شرح
السند مرفوع، والقائل ب «حدّثنا» سهل بن زياد وعليّ بن إبراهيم.
قوله: (الملائكة على ثلاثة أجزاء).
في القاموس: «الجزء: البعض، ويفتح. الجمع: أجزاء» ۱ ، والمراد هنا بالأجزاء الأصناف.
(جزءٌ له جناحان).
يدلّ على تجسّم الملائكة، كما يفهم من ظواهر الآيات المتكثّرة والأخبار المتواترة، وهو إشارة إلى قوله تعالى: «أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ»۲ .
قال البيضاوي:
أي ذوي أجنحة متعدّدة متفاوتة بتفاوت ما لهم من المراتب ينزلون بها ويعرجون، أو يسرعون بها نحو ما وكّلهم اللّه عليه فيتصرّفون على ما أمرهم به، ولعلّه لم يرد [به] خصوصيّة الأعداد، ونفي ما زاد عليها؛ لما روي: أنّه عليه السلام رأى جبرئيل عليه السلام ليلة المعراج وله ستّمائة جناح ۳ ، انتهى. ۴
أقول: يمكن حمل هذا الخبر أيضا على عدم إرادة خصوصيّة ما ذكر من الأعداد، بأن يُراد في النصف الثالث ما له أربعة أجنحة فما زاد.
متن الحديث الثالث والأربعمائة
۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ :عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهَرا يَغْتَمِسُ فِيهِ جَبْرَئِيلُ عليه السلام كُلَّ غَدَاةٍ ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهُ فَيَنْتَفِضُ ، فَيَخْلُقُ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ كُلِّ قَطْرَةٍ تَقَطَّرُ ۵ مِنْهُ مَلَكا» .
1.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۰ (جزء).
2.. فاطر (۳۵): ۱.
3.التوحيد، ص ۱۱۶، ح ۱۸؛ الطرائف، ص ۱۳؛ مسند أحمد بن حنبل، ج ۱، ص ۳۹۵؛ صحيح البخاري، ج ۶، ص ۵۱.
4.تفسير البيضاوي، ج ۴، ص ۴۰۹.
5.في بعض نسخ الكافي وشرح المازندراني: «يقطر».