متن الحديث السادس والستّين والثلاثمائة
۰.أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ أَبِي الْيَسَعِ ، عَنْ أَبِي شِبْلٍ ، قَالَ صَفْوَانُ : وَلَا أَعْلَمُ إِلَا أَنِّي قَدْ سَمِعْتُ مِنْ أَبِي شِبْلٍ، قَالَ :قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «مَنْ أَحَبَّكُمْ عَلى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَإِنْ لَمْ يَقُلْ كَمَا تَقُولُونَ» .
شرح
السند صحيح على الظاهر.
قوله: (قال صفوان: ولا أعلم إلّا أنّي قد سمعت من أبي شبل)؛ يعني قال صفوان بن يحيى: وأظنّ أنّي قد سمعت هذا الحديث من أبي شبل أيضا من غير واسطة.
(قال: قال أبو عبداللّه عليه السلام : من أحبّكم على ما أنتم عليه) مِن حبّ عليّ عليه السلام وأولاده المعصومين عليهم السلام ، ومتابعتهم، والتبرّي من أعدائهم.
(دخل الجنّة).
ولا شكّ في أنّ مَن أحبَّ أحدا على ولاية أهل البيت عليهم السلام كان معتقدا بها مذعنا إيّاها، وإن لم يظهرها باللِّسان، ولم يعمل بمقتضاها، ويلزمه دخول الجنّة بالعفو أو الشفاعة أو التوبة مع بقائه بتلك الحالة.
وأمّا قوله عليه السلام : (وإن لم يقل كما تقولون).
فيمكن حمله على القول باللِّسان.
وقال بعض الأفاضل: «يمكن حمله على المستضعفين ـ كما هو الظاهر ـ ويكون موافقا لبعض الأخبار الدالّة على أنّه يمكن أن يدخل بعض المستضعفين الجنّه». قال:
ويحتمل أن يكون المراد المستضعفين من الشيعة، بأن يكون «على» في قوله عليه السلام : «على ما أنتم عليه» تعليليّة، أي من أحبّكم لهذا الدِّين، وهذا يستلزم القول بحقّيّته، وحينئذٍ يكون المراد بقوله: «وإن لم يقل كما تقولون»: وان لم يستدلّ كما تستدلّون على مذهبكم، بل قال به على سبيل التقليد. ۱