307
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث الواحد والثلاثين والثلاثمائة

۰.سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ۱، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي النَّوَارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، لِأَيِّ شَيْءٍ صَارَتِ الشَّمْسُ أَشَدَّ حَرَارَةً مِنَ الْقَمَرِ؟
فَقَالَ : «إِنَّ اللّهَ خَلَقَ الشَّمْسَ مِنْ نُورِ النَّارِ وَصَفْوِ الْمَاءِ ، طَبَقا مِنْ هذَا وَطَبَقا مِنْ هذَا ، حَتّى إِذَا كَانَتْ سَبْعَةَ أَطْبَاقٍ أَلْبَسَهَا لِبَاسا مِنْ نَارٍ ، فَمِنْ ثَمَّ صَارَتْ أَشَدَّ حَرَارَةً مِنَ الْقَمَرِ» .
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَالْقَمَرُ؟
قَالَ : «إِنَّ اللّهَ ـ تَعَالى ذِكْرُهُ ـ خَلَقَ الْقَمَرَ مِنْ ضَوْءِ نُورِ النَّارِ وَصَفْوِ الْمَاءِ ، طَبَقا مِنْ هذَا وَطَبَقا مِنْ هذَا ، حَتّى إِذَا كَانَتْ سَبْعَةَ أَطْبَاقٍ أَلْبَسَهَا لِبَاسا مِنْ مَاءٍ ، فَمِنْ ثَمَّ صَارَ الْقَمَرُ أَبْرَدَ مِنَ الشَّمْسِ» .

شرح

السند ضعيف.
قوله عليه السلام : (إنّ اللّه خلق الشمس من نور النار) الحديث.
قيل: يحتمل أن يكون المراد أنّ الطبقة السابعة فيها من نار، فيكون حرارتها لجهتين: إحداهما كون طبقات النار أكثر بواحدة، والاُخرى كون الطبقة العُليا من النار.
قال: ويحتمل أن يكون لباس النار طبقة ثامنة، فتكون الحرارة للجهة الثانية فقط، وكذا في القمر.
ثمّ إنّه يحتمل أن يكون خلقهما من الماء والنار الحقيقيّين من صفوهما وألطفهما، وأن يكون المراد جوهرين لطيفين [مشابهين] لهما في الكيفيّة، ولم يثبت امتناع كون العنصريّات في الفلكيّات ببرهان، وقد دلّ الشرع على خلافه في مواضع كثيرة، انتهى. ۲
وقال بعض المنتسبين إلى العلماء: شبّه الصورة النوعيّة الشمسيّة بالنار، حيث قال: ألبسها لباسا من نار لإضاءتها، وشبّه مادّتها بالماء [لما مرّ بيانه]، وعبّر عن صفاء صورتها بنور النار، وعبّر عن صفاء مادّتها ب(صفو الماء)، وعن شدّه نورها كونه أضعاف نور النار بالطبقات السبع، وشبّه الصورة النوعيّة القمريّة بالماء حيث قال: (ألبسها لباسا من ماء) لصقالتها، وشبّه مادّته بالماء، وعبّر عن صفاء ضوئه بضوء نور النار؛ لأنّ نوره مستفاد من الشمس، وعبّر عن شدّته بالطبقات. ولمّا كانت الكيفيّات تابعة للصّور، فرّع كلّاً من الحرارة والبرودة على ما شبّه الصورة به.
ثمّ قال: هذا ما خطر بالبال في توجيه الحديث على قانون الحكمة. ۳

1.السند معلّق كسابقه.

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۹ و ۳۰.

3.قاله المحقّق الفيض رحمه الله في الوافي، ج ۲۶، ص ۴۸۵، ذيل ح ۲۵۵۵۹.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
306

شرح

السند ضعيف.
قوله: (أشتددت خلف أمير المؤمنين عليه السلام ).
الاشتداد: العَدو، كالشدّ.
(فقال لي: يا جويرية، إنّه لم يهلك هؤلاء الحَمقى).
الحُمُق ـ بالضمّ، وبضمّتين ـ : قلّة العقل. وقد حمق ـ ككرم ـ حماقة، فهو أحمق، وهي حمقاء ـ بالمدّ ـ ونسوة وقوم حمقى، بالفتح والقصر، فتدبّر.
ولعلّ هؤلاء إشارة إلى أئمّة الجور، ويحتمل شموله لأهل التكبّر والتجبّر مطلقا.
(إلّا بخفق النّعال خلفهم).
في القاموس: «الخفق: صوت النعل». ۱
وقيل: الغرض: أنّ خفق النعال سبب للفخر والكبر، فيكون الغرض تعليم الناس بترك ذلك، وإن كان في شأنه عليه السلام لا تحتمل هذه المفسدة، أو [أنّ] أئمّة الضلال إنّما هلكوا بحبّهم الفخر والعلوّ وكثرة الأتباع، وخفق النّعال خلفهم، وأمّا أنا فلا أحبّ ذلك، فلِمَ تمشي خلفي؟ ۲
(أمّا الشرف، فمن شرّفه السلطان شرف).
الشرف ـ محرّكة ـ : العلوّ والمجد. وقد شرف ـ ككرم ـ فهو شريف، وشرّفته تشريفا: جعلته شريفا.
ويفهم من هذا الخبر أنّ الشرف لا يلزم أن يكون بالآباء.
ولعلّ المراد بالسلطان إمام العدل، ويُراد بالشرف حينئذٍ شرف الدارين. ويحتمل الأعمّ، فالمراد به شرف الدُّنيا.
(وأمّا المروءة، فإصلاح المعيشة).
في القاموس:
العيش: الحياة. عاش يعيش عيشا ومعاشا ومعيشا ومعيشةً وعيشةً بالكسر. والمعيشة: التي تعيش بها من المطعم والمشرَب، وما تكون به الحياة، وما يُعاش به أو فيه. الجمع: معايش، انتهى. ۳
ولعلّ المراد بإصلاحها أن يكون مدخلها ومخرجها على قانون الشرع والتوسّط بين الإسراف والتقتير. ويحتمل أن يُراد به استثمار المال، كما مرّ في كتاب العقل من أنّ استثمار المال تمام المروءة. ويحتمل أن يكون المراد اتّخاذ الكسب وتحصيل المعاش المؤدّي إلى الاستغناء عمّا في أيدي الناس.
(وأمّا العقل، فمن اتّقى اللّه عقل)؛ يعني أنّ العقل ما يقتضي القيام بوظائف طاعة اللّه ، والاحتراز عن مخالفته ومساخطته. وهذا نظير ما مرّ في كتاب العقل من أنّه: «ما عُبدَ به الرحمان، واكتُسب به الجنان». ۴

1.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۲۸ (خفق) مع التلخيص.

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۰۳.

3.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۸۰ (عيش).

4.الكافي، ج ۱، ص ۱۱، ح ۳.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238507
صفحه از 607
پرینت  ارسال به