383
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث الثالث والستّين والثلاثمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ : «وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوما فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطانا فَلا يُسْرِفْ فِى الْقَتْلِ»۱ ؟
قَالَ : «نَزَلَتْ فِي الْحُسَيْنِ عليه السلام ، لَوْ قُتِلَ أَهْلُ الْأَرْضِ بِهِ مَا كَانَ سَرَفا» .

شرح

السند ضعيف.
قوله: (قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ) في سورة بني إسرائيل: «وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوما» .
قال البيضاوي:
أي غير مستوجب للقتل «فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ» للّذي يلي أمره بعد وفاته وهو الوارث «سُلْطَانا» : تسلّطا بالمؤاخذة بمقتضى القتل على من عليه، أو بالقصاص على القاتل؛ فإنّ قوله: «مظلوما» يدلّ على أنّ القتل عمدا [عدوان]؛ فإنّ الخطأ لا يسمّى ظلما.
«فَلَا يُسْرِفْ» أي القاتل.
«فِي الْقَتْلِ» بأن يقتل من لا يستحقّ قتله؛ فإنّ العاقل لا يفعل ما يعود عليه بالهلاك، أو الوليّ بالمثلة، أو قتل غير القاتل.
«إِنَّهُ كَانَ مَنصُورا» علّة النهي على الاستئناف. والضمير إمّا للمقتول؛ فإنّه منصور في الدُّنيا بثبوت القصاص بقتله وفي الآخرة بالثواب، وإمّا لوليّه؛ فإنّ اللّه نصره حيث أوجب القصاص له، وأمر الولاة بمعونته، وإمّا للّذي يقتله الوليّ إسرافا بإيجاب القصاص أو التعزير، والوزر على المسرف. ۲
(قال: نزلت في الحسين عليه السلام ، لو قُتل) على البناء للمفعول.
(أهل الأرض به) أي بسبب قتله.
(ما كان سرفا).
في القاموس: «السَرَف ـ محرّكة ـ : ضدّ القصد، والإغفال، والخطأ. سرفه ـ كفرح ـ : أغفله، وجهله». ۳
ولعلّ في قراءتهم عليهم السلام : «لا يسرف» بالرفع، بأن تكون «لا» نافية، أي لا يسرفُ وليّ دم الحسين عليه السلام لو قتل أهل الأرض جميعا بدمه.
ولعلّ المراد بأهل الأرض العصابة التي اجتمعت على حربه وقتله، والتي سمعت بذلك فرضيت به.
وقيل: على تقدير كون «لا» في «لا يسرف» للنهي لا يبعد أن يحمل الإنشاء على الخبر، كما يحمل الخبر على الإنشاء في كثير من المواضع. ۴
وقال بعض الأفاضل:
لعلّ مراده عليه السلام إثبات المعنى الأوّل ـ الذي نقلناه عن البيضاوي في تفسير «فَلَا يُسْرِف فِّى الْقَتْلِ» ـ ونفى المعنى الثاني، أي ليس في القصاص هاهنا إسراف، وإن قتل جميع الناس به، بل سمّى اللّه قتله إسرافا. ۵

1.الإسراء (۱۷): ۳۳.

2.تفسير البيضاوي، ج ۳، ص ۴۴۴ مع التلخيص.

3.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۵۱.

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۵۱ مع اختلاف يسير في اللفظ.

5.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۳۸.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
382

متن الحديث الثاني والستّين والثلاثمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :إِنَّ أَوَّلَ مَا عَرَفْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام أَنِّي رَأَيْتُ رَجُلًا دَخَلَ مِنْ بَابِ الْفِيلِ ، فَصَلّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، فَتَبِعْتُهُ حَتّى أَتى بِئْرَ الزَّكَاةِ وَهِيَ عِنْدَ دَارِ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ، وَإِذَا بِنَاقَتَيْنِ مَعْقُولَتَيْنِ وَمَعَهُمَا غُلَامٌ أَسْوَدُ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَنْ هذَا؟ فَقَالَ ۱ : هذَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، فَدَنَوْتُ إِلَيْهِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، وَقُلْتُ لَهُ : مَا أَقْدَمَكَ بِلَادا قُتِلَ فِيهَا أَبُوكَ وَجَدُّكَ؟
فَقَالَ : «زُرْتُ أَبِي ، وَصَلَّيْتُ فِي هذَا الْمَسْجِدِ» ثُمَّ قَالَ : «هَا ۲ هُوَ ذَا وَجْهِي، صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ» .

شرح

السند ضعيف.
قوله: (دخل من باب الفيل) من أبواب مسجد الكوفة.
قيل: كان هذا الباب مشتهرا بباب الثعبان؛ لدخول الثعبان الذي كلَّم أمير المؤمنين عليه السلام منه، وحكايته مشهورة بين الخاصّة والعامّة مسطورة في كتب الفريقين. ۳ ثمّ إنّ بني اُميّة لإخفاء معجزته عليه السلام ربطوا هناك فيلاً فاشتهر بذلك. ۴
(حتّى أتى بئر الزكاة) بالزاي المعجمة. وفي بعض النسخ بالرّاء المهملة.
(وإذا بناقتين معقولتين) أي وإذا أنا بناقيتين مشدودتين، والظاهر لعليّ بن الحسين عليهماالسلام.
(ثمّ قال) يعني عليّ بن الحسين عليهماالسلام: (ها هو ذا وجهي) كلمة تنبيه.
وقوله: «هو» ضمير الشأن، والجملة بعده مفسّرة له، و«ذا» إشارة إلى طريق المدينة.
ووجه كلّ شيء: مستقبله. والوجه أيضا: الجهة. والمعنى: إنّي أتوجّه إلى المدينة، ولا أتوقّف هنا.
وأمّا قوله: (صلّى اللّه عليه) فالظاهر أنّه من كلام الراوي.
وقيل: يحتمل أن يكون من كلامه عليه السلام ، حيث أشار إلى طريق المدينة، فصلّى على النبيّ صلى الله عليه و آله . ۵

1.في بعض نسخ الكافي: «قال».

2.في بعض نسخ الكافي والوافي ومرآة العقول: - «ها».

3.اُنظر: الإرشاد للمفيد، ج ۱، ص ۳۴۹؛ عيون المعجزات، ص ۷؛ مطالب السؤول، ص ۴۰۹؛ الدرّ النظيم، ص ۳۰۳.

4.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۳۷.

5.نقله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۵۱ بعنوان «قيل».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238477
صفحه از 607
پرینت  ارسال به