303
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

شرح

السند ضعيف.
قوله عليه السلام : (اذهب بي إليهم).
قيل: أمره بذلك؛ لأنّه عليه السلام كان بدنا عظيم الجثّة متّكئا عليه. ۱
(فذهب فسلّم عليهم، ثمّ قال: واللّه إنّي لأحبّ ريحكم).
قد مرَّ مثله في التاسع والخمسين والمأتين، وإن كان هؤلاء على دين اُولئك.
قيل: لعلّه لما خصّص من بين الآباء إبراهيم وإسماعيل لبيان أنّ جميع الأنبياء مشاركون لنا في الدِّين، وكان هذا التخصيص يوهم إمّا الحصر، أو كونهم أفضل من آبائه الأكرمين محمّد وأهل بيته عليهم السلام ، استدرك عليه السلام ذلك بأنّ النبيّ وأهل بيته عليهم السلام هم الأصل في دين الحقّ، وسائر الأنبياء على دينهم ومن أتباعهم، فقوله عليه السلام : (هؤلاء) إشارة إلى إبراهيم وإسماعيل وغيرهم من الأنبياء الماضية، و(اُولئك) اشارة إلى آبائه الأقربين من النبيّ والأئمّة الطاهرين عليهم السلام . ويحتمل أن يكون سقط العاطف من النسّاخ، ويكون في الأصل: «وإبراهيم» فيستقم من غير تكلّف. ويمكن أن يكون «هؤلاء» إشارة إلى المخالفين، و«اُولئك» إلى أئمّتهم الغاوين، كما اُفيد. ويحتمل أيضا أن يكون «هؤلاء» إشارة إلى المخالفين، و«اُولئك» إلى الآباء، ويكون المراد منهم وإن كانوا يدّعون أنّهم على دين آبائي، لكنّهم برآء منه، وأنتم على دينهم، أو يكون الغرض أنّ دين آبائي دينٌ لا ينكره أحدٌ، وكلّ ذي دين يطلب أن يكون عليه. ۲
(فأعينوني على هذا بورعٍ واجتهاد).
«هذا» إشارة إلى الدِّين، والباء للسببيّة، أو للتسليس متعلّق بالإعانة. و«على» بمعنى «مع» بقرينة ما قبله، وهو أيضا متعلّق بالإعانة. ويحتمل كونه للتعليل، كما قيل في قوله تعالى: «وَلِتُكَبِّرُوا اللّه َ عَلَى مَا هَدَاكُمْ»۳ أي لكونكم على هذا الدِّين، ويحتمل كونه ظرف مستقرّ منصوب المحلّ على الحاليّة، أي حال كونكم على دين الحقّ، والمراد بالورع الاجتناب عن المحرّمات وبالاجتناب السعي والكدّ في الطاعات.

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۹۹.

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۰۰.

3..البقرة (۲): ۱۸۵.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
302

متن الحديث السابع والعشرين والثلاثمائة

۰.سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ۱، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ كَرَّامٍ ، عَنْ أَبِي الصَّامِتِ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «مَرَرْتُ أَنَا وَأَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام عَلَى الشِّيعَةِ وَهُمْ مَا بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ ، فَقُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام : شِيعَتُكَ وَمَوَالِيكَ جَعَلَنِيَ اللّهُ فِدَاكَ؟ قَالَ : أَيْنَ هُمْ؟ فَقُلْتُ : أَرَاهُمْ مَا بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ ، فَقَالَ : اذْهَبْ بِي إِلَيْهِمْ ، فَذَهَبَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ رِيحَكُمْ وَأَرْوَاحَكُمْ ، فَأَعِينُوا مَعَ هذَا بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ ، إِنَّهُ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَ اللّهِ إِلَا بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ ، وَإِذَا ائْتَمَمْتُمْ بِعَبْدٍ فَاقْتَدُوا بِهِ ، أَمَا وَاللّهِ إِنَّكُمْ لَعَلى دِينِي وَدِينِ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ، وَإِنْ كَانَ هؤُلِاءِ عَلى دِينِ أُولئِكَ ، فَأَعِينُونِي ۲ عَلى هذَا بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ» .

1.السند معلّق على سابقه، و يروي عن سهل بن زياد عدّة من أصحابنا.

2.في كلتا الطبعتين ومعظم نسخ الكافي: «فأعينوا».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 240658
صفحه از 607
پرینت  ارسال به