389
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث السابع والستّين والثلاثمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ۱أَبِي جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ ، عَنْ سَلَامِ بْنِ الْمُسْتَنِيرِ :عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : قَالَ : «إِنَّ ۲ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام لَمَّا انْقَضَتِ الْقِصَّةُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَعَائِشَةَ بِالْبَصْرَةِ ، صَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللّهَ وَأَثْنى عَلَيْهِ ، وَصَلّى عَلى رَسُولِ اللّهِ عليه السلام ، ثُمَّ قَالَ :
يَا ۳ أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ تَفْتِنُ النَّاسَ بِالشَّهَوَاتِ ، وَتُزَيِّنُ لَهُمْ بِعَاجِلِهَا ، وَايْمُ اللّهِ إِنَّهَا لَتَغُرُّ مَنْ أَمَّلَهَا ، وَتُخْلِفُ مَنْ رَجَاهَا ، وَسَتُورِثُ ۴ أَقْوَاما النَّدَامَةَ وَالْحَسْرَةَ بِإِقْبَالِهِمْ عَلَيْهَا ، وَتَنَافُسِهِمْ فِيهَا، وَحَسَدِهِمْ وَبَغْيِهِمْ عَلى أَهْلِ الدِّينِ وَالْفَضْلِ فِيهَا ظُلْما وَعُدْوَانا وَبَغْيا وَأَشَرا وَبَطَرا ، وَبِاللّهِ إِنَّهُ مَا عَاشَ قَوْمٌ قَطُّ فِي غَضَارَةٍ مِنْ كَرَامَةِ نِعَمِ اللّهِ فِي مَعَاشِ دُنْيَا ، وَلَا دَائِمِ تَقْوى فِي طَاعَةِ اللّهِ وَالشُّكْرِ لِنِعَمِهِ ، فَأَزَالَ ذلِكَ عَنْهُمْ، إِلَا مِنْ بَعْدِ تَغْيِيرٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَتَحْوِيلٍ عَنْ طَاعَةِ اللّهِ ، وَالْحَادِثِ مِنْ ذُنُوبِهِمْ ، وَقِلَّةِ مُحَافَظَةٍ ، وَتَرْكِ مُرَاقَبَةِ اللّهِ ـ جَلَّ وَ عَزَّ ـ وَتَهَاوُنٍ بِشُكْرِ نِعَمِ ۵ اللّهِ ؛ لِأَنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ : «إِنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوْءا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ»۶ .
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْمَعَاصِي وَكَسَبَةَ الذُّنُوبِ إِذَا هُمْ حَذِرُوا زَوَالَ نِعَمِ ۷ اللّهِ وَ حُلُولَ نَقِمَتِهِ وَتَحْوِيلَ عَافِيَتِهِ ، أَيْقَنُوا أَنَّ ذلِكَ مِنَ اللّهِ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيهِمْ ، فَأَقْلَعُوا وَتَابُوا وَفَزِعُوا إِلَى اللّهِ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ بِصِدْقٍ مِنْ نِيَّاتِهِمْ ، وَإِقْرَارٍ مِنْهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَإِسَاءَتِهِمْ ، لَصَفَحَ لَهُمْ عَنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، وَإِذا لَأَقَالَهُمْ كُلَّ عَثْرَةٍ ، وَلَرَدَّ عَلَيْهِمْ كُلَّ كَرَامَةِ نِعْمَةٍ ، ثُمَّ أَعَادَ لَهُمْ مِنْ صَلَاحِ ۸ أَمْرِهِمْ ، وَمِمَّا كَانَ أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِمْ كُلَّ مَا زَالَ عَنْهُمْ وَأَفْسَدَ ۹ عَلَيْهِمْ ؛ فَاتَّقُوا اللّهَ أَيُّهَا النَّاسُ حَقَّ تُقَاتِهِ ، وَاسْتَشْعِرُوا خَوْفَ اللّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ ، وَأَخْلِصُوا الْنَّفْسَ ۱۰ ، وَتُوبُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبِيحِ مَا اسْتَفَزَّكُمُ الشَّيْطَانُ مِنْ قِتَالِ وَلِيِّ الْأَمْرِ وَأَهْلِ الْعِلْمِ بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَمَا تَعَاوَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ تَفْرِيقِ الْجَمَاعَةِ وَتَشَتُّتِ ۱۱ الْأَمْرِ وَفَسَادِ صَلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ ؛ إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ ، وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ۱۲ ، وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ» .

1.في أكثر نسخ الكافي: «نعمان».

2.في بعض نسخ الكافي: - «إنّ».

3.في بعض نسخ الكافي: - «يا».

4.في بعض نسخ الكافي: + «غدا».

5.في كلتا الطبعتين: «نعمة».

6.الرعد (۱۳): ۱۱.

7.في بعض نسخ الكافي وشرح المازندراني والوافي: «نعمة».

8.في بعض نسخ الكافي: «يصلح».

9.في الطبعة الجديدة وجميع النسخ التي قوبلت فيها: «وفسد».

10.في كلتا الطبعتين: «اليقين».

11.في بعض نسخ الكافي وشرح المازندراني والوافي: «وتشتيت».

12.في أكثر نسخ الكافي: «السيّئة».


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
388

متن الحديث السادس والستّين والثلاثمائة

۰.أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ أَبِي الْيَسَعِ ، عَنْ أَبِي شِبْلٍ ، قَالَ صَفْوَانُ : وَلَا أَعْلَمُ إِلَا أَنِّي قَدْ سَمِعْتُ مِنْ أَبِي شِبْلٍ، قَالَ :قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «مَنْ أَحَبَّكُمْ عَلى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَإِنْ لَمْ يَقُلْ كَمَا تَقُولُونَ» .

شرح

السند صحيح على الظاهر.
قوله: (قال صفوان: ولا أعلم إلّا أنّي قد سمعت من أبي شبل)؛ يعني قال صفوان بن يحيى: وأظنّ أنّي قد سمعت هذا الحديث من أبي شبل أيضا من غير واسطة.
(قال: قال أبو عبداللّه عليه السلام : من أحبّكم على ما أنتم عليه) مِن حبّ عليّ عليه السلام وأولاده المعصومين عليهم السلام ، ومتابعتهم، والتبرّي من أعدائهم.
(دخل الجنّة).
ولا شكّ في أنّ مَن أحبَّ أحدا على ولاية أهل البيت عليهم السلام كان معتقدا بها مذعنا إيّاها، وإن لم يظهرها باللِّسان، ولم يعمل بمقتضاها، ويلزمه دخول الجنّة بالعفو أو الشفاعة أو التوبة مع بقائه بتلك الحالة.
وأمّا قوله عليه السلام : (وإن لم يقل كما تقولون).
فيمكن حمله على القول باللِّسان.
وقال بعض الأفاضل: «يمكن حمله على المستضعفين ـ كما هو الظاهر ـ ويكون موافقا لبعض الأخبار الدالّة على أنّه يمكن أن يدخل بعض المستضعفين الجنّه». قال:
ويحتمل أن يكون المراد المستضعفين من الشيعة، بأن يكون «على» في قوله عليه السلام : «على ما أنتم عليه» تعليليّة، أي من أحبّكم لهذا الدِّين، وهذا يستلزم القول بحقّيّته، وحينئذٍ يكون المراد بقوله: «وإن لم يقل كما تقولون»: وان لم يستدلّ كما تستدلّون على مذهبكم، بل قال به على سبيل التقليد. ۱

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۴۰.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 264205
صفحه از 607
پرینت  ارسال به