شرح
السند ضعيف.
قوله: (إنّ للّه ـ تبارك وتعالى ـ عبادا ميامين) جمع ميمون (ومياسير) جمع موسر.
قال الفيروزآبادي: «اليُمن ـ بالضمّ ـ : البركة، كالميمنة. يمن ـ كعلم وعنى وجعل وكرم ـ فهو ميمون. الجمع: أيامن، وميامين». ۱
وقال: «اليُسر ـ بالضمّ وبضمّتين ـ واليسار: السهولة، والغنى. وأيسر إيسارا ويسرا: صار ذا غنى، فهو موسر. الجمع: مياسير. واليُسر: ضدّ العُسر». ۲
(يعيشون ويعيش الناس في أكنافهم).
قال في القاموس: «العيش: الحياة. عاش يعيش عيشا ومعاشا. ورجلٌ عايش: له حالة حسنة». ۳
وقال: «أنت في كنف اللّه ـ محرّكة ـ : في حِرزه، وستره، وهو الجانب، والظلّ، والناحية. ومن الطير: جناحه». ۴
(وهم في عباده بمنزلة القطر).
القطر ـ بالفتح ـ : المطر. الجمع: قطار. والقطر أيضا: ما قطرع جمع قطرة. شبّههم بالمطر، أو الماء المتقاطر في النفع وإيصال الخير.
(وللّه ـ عزّ وجلّ ـ عباد ملاعين) جمع ملعون.
(مناكير) جمع منكر، بفتح الكاف.
وقيل: المراد به هنا الشديد الغيظ الذي يتنفّر عنه الناس. ۵
وقال في القاموس: «لعنه ـ كجعله ۶ ـ : طرده، وأبعده، فهو لعين وملعون. الجمع: ملاعين». ۷
وقال: «أنكره: جهله. والمنكر: ضدّ المعروف. وقال: المنكر، كمكرم، جمعه مناكير». ۸
(وهم في عباده بمنزلة الجراد) بفتح الجيم.
وتشبيههم بالجراد في الإضرار وإيصال المكروه.
قال الجوهري: «الجراد: معروف. الواحدة: جرادة، يقع على الذكر والاُنثى. وليس الجراد [بذكر] للجرادة، وإنّما هو اسم جنس كالبقر والبقرة». ۹
(لا يقعون) أي لا يسقطون.
(على شيء إلّا أتوا عليه) أي ضيّعوه وأهلكوه وأفسدوه.
قال الفيروزآبادي: «أتى عليه الدهر: أهلكه». ۱۰
والحاصل: أنّ الناس مختلفون متفاوتون في اليُمن واليُسر، والبركة، وإيصال النفع إلى أنفسهم وإلى الخلق، وأضدادها، فمنهم أهل الخير والنفع، كقطر المطر يوسّع اللّه عليهم في المعيشة، يتوسّعون بها ويوسّعون على الناس، ويعيش الخلق في كنفهم وحمايتهم، ومنهم من هو بضدّ ذلك الأخير، فيهم مطرودون مبعدون من رحمته تعالى، لا يتأتّى منهم المعروف، لا لأنفسهم ولا لغيرهم. والغرض من هذا الحديث ليس مجرّد الإخبار، بل الترغيب والتحريص في الاتّصاف بصفات الفرقة الاُولى، والتأسّي بهم، والتحلّي بكمالاتهم وفضائلهم، والتحذير عن التدنّس بأدناس الفرقة الثانية، والاحتراز منهم، والتخلّي عن نقائصهم ورذائلهم.
1.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۷۸ (يمن) مع التلخيص.
2.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۶۳ (يسر) مع التلخيص.
3.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۸۰ (عيش) مع التلخيص.
4.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۹۲ (كنف) مع التلخيص.
5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۲۳.
6.في المصدر: «كمنعه».
7.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۶۷ (لعن).
8.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۴۸ (نكر) مع التلخيص.
9.الصحاح، ج ۲، ص ۴۵۶ (جرد).
10.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۹۷ (أتى) مع التلخيص.