متن الحديث الواحد والثلاثين والثلاثمائة
۰.سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ۱، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي النَّوَارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، لِأَيِّ شَيْءٍ صَارَتِ الشَّمْسُ أَشَدَّ حَرَارَةً مِنَ الْقَمَرِ؟
فَقَالَ : «إِنَّ اللّهَ خَلَقَ الشَّمْسَ مِنْ نُورِ النَّارِ وَصَفْوِ الْمَاءِ ، طَبَقا مِنْ هذَا وَطَبَقا مِنْ هذَا ، حَتّى إِذَا كَانَتْ سَبْعَةَ أَطْبَاقٍ أَلْبَسَهَا لِبَاسا مِنْ نَارٍ ، فَمِنْ ثَمَّ صَارَتْ أَشَدَّ حَرَارَةً مِنَ الْقَمَرِ» .
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَالْقَمَرُ؟
قَالَ : «إِنَّ اللّهَ ـ تَعَالى ذِكْرُهُ ـ خَلَقَ الْقَمَرَ مِنْ ضَوْءِ نُورِ النَّارِ وَصَفْوِ الْمَاءِ ، طَبَقا مِنْ هذَا وَطَبَقا مِنْ هذَا ، حَتّى إِذَا كَانَتْ سَبْعَةَ أَطْبَاقٍ أَلْبَسَهَا لِبَاسا مِنْ مَاءٍ ، فَمِنْ ثَمَّ صَارَ الْقَمَرُ أَبْرَدَ مِنَ الشَّمْسِ» .
شرح
السند ضعيف.
قوله عليه السلام : (إنّ اللّه خلق الشمس من نور النار) الحديث.
قيل: يحتمل أن يكون المراد أنّ الطبقة السابعة فيها من نار، فيكون حرارتها لجهتين: إحداهما كون طبقات النار أكثر بواحدة، والاُخرى كون الطبقة العُليا من النار.
قال: ويحتمل أن يكون لباس النار طبقة ثامنة، فتكون الحرارة للجهة الثانية فقط، وكذا في القمر.
ثمّ إنّه يحتمل أن يكون خلقهما من الماء والنار الحقيقيّين من صفوهما وألطفهما، وأن يكون المراد جوهرين لطيفين [مشابهين] لهما في الكيفيّة، ولم يثبت امتناع كون العنصريّات في الفلكيّات ببرهان، وقد دلّ الشرع على خلافه في مواضع كثيرة، انتهى. ۲
وقال بعض المنتسبين إلى العلماء: شبّه الصورة النوعيّة الشمسيّة بالنار، حيث قال: ألبسها لباسا من نار لإضاءتها، وشبّه مادّتها بالماء [لما مرّ بيانه]، وعبّر عن صفاء صورتها بنور النار، وعبّر عن صفاء مادّتها ب(صفو الماء)، وعن شدّه نورها كونه أضعاف نور النار بالطبقات السبع، وشبّه الصورة النوعيّة القمريّة بالماء حيث قال: (ألبسها لباسا من ماء) لصقالتها، وشبّه مادّته بالماء، وعبّر عن صفاء ضوئه بضوء نور النار؛ لأنّ نوره مستفاد من الشمس، وعبّر عن شدّته بالطبقات. ولمّا كانت الكيفيّات تابعة للصّور، فرّع كلّاً من الحرارة والبرودة على ما شبّه الصورة به.
ثمّ قال: هذا ما خطر بالبال في توجيه الحديث على قانون الحكمة. ۳