، فصرخت، وولولت، واجتمعت معها نساء كثير من الهاشميّات وغيرهنّ، فخرجت إلى باب حجرتها، ونادت: «يا أبا بكر، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، واللّه لا اُكلّم عمر حتّى ألقى اللّه ». قال: فلمّا بايع عليّ عليه السلام والزبير، وهدأت تلك الفورة مشى إليها أبو بكر بعد ذلك، فشفع لعمر، وطلبه إليها، فرضيت عنه. ۲۱
ثمّ قال ابن أبي الحديد بعد ذكره بعض الأخبار في ذلك:
والصحيح عندي: إنّها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر، وإنّها أوصت أن لا يصلّيا عليها، وذلك عند أصحابنا من الأهواء المغفورة لهما، وكان الأولى لهما إكرامها واحترام منزلها. ۲۲
ثمّ روى بإسناده عن ابن عبّاس: أنّ عمر قال له: أما واللّه إنّ صاحبك هذا لأولى الناس بالأمر بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلّا إنّا خفناه على ثنتين؛ على حداثة سنّه، وحبّه بني عبد المطلّب. ۲۳
وقد أورد ابن قتيبة أكثر هذه الواقعة الشنيعة، وذكر أنّه هدّد أبو بكر عليّا عليه السلام بالقتل إن لم يُبايع، فأتى قبر النبيّ صلى الله عليه و آله باكيا وقال: «يا ابن اُمّ، إنّ القوم استضعفوني، وكادوا يقتلونني» انتهى. ۲۴
أقول: والحمد للّه أجرى الحقّ على لسان أعدائه، ليكون حجّة عليهم لأوليائه، ليحاجّوهم به عند ربّهم وعند خاتم أنبيائه، فليتدبّر المنصف الطالب للحقّ والرّشاد، هل يظهر من تلك الأخبار بغض هؤلاء الكفرة ومعاندتهم لأهل بيت النبوّة وارتدادهم عن الدِّين، وشقّهم عصا المسلمين، وظلمهم لأئمّة الدِّين، وغصب حقّ سلالة سيِّد المرسلين، وجرءتهم على اللّه في هتك حرمة أهل بيت احترمهم روح الأمين مع أنّهم رووا أخبار متكثّرة: «أنّ حبّهم إيمان، وبغضهم كفر ونفاق»؟ ۲۵ وهل يتبيّن له منها مفارقتهم عن أمير المؤمنين عليه السلام ومفارقته عنهم، مع أنّهم رووا بأسانيده جمّة: «أنّ عليّا مع الحقّ، والحقّ مع عليّ حيث ما دار»؟ ۲۶ وهل يبقى مجال تأمّل لذي مسكة أنّ مثل هذه القبائح الفضيحة ـ بل أقلّ قليل منها ـ سبب لإيذائه وإيذاء آل بيته عليهم السلام . وقد روى أحمد بن حنبل وغيره من محدّثيهم أنّه صلى الله عليه و آله قال: من آذى عليّا فقد آذاني». ۲۷
ورووا أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال لفاطمة عليهاالسلام: «يا فاطمة، إنّ اللّه يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك». ۲۸
وأنّه صلى الله عليه و آله قال: «فاطمة بضعةٌ منّي، مَن آذاها فقد آذاني، ومَن آذاني فقد آذى اللّه ». ۲۹
وقد قال اللّه تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّه َ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللّه ُ فِي الدُّنْيَا وَالْاخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابا مُهِينا»۳۰ . وهل يجوّز من له أدنى تمييز كون مثل تلك البيعة منشأً وسببا لرئاسة الدِّين والدُّنيا؟ أم كيف يفوّض مصالح المسلمين إلى هؤلاء الكفرة الفجرة؟ وأيّ مصلحة للمسلمين تعارض مثل هذه المفاسد الشنيعة؟ وأيّة مفسدة كانت أقبح وأعظم من الاقتحام في حرم خير الأنام، وهتك حرمتهم، وكشف سترهم، وزجرهم، وإهانتهم، ودفعهم، وإلجاء بضعة رسول اللّه وحبيبته وقرّة عينه إلى الخروج من بيتها، وإلى الظلم والبكاء والنياح والصياح في مجامع الكفرة والفسقة، وتسليط الكفّار والأشرار وحمَلَة الأوزار على أهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله المختار، حتّى آل الأمر إلى أن قتلوهم وشردّوهم؟ وهل كان هذا مقتضى وصيّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله فيهم في مواطن كثيرة ومواضع عديدة؟ فلبئس ما آجروا نبيّهم، وبئس ما غرّوا أهل بيته في مصيبته، وساء ما جبروا وَهْنَهم في رزيّته، إنّ اللّه سائلهم عن ذلك سؤالاً حثيثا، ومعذّبهم عذابا أليما.
1.في أكثر نسخ الكافي: «معلّى».
2.في بعض نسخ الكافي والوافي: «بيد».
3.في بعض نسخ الكافي والوافي: - «ما».
4.في كلتا الطبعتين: «أن تكون».
5.الصحاح، ج ۵، ص ۲۰۶۴ (تيم) مع التلخيص.
6.الصحاح، ج ۴، ص ۱۷۱۳ (رمل).
7.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۲۴.
8.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۸۳.
9.صحيح مسلم بشرح الآبي، ج ۵، ص ۱۵۴.
10.نفس المصدر.
11.المجيب هو المحقّق القوشجي، ولكن لم يحضر عندنا شرحه.
12.عوالي اللآلي، ج ۴، ص ۸۶، ح ۱۰۲.
13.في المصدر: «وأربعون».
14.في المصدر: «من الليلة الثانية».
15.الأعراف (۷): ۱۵۰.
16.الاحتجاج، ج ۱، ص ۱۰۷ ـ ۱۱۱ مع اختلاف يسير في اللفظ.
17.الاحتجاج، ج ۱، ص ۱۱۴ مع اختلاف يسير في اللفظ.
18.في المصدر: «لبيد».
19.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج ۲، ص ۵۶، ذيل الخطبة ۲۶ مع تفاوت يسير في اللفظ.
20.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج ۶، ص ۱۲، ذيل الخطبة ۶۶ مع تفاوت يسير في اللفظ.
21.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج ۶، ص ۴۹، ذيل الخطبة ۶۶.
22.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج ۶، ص ۵۰، ذيل الخطبة ۶۶.
23.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج ۶، ص ۵۱، ذيل الخطبة ۶۶ مع التلخيص.
24.الإمامة والسياسة، ج ۱، ص ۲۰.
25.راجع: كاسح الألفام الكفريّة، ص ۲۵؛ سبل الهدى والرشاد، ج ۱۱، ص ۸.
26.مجمع الزوائد للهيثمي، ج ۷، ص ۲۳۵؛ المعيار والموازنة، ص ۳۶؛ سنن الترمذي، ج ۵، ص ۲۹۷، ح ۳۷۹۸.
27.مسند أحمد، ج ۳، ص ۴۸۳؛ المستدرك للحاكم، ج ۳، ص ۱۲۲.
28.المستدرك للحاكم، ج ۳، ص ۱۵۴؛ المعجم الكبير، ج ۱، ص ۱۰۸، ح ۱۸۲؛ مجمع الزوائد للهيثمي، ج ۹، ص ۲۰۳؛ سبل الهدى والرشاد، ج ۱۱، ص ۴۴.
29.شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، ج ۱۶، ص ۲۷۳، ذيل الخطبة ۴۵.
30.. الأحزاب (۳۳): ۵۷.