363
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

شرح:

قوله: (يحيى الحلبي) بالإسناد السابق.
(عن أبي المستهلّ).
الظاهر أنّه الكميت، وهو ممدوح، فالسند حسن، بعيد أن يُراد به حمّاد بن أبي العطّار، أو سلمة، وهما مجهولان، فالسند مجهول.
(عن سليمان بن خالد).
قال العلّامة رحمه الله في الخلاصة:
سليمان بن خالد بن دهقان بن نافلة، مولى عفيف أبو الربيع الأقطع، خرج مع زيد، فقطعت إصبعه، ولم يخرج من أصحاب أبي جعفر عليه السلام غيره ثقة صاحب قرآن. وقال البرقي: سليمان بن خالد البجلي الأقطع، كوفي، كان خرج مع زيد بن علي، فأفلت. وفي كتاب سعد: أنّه خرج مع زيد فأفلت، فمنَّ اللّه عليه وتاب ورجع بعد [ذلك]، وكان فقيها وجيها، روى عن الصادق عليه السلام والباقر عليه السلام : وكان الذي قطع يده يوسف بن عمر بنفسه. وقال النجاشي: «فقطعت يده بدل إصبعه، وقال: إنّه ثقة، مات في حياة أبي عبداللّه عليه السلام ، فتوجّع لفقده، ودعى لولده، وأوصى بهم أصحابه. ۱
(قال: سألني أبو عبداللّه عليه السلام فقال: ما دعاكم إلى الموضع الذي وضعتم فيه زيدا)أي دفنتم فيه جثّة زيد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام . وهذا الاستفهام منه عليه السلام من باب التعيير والتوبيخ لهم على ذلك؛ لأنّه آل إلى أن أخرجوه وأحرقوه.
روى بعض الأفاضل عن السُّدّي عن أشياخه: أنّ زيد بن عليّ ومحمّد بن عُمَر بن عليّ بن أبي طالب وداود بن عليّ بن عبداللّه بن العبّاس دخلوا على خالد بن عبداللّه القسري ـ وهو وال على العراق ـ فأكرمهم، وأجازهم، ورجعوا إلى المدينة، فلمّا ولّى يوسف بن عُمَر ۲ العراق، وعُزِل خالد، كتب إلى هشام بن عبد الملك يخبره بقدومهم على خالد، وأنّه أحسن جوائزهم، وابتاع من زيد أرضا بعشرة آلاف دينار، ثمّ ردَّ الأرض إليه، فكتب هشام إلى واليه بالمدينة أن يسرّحهم إليه ففعل، فلمّا دخلوا عليه سألهم عن القصّة، فقالوا: أمّا الجوائز فنعم، وأمّا الأرض فلا، فأحلفهم فحلفوا له، فصدّقهم وردّهم مكرمين، وقال وهب بن منبّة: جرت بين زيد بن علي وبين عبداللّه بن الحسن بن الحسن خشونة تسابّا فيها، وذكرا اُمّهات الأولاد، فقدم زيد على هشام بهذا السبب، فقال له هشام: بلغني أنّك تذكر الخلافة ولست هناك؟ فقال: ولِمَ؟ فقال: لأنّك ابن أَمَة، فقال: قد كان إسماعيل عليه السلام ابن أَمَة، فضربه هشام ثمانين سوطا. وذكر ابن سعد عن الواقدي: إنّ زيد بن عليّ قدم على هشام، ورفع إليه دينارا كثيرا وحوائج، ولم يقض منها شيئا، فأسمعه هشام كلاما غليظا، فخرج من عند هشام وقال: ما أحبَّ أحدٌ الحياة إلّا ذلّ. ثمّ مضى إلى الكوفة، وبها يوسف بن عمر عامل هشام. قال الواقدي: وكان دَينه خمسمائة آلاف درهم، فلمّا قُتل قال هشام: ليتنا قضيناها فكان أهون ممّا صار إليه. قال الواقدي: وبلغ هشام بن عبد الملك مقام زيد بالكوفة، فكتب إلى يوسف بن عمر: أن أشخص زيد إلى المدينة، فإنّي أخاف أن يخرجه أهل الكوفة؛ لأنّه حُلْو الكلام لَسِنٌ مع ما فيه من قرابة رسول اللّه صلى الله عليه و آله . فبعث يوسف بن عمر إلى زيد يأمره بالخروج إلى المدينة، وهو يتعلّل عليه، والشيعة تتردّد إليه، فأقام زيد بالكوفة خمسة أشهر ويوسف بن عمر مُقيم بالحيرة، فبعث إليه يقول: لابدّ من إشخاصك، فخرج يريد المدينة وتبعه الشيعة يقولون: أين تذهب ومعك منّا مائة ألف يضربون دونك بسيوفهم، ولم يزالوا به حتّى رجع إلى الكوفة، فبايعه جماعة منهم سلمة بن كهيل ومنصور بن خزيمة في آخرين، فقال له داود بن علي: يابن عمّ، لا يغرنّك هؤلاء من نفسك، ففي أهل بيتك لك أتمّ العبرة، وفي خذلانهم إيّاهم كفاية، ولم يزَل به حتّى شخص إلى القادسيّة، فتبعه جماعة يقولون له: ارجع فأنت المهديّ، وداود يقول: لا تفعل، فهؤلاء قتلوا أخاك وإخوتك وفعلوا ما فعلوا، فبايعه خمسة عشر ألفا على [نصر] كتاب اللّه وسنّة رسوله وجهاد الظالمين ونصر المظلومين وإعطاء المحرومين ونصرة أهل البيت على عدوّهم، فأقام مختفيا على هذا سبعة عشر شهرا، والناس ينتابونه من الأمصار والقرى، ثمّ أذِنَ للناس بالخروج، فتقاعد عنه ممّن بايعه وقالوا: إنّ الإمام جعفر بن محمّد بن علي، فواعد مَن وافقه على الخروج في أوّل ليلة من صفر سنة اثنتين وعشرين ومائة، فخرج فوافى إليه مائتا رجل وعشرون رجلاً، فقال: سبحان اللّه أين القوم؟ فقالوا: في المسجد محصورون. وجاء يوسف بن عُمر في جُموع أهل الشام، فاقتتلوا، فهزمهم زيد ومن معه، فجاءه سهمٌ في جبهته، فوقع، فأدخلوه بيتا، ونزعوا السهم من وجهه، فمات، وجاؤوا به إلى نهر، فأسكروا الماء، وحفروا له ودفنوه، وأجروا عليه الماء، وتفرّق الناس، وتوارى ولده يحيى بن زيد، فلمّا سكن الطلب خرج في نفر من الزيديّة إلى خراسان، وجاء واحد ممّن حضر دفن زيد إلى يوسف بن عمر، فدلّه على قبره، فنبشه وقطع رأسه، وبعث به إلى هشام، فنصبه على باب دمشق، ثمّ أعاده إلى المدينة ونصبه بها، ونصب يوسف بن عُمَر بدنه بالكوفة حتّى مات هشام بن عبد الملك، وقام الوليد فأمر به فاُحرق. وقيل: إنّ هشاما أحرقه، فلمّا ظهر بنو العبّاس على بني اُميّة نبش عبد الصمد بن علي. وقيل: عبداللّه بن علي هشام بن عبد الملك، فوجده صحيحا، فضربه ثمانين سوطا، وأحرقه بالنار، كما فعل بزيد، وكان سنّه يوم قُتِلَ اثنين وأربعين سنة.
وقيل: إنّ مقتله كان سنة اثنتين وعشرين ومائة. وقال الواقدي: سنة ثلاث وعشرين ومائة يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر. وقيل: سنة عشرين. وقيل: سنة إحدي وعشرين. ۳
(قال: قلت: خصال ثلاث، أمّا إحداهنّ فقلّة من تخلّف) أي تأخّر وبقى.
(معنا) أي من أتباع زيد؛ لأنّ بعضهم قُتل وبعضهم هرب.
(إنّما كنّا) مع جنازته (ثمانية نفر).
(وأمّا الاُخرى) أي الخصلة الأُخرى من الثلاث.
(فالذي تخوّفنا) أي الذي خفناه عليه وعلى أنفسنا.
وقوله: (من الصبح) أي من طلوعه، بيان للموصول. قال الجوهري: «تخوّفت عليه الشيء أي خفت». ۴
وقوله: (أن يفضحنا) أي بأن يفضحنا، وكشف سرّنا، معلّق بالتخوّف. يُقال: فضحه فافتضح: إذا انكشفت مساويه. والاسم: الفضيحة.
(وأمّا الثالثة فإنّه) أي المدفن الذي دفنّاه فيه.
(كان مضجعه الذي كان سبق إليه).
في بعض النسخ: «سيقَ إليه» بالياء المثنّاة التحتانيّة، ولعلّ المراد أنّ هذا المضجع والمدفن هو المنزل الذي نزل فيه أوّلاً، أو مقتله الذي كان قُتل فيه، أو أنّه كان مضجعه ومدفنه في العلم الأزلي، وسبق ذلك في علم اللّه ، أي هكذا قدّر وقضى.
(فقال: كم إلى الفرات) من المسافة.
والفرات ـ كغراب ـ : نهرٌ بالكوفة.
(من الموضع الذي وضعتموه فيه) أي دفنتم زيدا في ذلك الموضع.
(قلت: قذفة حجر) إلى قوله: (كان أفضل).
القذف بالحجر: الرمي به. والمرّة: قذفة.
والوِقر ـ بالكسر ـ : الحِمل الثقيل، أو الأعمّ. ومنه أوقر الدابّة إيقارا، أي ثقل حملها.
(فقلت: جُعلت فداك، لا واللّه ما طقنا) أي ما قدرنا.
(لهذا) إشارة إلى ما ذكر من الإيقار بالحجر، والقذف في الفرات. قال الفيروزآبادي في الأجوف الواوي: «الإطاقة: القدرة على الشيء. وقد طاقه طوقا وأطاقه عليه، والاسم: الطاقة». ۵
وبهذا ظهر فساد ما قيل من أنّ الظاهر: «ما أطقنا» بالهمزة، ثمّ أراد عليه السلام أن ينبّه بتخطئة من خرج مع زيد، وأنّهم خالفوا حكم كتاب اللّه بتخلية الاُسراء في أثناء الحرب، أو بأنّهم لم يكونوا مستأهلين للخروج؛ لجهلهم، كما يستفاد من أخبار اُخر. ۶
(فقال: أيّ شيء كنتم) أي على أيّة حالة وأيّة صفة كنتم.
(يوم خرجتم مع زيد)؛ لمحاربة بني اُميّة.
(قلت: مؤمنين) أي كنّا يومئذٍ مؤمنين.
(قال: فما كان عدوّكم) أي فما كان حالهم وصفتهم.
(قلت: كفّارا) أي كانوا كفرة.
(قال: فإنّي أجد في كتاب اللّه عزّ وجلّ).
الفاء فصيحة.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذا لَقِيْتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا).
كذا في النسخ، وفي سورة القتال صدر الآية: «فَإِذا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا»۷ ، فلعلّ تقديرها هنا ب«يا أيّها الذين آمنوا» لبيان أنّ هذا الخطاب مع المؤمنين، ويحتمل أن يكون في مصحفهم عليهم السلام كذلك. وقيل: لعلّه من النسّاخ. ۸
هذا والمشهور بين المفسّرين أنّ المراد بلقاء الكفّار لقاؤهم في القتال. ۹ وقيل: في دار الحرب. ۱۰
«فَضَرْبَ الرِّقَابِ» .
قيل: أي فاضربوا أعناقهم. ۱۱
وقيل: هذا تعليم القتل، وكناية عنه، والتعبير به عن القتل إشعارٌ بأنّه ينبغي أن يكون بضرب الرقبة حيث أمكن، وتصوير له بأشنع صورة. ۱۲
وقيل: كناية عن القتل بالسلاح وضرب الرِّقاب، مصدر مضاف إلى المفعول، وأصله: فاضربوا الرِّقاب ضربا، فحذف الفعل، واُقيم المصدر مقامه، واُضيف إلى المفعول اختصارا. ۱۳
«حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ» أي ظفرتم بهم، وأكثرتم القتل فيهم وأغلظتموه. قال الفيروزآبادي:
ثخن ـ ككرم ـ ثخونة وثخانة وثَخَنا، وكعنب، غلظ، وصلب، فهو ثخين. وأثخن في العدوّ: بالغ الجراحة فيهم. وفلانا: أوهنه. و «حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ» أي غلبتموهم، وكثر فيهم الجراح. ۱۴
«فَشُدُّوا الْوَثَاقَ» أي فأسروهم، واحفظوهم، وشدّوهم بالحبال والسّيور المُحكمة الوثيقة. والوثاق ـ بالفتح والكسر ـ : ما يوثق به.
«فَإِمَّا مَنّا بَعْدُ» أي بعد شدّ الوثاق.
«وَإِمَّا فِدَاءً» أي: وإمّا أن تمنّوا عليهم منّا بعفو من غير عوض، وإمّا أن تفادوهم أو تفدوهم فداءً بمال. وقيل: منّا بالعتق أو فداء بالبيع. ۱۵ والفداء هاهنا مصدر فادى، فهو ممدود مكسور، وإن كان مِن فديته جاز فيه المدّ مفتوحا ومكسورا ومضموما، وجاز القصر مفتوحا لا غير، وقد قرئ فَدا كعصا.
«حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا» .
في القاموس: «الوِزر ـ بالكسر ـ : الإثم، والثقل، والسلاح، والحمل الثقيل. الجمع: «أوزار». ۱۶
وقال البيضاوي:
آلاتها وأثقالها التي لا تقوم إلّا بهما، كالسلاح والكراع، أي ينقضي الحرب ولم يبق إلّا مسلم أو مسالم. وقيل: آثامها. والمعنى: حتّى تضع أهل الحرب شركهم ومعاصيهم، وهو غاية للضرب، أو الشداد، أو المنّ والفداء، أو للمجموع، بمعنى أنّ هذه الأحكام جارية فيها حتّى لا يكون حرب مع المشركين بزوال شوكتهم. وقيل: فيها عيسى، انتهى. ۱۷
وقال بعض المفسّرين: «الحرب هنا جمع حارب، فلا يحتاج حينئذٍ إلى إضمار الأهل». ۱۸ وقال:
في النسخ أقوال؛ قال بعضهم: الآية منسوخة وهي في أهل الأوثان لا تجري؛ لأنّه لا يجوز أن يفادوا، ولا أن يمنّ عليهم، والناسخ لها: اقتلوا المشركين. وقال بعضهم: هي ناسخة، ولا يجوز أن يقتلوا الأسير، ولكن يمنّ عليه أو يُفادى. وقال بعضهم: لا يجوز الأسر إلّا بعد الإثخان أو القتل، فإذا أسر العدوّ بعد ذلك فللإمام أن يحكم فيه بما يرى من قتل أو منّ أو مفاداة. ۱۹
وقال الشهيد رحمه الله في الدروس:
أمّا الأسارى فالإناث والأطفال يملكون بالسبي مطلقا، والذكور البالغون يُقتلون حتما إن اُخذوا، ولمّا تضع الحرب أوزارها إلّا أن يسلموا، وإن اُخذوا بعد الحرب تخيّر الإمام فيهم بين المنّ والفداء والاسترقاق. ومنع في المبسوط ۲۰ من استرقاق مَن لا يقرّ على دينه، كما لو ثنى، بل يمنّ عليه أو يُفادى، وتبعه الفاضل ۲۱ . ۲۲
(فابتدأتم أنتم بتخلية من أسرتم) أي كان حكم اللّه أن تقتلوا مَنْ أسرتم في أثناء الحرب، وأنتم خلّيتموهم بعد الأسر، والحرب قائمة، ولم تقتلوهم، ولذلك ظفروا عليكم، وصرتم مغلوبين. ثمّ قال عليه السلام على سبيل التعجّب: (سبحان اللّه ، ما استطعتم أن تسيروا بالعدل ساعة).
المراد بالعدل الحقّ الذي لا إفراط فيه ولا تفريط أصلاً.

1.خلاصة الأقوال، ص ۱۵۳، الرقم ۲. وانظر: رجال النجاشي، ص ۱۸۳، الرقم ۴۸۴.

2.في المصدر: «عمرو».

3.الناقل هو العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۲۵ ـ ۲۲۷.

4.الصحاح، ج ۴، ص ۱۳۵۹ (خوف).

5.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۶۱ (طوق).

6.اُنظر: مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۲۸.

7.محمّد (۴۷): ۴.

8.قاله العلّامة المجلسي رحمه اللهفي مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۲۸.

9.اُنظر: الكشّاف، ج ۳، ص ۵۳۰؛ تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۱۸۹.

10.ذهب إليه النيسابوري في تفسير غرائب القرآن، ج ۶، ص ۱۲۹.

11.ذهب إليه الشيخ الطوسي رحمه الله في التبيان، ج ۹، ص ۲۹۱.

12.ذهب إليه الزمخشري في الكشّاف، ج ۳، ص ۵۳۰؛ والبيضاوي في تفسيره، ج ۵، ص ۱۸۹.

13.ذهب إليه الشيخ الطبرسي رحمه الله في مجمع البيان، ج ۹، ص ۱۶۰.

14.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۰۶ (ثخن).

15.ذهب إليه الطبرسي رحمه الله في جامع البيان، ج ۲۶، ص ۲۶.

16.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۵۴ (وزر).

17.تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۱۸۹.

18.ذهب إليه الثعلبي في تفسيره، ج ۹، ص ۳۰.

19.اُنظر: التبيان، ج ۹، ص ۲۹۱؛ معالم التنزيل، ج ۴، ص ۲۰۹.

20.المبسوط، ج ۲، ص ۲۰.

21.مختلف الشيعة، ج ۴، ص ۴۲۲ و ۴۲۳.

22.الدروس الشرعيّة، ج ۲، ص ۳۶، الدرس ۱۳۰.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
362

متن الحديث الخمسين والثلاثمائة

۰.يَحْيَى الْحَلَبِيُّ۱، عَنْ أَبِي الْمُسْتَهِلِّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ : سَأَلَنِي أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، فَقَالَ : «مَا دَعَاكُمْ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعْتُمْ فِيهِ زَيْدا؟».
قَالَ : قُلْتُ : خِصَالٌ ثَلَاثٌ ، أَمَّا إِحْدَاهُنَّ فَقِلَّةُ مَنْ تَخَلَّفَ مَعَنَا ، إِنَّمَا كُنَّا ثَمَانِيَةَ نَفَرٍ ، وَأَمَّا الْأُخْرى فَالَّذِي تَخَوَّفْنَا مِنَ الصُّبْحِ أَنْ يَفْضَحَنَا ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَإِنَّهُ كَانَ مَضْجَعَهُ الَّذِي كَانَ ۲ سَبَقَ إِلَيْهِ .
فَقَالَ : «كَمْ إِلَى الْفُرَاتِ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعْتُمُوهُ فِيهِ؟».
قُلْتُ : قَذْفَةُ حَجَرٍ .
فَقَالَ : «سُبْحَانَ اللّهِ ، أَفَلَا كُنْتُمْ أَوْقَرْتُمُوهُ حَدِيدا وَقَذَفْتُمُوهُ فِي الْفُرَاتِ وَكَانَ أَفْضَلَ؟».
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، لَا وَ اللّهِ مَا طُقْنَا لِهذَا .
فَقَالَ : «أَيَّ شَيْءٍ كُنْتُمْ يَوْمَ خَرَجْتُمْ مَعَ زَيْدٍ؟» قُلْتُ ۳ : مُؤْمِنِينَ .
قَالَ : «فَمَا كَانَ عَدُوُّكُمْ؟» قُلْتُ : كُفَّارا ، قَالَ : «فَإِنِّي أَجِدُ فِي كِتَابِ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا «فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمّا فِداءً حَتّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها»۴ فَابْتَدَأْتُمْ أَنْتُمْ بِتَخْلِيَةِ مَنْ أَسَرْتُمْ ، سُبْحَانَ اللّهِ، مَا اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَسِيرُوا بِالْعَدْلِ سَاعَةً» .

1.السند معلّق، ويروي عن يحيى الحلبي محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد و الحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد.

2.في بعض نسخ الكافي و شرح المازندراني والوافي: - «كان».

3.في بعض نسخ الكافي: «فقلت».

4.محمّد (۴۷): ۴.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 264199
صفحه از 607
پرینت  ارسال به