341
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

شرح

السند ضعيف؛ لأنّ الظاهر أنّ أبا الخطّاب هو محمّد بن مقلاص، غالٍ ملعون، كما تقدّم.
قوله: (إنّ الناس أصابهم قحطٌ شديد).
في القاموس: «القحط: احتباس المطر». ۱
(على عهد سليمان بن داود عليهماالسلام) أي في زمانه وعصره.
(فشكوا ذلك إليه).
قال الجوهري: «شكوتُ فلانا أشكوه شكوى وشكاية: إذا أخبرت عنه بسوء فعله بك». ۲
(وطلبوا إليه).
طلب إلى: أي رغب.
(أن يستسقى لهم) بأن يستسقى ويطلب من اللّه لهم إنزال الغيث.
(إذا هو بنملة).
في القاموس: «النمل [مؤنّثة] واحدته: نملة وقد تُضمّ الميم. الجمع: نمال». ۳
(رافعة يدها) أي قائمة من قوائمها التي على رأسها إلى السماء.
(واضعة قدميها إلى الأرض).
روى الصدوق رحمه الله في الفقيه هذا الحديث عن أبي عبداللّه عليه السلام ، إلى أن قال: «فوجد نملة قد رفعت قائمة من قوائمها إلى السماء». ۴
(فقد سقيتم) على البناء للمفعول، أي سوف تسقون.
(بغيركم) أي بدعاء غيركم.
والإتيان بالماضي لتيقّن الوقوع، أو معناه: استُجيب دعاء غيركم.
(قال) العبد الصالح عليه السلام : (فسُقوا في ذلك العام ولم يسقوا مثله قطّ).
الواو للحال، أي والحال أنّهم لم يسقوا سقيا مثل السقي في ذلك العام في الكثرة والانتفاع.
قال بعض الأفاضل: هذا الخبر يدلّ على أنّ الحيوانات لها شعور، وهي تعرف ربّها، وتتضرّع إليه في الحوائج، ولا استبعاد في ذلك، وقد نطق بمثله القرآن الكريم، وهذا لا يدلّ على كونها مكلّفة كالإنس والجنّ، على أنّه لا استبعاد في أن تكون مكلّفة ببعض التكاليف يجري عقابهم على تركها في الدُّنيا كما ورد أنّ الطير لا تُصاد إلّا بترك تسبيحها، وكثير من المكلّفين يعدّون استبعادات الوهم فيما يخالف العادات برهانا، ويأوّلون لذلك الآيات والأخبار، بل يطرحون كثيرا من الأخبار المستفيضة، وليس هذا إلّا للاتّكال على عقولهم، وعدم التسليم لأئمّتهم عليهم السلام . ۵

1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۷۸ (قحط) مع التلخيص.

2.الصحاح، ج ۶، ص ۲۳۹۴ (شكا).

3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۶۰ (نمل).

4.الفقيه، ج ۱، ص ۵۲۴، ح ۱۴۹۰.

5.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۱۵ مع اختلاف يسير في اللفظ.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
340

شرح

السند كما عرفت.
قوله: (قال لا).
فيه ردّ على بعض المخالفين الذين قالوا بنبوّتهم، وما ورد في بعض أخبارنا موافقا لهم فمحمول على التقيّة.
(ولكنّهم كانوا أسباط أولاد الأنبياء) لعلّ إضافة الأسباط إلى الأولاد بيانيّة. وقال في القاموس: «السبط ـ بالكسر ـ : ولد الولد، وقبيلة من اليهود. الجمع: أسباط» ۱ انتهى.
وقيل: المراد بالأسباط هنا الأشراف من الأولاد. ۲
(ولم يكن يفارقوا الدُّنيا) بالموت (إلّا سعداء، تابوا) ممّا فعلوا بيوسف عليه السلام وأبيه.
(وتذكّروا ما صنعوا) بهما.
وذكر الشيء بالقلب حفظه، وباللِّسان إجراؤه عليه، والتنطّق به، والذكرى: العبرة، والتوبة. وذكّره وتذكّره بمعنى.
(وإنّ الشيخين) أي العمرين.
(فارقا الدُّنيا) بالموت.
(ولم يتوبا) من قبيح فعلهما.
(ولم يتذكّرا) ولم يراجعا، بل نسيا.
(ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام ) من الظلم، والجور، وغصب حقّه، والاستخفاف به وبأهل بيته (فعليهما لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين).

متن الحديث الثالث والأربعين والثلاثمائة

۰.حَنَانٌ ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ : عَنْ عَبْدٍ صَالِحٍ عليه السلام ، قَالَ : «إِنَّ النَّاسَ أَصَابَهُمْ قَحْطٌ شَدِيدٌ عَلى عَهْدِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عليه السلام ، فَشَكَوْا ذلِكَ إِلَيْهِ ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَسْتَسْقِيَ لَهُمْ» .
قَالَ : «فَقَالَ لَهُمْ : إِذَا صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ مَضَيْتُ ، فَلَمَّا صَلَّى الْغَدَاةَ مَضى وَمَضَوْا ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ إِذَا هُوَ ۳ بِنَمْلَةٍ رَافِعَةٍ يَدَهَا إِلَى السَّمَاءِ وَاضِعَةٍ قَدَمَيْهَا إِلَى الْأَرْضِ وَهِيَ تَقُولُ : اللّهُمَّ إِنَّا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ ، وَلَا غِنى بِنَا عَنْ رِزْقِكَ ، فَلَا تُهْلِكْنَا بِذُنُوبِ بَنِي آدَمَ» .
قَالَ : «فَقَالَ سُلَيْمَانُ عليه السلام : ارْجِعُوا فَقَدْ سُقِيتُمْ بِغَيْرِكُمْ» قَالَ : «فَسُقُوا فِي ذلِكَ الْعَامِ وَلَمْ يُسْقَوْا ۴ مِثْلَهُ قَطُّ» .

1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۶۳ (سبط).

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۴۰.

3.في بعض نسخ الكافي: «هم».

4.في الطبعة القديمة وبعض نسخ الكافي: «وما لم يسقوا».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 264118
صفحه از 607
پرینت  ارسال به