387
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

البضاعة المزجاة المجلد الثالث
386

متن الحديث الخامس والستّين والثلاثمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَاتِمٍ ، قَالَ :كُنَّا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَاضْطَرَبَتِ الْأَرْضُ ، فَوَحَاهَا ۱ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ لَهَا : «اسْكُنِي ، مَا لَكِ؟» ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا ، وَقَالَ : «أَمَا إِنَّهَا لَوْ كَانَتِ الَّتِي قَالَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَأَجَابَتْنِي ، وَلكِنْ ۲ لَيْسَتْ بِتِلْكَ» .

شرح

السند ضعيف.
قوله: (فوحاها بيده).
لعلّه من باب الحذف والإيصال، أي أشار إليها. قال الجوهري: «الوحي: الإشارة، والكتابة، والرسالة، والإلهام، والكلام الخفيّ، وكلّ ما ألقيته إلى غيرك. يُقال: وحيت إليه الكلام، وأوحيتُ، وهو أن تكلّمه بكلام تخفيه». ۳
وفي بعض النسخ: «فوجأها» بالجيم، قال الفيروزآبادي في باب المهموز: «وجأه باليد والسّكين، كوضعه: ضربه». ۴
(ثمّ قال لها: اسكني ما لكِ)
كلمة «ما» استفهاميّة، والظاهر أنّها سكنت بعد هذا القول، ولكنّها لم تجب عنه.
(ثمّ التفت إلينا وقال) أي بيّن علّة عدم إجابتها بقوله: (أمّا إنّها) أي الأرض (لو كانت التي قال اللّه لأجابتني)
الجملة الشرطيّة خبر «إنّ» أي لو كانت الأرض على الحالة التي خبّر اللّه ـ عزّ وجلّ ـ عنها بقوله: «إِذَا زُلْزِلَتْ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا» إلى قوله: «يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا»۵ لأجابتني بلسان القال.
(ولكن ليست) الأرض بعدُ (بتلك) الحالة، وهي زلزلة القيامة.
ويستفاد من هذا الخبر أنّ المراد بالإنسان في قوله تعالى: «وَقَالَ الْاءِنسَانُ مَا لَهَا» أمير المؤمنين عليه السلام ، وفي بعض الأخبار ۶
تصريح بذلك، وأنّ المراد بقوله: «تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا» التحدّث بما لأجله زلزالها، وأنّ التحدّث بلسان القال لا بلسان الحال.
وقيل: إنّها تحدّث بما لأجله إخراج أثقالها. ۷ وقيل: ينطقها اللّه ، فتخبر بما عمل عليها. ۸
روى الصدوق رحمه الله في كتاب العلل بإسناده عن هارون بن خارجة، رفعه إلى فاطمة عليهاالسلام، قالت: «أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر، وفزع الناس إلى أبي بكر وعمر، فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى عليّ عليه السلام ، فتبعهما الناس إلى أن انتهوا إلى باب عليّ عليه السلام ، فخرج إليهم عليّ عليه السلام غير مكترث لما هم فيه، فمضى وتبعه الناس حتّى انتهى إلى تلعة، فقعد عليها وقعدوا حوله، وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتجّ جائيةً وذاهبة، فقال لهم عليّ عليه السلام : كأنّكم قد هالكم ما ترون؟ قالوا: وكيف لا يهوّلنا ولم نرَ مثلها قطّ. قالت: فحرَّك شفتيه، ثمّ ضرب الأرض بيده، ثمّ قال: ما لكِ اسكني! فسكنت، فعجبوا من ذلك أكثر من تعجّبهم أوّلاً حيث خرج إليهم، قال لهم: فإنّكم قد عجبتم من صنيعي؟ قالوا: نعم، فقال: أنا الرجل الذي قال اللّه : «إِذَا زُلْزِلَتْ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتْ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْاءِنسَانُ مَا لَهَا» فأنا الإنسان الذي يقول لها ما لكِ: «يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا» إيّاي تحدّث». ۹

1.في الوافي: «فدحاها».

2.في بعض نسخ الكافي والوافي: «ولكنّها».

3.الصحاح، ج ۶، ص ۲۵۱۹ (وحي).

4.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۳۱ (وجأ).

5.. الزلزلة (۹۹): ۱ ـ ۴.

6.اُنظر: تفسير القمّي، ج ۲، ص ۴۳۳؛ الخرائج والجرائح، ج ۱، ص ۱۷۷.

7.نقله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۳۴.

8.نقله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۳۴.

9.علل الشرائع، ج ۲، ص ۵۵۶، الباب ۳۴۳، ح ۸.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 264371
صفحه از 607
پرینت  ارسال به