315
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث الخامس والثلاثين والثلاثمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «نَحْنُ أَصْلُ كُلِّ خَيْرٍ ، وَمِنْ فُرُوعِنَا كُلُّ بِرٍّ ، فَمِنَ الْبِرِّ التَّوْحِيدُ وَالصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَكَظْمُ الْغَيْظِ وَالْعَفْوُ عَنِ الْمُسِيءِ وَرَحْمَةُ الْفَقِيرِ وَتَعَهُّدُ الْجَارِ وَالْاءِقْرَارُ بِالْفَضْلِ لِأَهْلِهِ؛ وَعَدُوُّنَا أَصْلُ كُلِّ شَرٍّ ، وَمِنْ فُرُوعِهِمْ كُلُّ قَبِيحٍ وَفَاحِشَةٍ ، فَمِنْهُمُ الْكَذِبُ وَالْبُخْلُ وَالنَّمِيمَةُ وَالْقَطِيعَةُ وَأَكْلُ الرِّبى وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ بِغَيْرِ حَقِّهِ وَتَعَدِّي الْحُدُودِ الَّتِي أَمَرَ اللّهُ وَرُكُوبُ الْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالزِّنى وَ السَّرِقَةُ وَكُلُّ مَا وَافَقَ ذلِكَ مِنَ الْقَبِيحِ ، فَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مَعَنَا وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِفُرُوعِ غَيْرِنَا» .

شرح

السند ضعيف.
قوله: (نحن أصل كلّ خير، و[من] فروعنا كلّ برّ).
قال في القاموس: «الخير: ما يرغب فيه الكلّ، كالعقل والعدل مثلاً». ۱
وقال: «البرّ: الصّلة، والجنّة، والاتّساع في الإحسان، والحجّ، والصّدق، والطاعة، وضدّ العقوق» ۲ انتهى.
وقيل: لعلّ المراد بالخير العلم، وبالبرّ العمل الصالح المتفرّع عليه. ۳
وقيل: أي جميع الخيرات كانت فيهم، ومنهم وصلت إلى الخلق. ۴
(فمن البرّ التوحيد) إلى قوله: (والإقرار بالفضل لأهله).
نبّه عليه السلام بأنّ المراد بالبرّ هنا ما يعمّ الاُصول والفروع جميعا.
(وعدوّنا أصل كلّ شرّ).
في القاموس: «الشرّ ـ ويضمّ ـ : نقيض الخير». ۵
(ومن فروعهم كلّ قبيح).
في القاموس: «القُبح: ضدّ الحسن، ويفتح. قبح ـ ككرم ـ فهو قبيح، وقبّحه اللّه : نحّاه عن الخير». ۶
(وفاحشة).
الفاحشة: الزنا، وما يشدّ قبحه من الذنوب، وكلّ ما نهى اللّه ـ عزّ وجلّ ـ عنه.
(فمنهم الكذب والبخل والنميمة).
في القاموس: «النمّ: التوريش، والإغراء، ورفع الحديث إشاعة له، وإفساد أو تزيين الكلام بالكذب، يَنِمُّ وَيُنمُّ. والنميمة: الاسم». ۷
(والقطيعة).
القطيعة ـ كشريعة ـ : ضدّ الهجران، كالقطع، ويُقال: قطع رحمه ـ كمنع ـ قطيعة: إذا لم توصل.
(وتعدّي الحدود التي أمر اللّه ) بفعلها، أو بتركها، أو كليهما.
قال الجوهري: «الحدّ: الحاجز بين الشيئين. وحدّ الشيء: منتهاه. والحدّ: المنع». ۸
(وركوب الفواحش) كأنّه تفسير للسابق، أو المراد بالأوّل أصل الفاحشة ومنشأها، وبالثاني فعلها وعملها.
قال الفيروزآبادي: «ركبه ـ كسمعه ـ ركوبا ومركبا: علاه، كارتكبه. والذنب: اقترفه، كارتكبه». ۹
(ما ظهر منها وما بطن).
لعلّ المراد تركها في العلانية والسرّ، أو ما ظهر قبحه على عامّة الناس، وما خفي عليهم ولم يعلم قبحه إلّا الخواصّ وما يصدر عن الجوارح، وما يتعلّق بالقلب. ويظهر من بعض الأخبار أنّ ما ظهر منها ما ظهر من القرآن، وما بطن ما يفهم من بطنه.
(والزّنا والسرقة).
هذه الفقرة ليست في بعض النسخ.
وفي القاموس:
سرق منه الشيء يسرق سرقا ـ محرّكة، وككتف ـ وسرقة محرّكة، وكفرحة، وسرقا بالفتح [واسترقه]: جاء مستترا إلى حرز، فأخذ مال غيره. والاسم: السرقة، بالفتح وكفرحة وكتف. ۱۰
(وكلّ ما وافق ذلك) المذكور (من القبيح) بيان للموصول. والموافقة: الاتّفاق، والمصادقة.
(فكذب من زعم) أي ادّعى.
(أنّه مَعَنا) أي من شيعتنا.
(وهو متعلّق) أي متشبّث ومتمسّك.
(بفروع غيرنا) أي بما يتفرّع بأعمال عدوّنا وأفعاله.
وحاصل الخبر: أنّ جميع الخيرات والطاعات من فروع شجرة طيّبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، تُؤتي اُكلها كلّ حينٍ بإذن ربّها، وهي شجرة أهل بيت النبوّة، فمن تعلّق بغصن من أغصانها قاده إلى الأصل ووصل إليه. وجميع الشرور والمعاصي من فروع شجرة خبيثة اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرار، وهي شَوحَطَ أعدائهم وحنظلة مخالفيهم، فمَن تشبّث بفرع من تلك الفروع قاده وأوصله لا محالة إلى الاُصول.

1.لم نعثر عليه في القاموس.

2.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۳۷۰ (برد) مع التلخيص.

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۲۳.

4.ذهب إليه العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۰۶.

5.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۵۷ (شرر).

6.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۴۱ (قبح) مع التلخيص.

7.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۸۳ (نمم) مع التلخيص.

8.الصحاح، ج ۲، ص ۴۶۲ (حدد) مع التلخيص.

9.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۷۵ (ركب).

10.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۴۴ (سرق).


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
314
  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 268004
صفحه از 607
پرینت  ارسال به