421
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

شرح

السند ضعيف.
قوله: (إنّ من وراء اليمن وادٍ يُقال له: وادي برهوت).
في القاموس: «الوادي: مفرج [ما] بين جبال أو تلال أو آكام». ۱
وقال: «برهوت ـ كسُبروت، ورهبوت ـ : بئرٌ، أو وادي». ۲
وقال الجوهري:
برهوت ـ على مثال رهبوت ـ : بئر بحضرموت، يُقال: فيها أرواح الكفّار. وفي الحديث: «خير بئر في الأرض زمزم، وشرّ بئرٍ في الأرض برهوت». ۳ ويُقال: بُرْهوت، كسُبْرُوت. ۴
(ولا يجاور) بالراء المهملة.
(ذلك الوادي إلّا الحيّات السّود) بضمّ السين وسكون الواو: جمع أسود، ضدّ أبيض. ويحتمل كونه جمع أسود، بمعنى الحيّة العظيمة للمح الوصفيّة.
(والبوم) بالضمّ: طائر.
وقوله: (من الطير) حال منه للكشف والإيضاح.
(في ذلك الوادي [بئر] يُقال لها: بلهوت) كأنّه على وزان «برهوت».
(يُغدى ويُراح إليها بأرواح المشركين).
قيل: أي إذا ماتوا يؤتى بأرواحهم إليها كلّ صباحٍ ومساء. أو إن ماتوا صباحا يُؤتى بهم صباحا، وإن ماتوا مساءً يؤتى بهم مساءً، ثمّ يكونون دائما في ذلك الوادي. ۵
قال الفيروزآبادي: «الغُدوة ـ بالضمّ ـ : البكرة، أو ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس، كالغداة. وغدا عليه غدّوا وغدوة ـ بالضمّ ـ : بكّر». ۶
وقال: «الرواح: العشيّ، أو من الزوال إلى الليل. ورحنا: سرنا فيه، وعملنا فيه. ورحْتُ القوم وإليهم وعندهم روحا ورواحا: ذهبت إليهم رواحا». ۷
(يسقون من ماء الصديد).
قال الجوهري: «صديد الجُرح: ماؤه الرقيق المختلط بالدّم قبل أن تغلظ المدّة». ۸
وقال الفيروزآبادي: «الصديد: ماء الجرح الرقيق، والحميم اُغلي حتّى خثر» ۹ انتهى.
ولعلّ المراد هنا صديد أهل النار، كما يظهر من بعض الأخبار. ويحتمل أن يُراد به ماء تلك البئر الشبيه بالصديد.
(خلف ذلك الوادي قومٌ يُقال لهم: الذريح).
في القاموس: «الذريح: أبو حيّ». ۱۰
(لمّا أن بعث اللّه محمّدا صلى الله عليه و آله صاح عجل لهم).
في القاموس: «العجل ـ بالكسر ـ : ولد البقرة». ۱۱
وقوله: (فيهم) متعلّق ب «صاحَ».
(وضرب بذنبه).
قيل: يمكن أن يُراد بالضرب معناه الظاهري، وأن يُراد به الإشارة إلى تهامة، وأن يُراد به المشي إليها ليريهم سمتها، يُقال: ضرب فلانٌ بذنبه: إذا أسرع الذهاب في الأرض، كما صرّح به في النهاية ۱۲ . ۱۳
(فنادى فيهم: يا آل الذريح ـ بصوتٍ فصيح) متعلّق ب «نادى».
وقيل: يحتمل أن يكون متعلّقا بفعل محذوف، أي أقول مثلاً. ۱۴
والمراد بالصوت الفصيح الصوت الخالص المبيّن للمقصود، كما يتكلّم به الفصحاء من الناس.
(أتى رجل بتهامة).
في القاموس: «تهامة ـ بالكسر ـ : مكّة شرّفها اللّه تعالى، وأرضٌ معروف، لا بَلَد. ووهم الجوهري» ۱۵ انتهى. ۱۶
وقيل: هي ما بين ذات عرق على مرحلتين من وراء [مكّة]. ۱۷
(قالوا: لأمرٍ ما أنطق اللّه هذا العجل).
كلمة «ما» صفة أي لأمرٍ عظيم أنطقه اللّه .
(وحملوا من الزاد ما قذف اللّه في قلوبهم) أي ألقاه فيها ورماه بها.
(ثمّ رفعوا شراعها).
في القاموس: «شراع ـ ككتاب ـ : كالمِلأَة الواسعة فوق خشبة تصفقه الريح، فقضى بالسفينة. الجمع: أشرعة، وشُرع، بضمّتين». ۱۸
(وسيّبوها في البحر).
قال الجوهري: «ساب الماء يسيب: أي جرى. وسيّبت الدابّة: تركتها تسيب حيث شاءت». ۱۹
(فما زالت) أي السفينة.
(تسير بهم حتّى رمت بهم بجدّة).
الباء في «بهم» في الموضعين للتعدية.
قال الفيروزآبادي: «جدّة ـ بالضمّ ـ : ساحل البحر بمكّة. وجُدّة: لموضع بعينه، وجانب كلّ شيء». ۲۰

1.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۹۹ (ودي).

2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۸۱ (بره) مع تفاوت يسير في اللفظ.

3.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج ۱۹، ص ۱۲۸.

4.الصحاح، ج ۶، ص ۲۲۲۷ (بره).

5.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۵۱.

6.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۶۸ (غدو) مع التلخيص.

7.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۲۵ (روح) مع التلخيص.

8.الصحاح، ج ۲، ص ۴۹۶ (صدد).

9.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۳۰۷ (صدد).

10.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۲۱ (ذرح) مع التلخيص.

11.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۳ (عجل) مع التلخيص.

12.النهاية، ج ۳، ص ۷۹ (ضرب).

13.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۶۱.

14.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۵۱.

15.الصحاح، ج ۵، ص ۱۸۷۸ (تهم).

16.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۸۴ (تهم).

17.نقله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۶۱ بعنوان «قيل».

18.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۴۴ (شرع).

19.الصحاح، ج ۱۱، ص ۱۵۰ (سيب) مع التلخيص.

20.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۸۰ (جدد).


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
420

متن الحديث الرابع والسبعين والثلاثمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «إِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْيَمَنِ وَادِيا يُقَالُ لَهُ : وَادِي بَرَهُوتَ ، وَلَايُجَاوِرُ ۱ ذلِكَ الْوَادِيَ إِلَا الْحَيَّاتُ السُّودُ ، وَالْبُومُ مِنَ الطَّيْرِ ۲ ، فِي ذلِكَ الْوَادِي بِئْرٌ يُقَالُ لَهَا ۳ : بَلَهُوتُ ، يُغْدى وَيُرَاحُ إِلَيْهَا بِأَرْوَاحِ الْمُشْرِكِينَ ، يُسْقَوْنَ مِنْ مَاءِ الصَّدِيدِ ، خَلْفَ ذلِكَ الْوَادِي قَوْمٌ يُقَالُ لَهُمُ : الذَّرِيحُ ۴ ، لَمَّا أَنْ بَعَثَ اللّهُ ـ عَزَّوَجَلَّ ـ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله صَاحَ عِجْلٌ لَهُمْ فِيهِمْ ، وَضَرَبَ بِذَنَبِهِ ، فَنَادى فِيهِمْ : يَا آلَ الذَّرِيحِ ۵ ـ بِصَوْتٍ فَصِيحٍ ـ أَتى رَجُلٌ بِتِهَامَةَ يَدْعُو إِلى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللّهُ . قَالُوا : لِأَمْرٍ مَا أَنْطَقَ اللّهُ هذَا الْعِجْلَ؟
قَالَ : «فَنَادى فِيهِمْ ثَانِيَةً ، فَعَزَمُوا عَلى أَنْ يَبْنُوا سَفِينَةً ، فَبَنَوْهَا وَنَزَلَ فِيهَا سَبْعَةٌ مِنْهُمْ ، وَحَمَلُوا مِنَ الزَّادِ مَا قَذَفَ اللّهُ فِي قُلُوبِهِمْ ، ثُمَّ رَفَعُوا شِرَاعَهَا ۶ ، وَسَيَّبُوهَا فِي الْبَحْرِ ، فَمَا زَالَتْ تَسِيرُ بِهِمْ حَتّى رَمَتْ بِهِمْ بِجُدَّةَ ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : أَنْتُمْ أَهْلُ الذَّرِيحِ ۷ ، نَادى فِيكُمُ الْعِجْلُ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالُوا : اعْرِضْ عَلَيْنَا يَا رَسُولَ اللّهِ الدِّينَ وَالْكِتَابَ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله الدِّينَ وَالْكِتَابَ وَالسُّنَنَ وَالْفَرَائِضَ وَالشَّرَائِعَ كَمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ، وَوَلّى عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ سَيَّرَهُ مَعَهُمْ ، فَمَا بَيْنَهُمُ اخْتِلَافٌ حَتَّى السَّاعَةَ» .

1.في كلتا الطبعتين: «ولا يجاوز» بالزاي المعجمة.

2.في الطبعة القديمة: «الطيور».

3.في بعض نسخ الكافي: «له».

4.في بعض نسخ الكافي والوافي: «الدريج».

5.في بعض نسخ الكافي والوافي: «الدريج».

6.في بعض نسخ الكافي: «شراعا».

7.في بعض نسخ الكافي والوافي: «الدريج».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238429
صفحه از 607
پرینت  ارسال به