متن الحديث التاسع عشر والأربعمائة
۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ،عَمَّنْ حَدَّثَهُ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «قَامَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلَى التَّلِّ الَّذِي عَلَيْهِ مَسْجِدُ الْفَتْحِ فِي غَزْوَةِ الْأَحْزَابِ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ قَرَّةٍ ، فَقَالَ : مَنْ يَذْهَبُ فَيَأْتِيَنَا بِخَبَرِهِمْ وَلَهُ الْجَنَّةُ؟ فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ ، ثُمَّ أَعَادَهَا ، فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ» ـ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام بِيَدِهِ : «وَمَا أَرَادَ الْقَوْمُ؟! أَرَادُوا أَفْضَلَ مِنَ الْجَنَّةِ؟!» ـ «ثُمَّ قَالَ : مَنْ هذَا؟ فَقَالَ : حُذَيْفَةُ ، فَقَالَ : أَ مَا تَسْمَعُ كَلَامِي مُنْذُ اللَّيْلَةِ وَلَا تَكَلَّمُ؟ اقْتَرَتَ ۱ فَقَامَ حُذَيْفَةُ وَهُوَ يَقُولُ : الْقُرُّ وَالضُّرُّ ـ جَعَلَنِيَ اللّهُ فِدَاكَ ـ مَنَعَنِي أَنْ أُجِيبَكَ .
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : انْطَلِقْ حَتّى تَسْمَعَ كَلَامَهُمْ وَتَأْتِيَنِي بِخَبَرِهِمْ ، فَلَمَّا ذَهَبَ ، قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اللّهُمَّ احْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ حَتّى تَرُدَّهُ ، وَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يَا حُذَيْفَةُ ، لَا تُحْدِثْ شَيْئا حَتّى تَأْتِيَنِي ، فَأَخَذَ سَيْفَهُ وَقَوْسَهُ وَحَجَفَتَهُ .
قَالَ حُذَيْفَةُ : فَخَرَجْتُ وَمَا بِي ۲ مِنْ ضُرٍّ وَلَا قُرٍّ ، فَمَرَرْتُ عَلى بَابِ الْخَنْدَقِ وَقَدِ اعْتَرَاهُ الْمُؤْمِنُونَ وَالْكُفَّارُ .
فَلَمَّا تَوَجَّهَ حُذَيْفَةُ ، قَامَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَنَادى : يَا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ ، وَيَا مُجِيبَ الْمُضْطَرِّينَ اكْشِفْ هَمِّي وَغَمِّي وَكَرْبِي ، فَقَدْ تَرى حَالِي وَحَالَ أَصْحَابِي.
فَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ عليه السلام ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللّهِ ، إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ قَدْ سَمِعَ مَقَالَتَكَ وَدُعَاءَكَ ، وَقَدْ أَجَابَكَ وَكَفَاكَ هَوْلَ عَدُوِّكَ .
فَجَثَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى رُكْبَتَيْهِ وَبَسَطَ يَدَيْهِ وَأَرْسَلَ عَيْنَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : شُكْرا شُكْرا كَمَا رَحِمْتَنِي وَرَحِمْتَ أَصْحَابِي ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : قَدْ بَعَثَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَيْهِمْ رِيحا مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فِيهَا حَصًى ، وَرِيحا مِنَ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فِيهَا جَنْدَلٌ .
قَالَ حُذَيْفَةُ : فَخَرَجْتُ فَإِذَا أَنَا بِنِيرَانِ الْقَوْمِ ، وَأَقْبَلَ جُنْدُ اللّهِ الْأَوَّلُ رِيحٌ فِيهَا حَصًى، فَمَا تَرَكَتْ لَهُمْ نَارا إِلَا أَذْرَتْهَا، وَلَا خِبَاءً إِلَاطَرَحَتْهُ، وَلَا رُمْحا إِلَا أَلْقَتْهُ حَتّى جَعَلُوا يَتَتَرَّسُونَ مِنَ الْحَصى ، فَجَعَلْنَا نَسْمَعُ وَقْعَ الْحَصى فِي الْأَتْرِسَةِ ، فَجَلَسَ حُذَيْفَةُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَامَ إِبْلِيسُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ مُطَاعٍ فِي الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ قَدْ نَزَلْتُمْ بِسَاحَةِ هذَا السَّاحِرِ الْكَذَّابِ ، أَلَا وَإِنَّهُ لَنْ يَفُوتَكُمْ مِنْ أَمْرِهِ شَيْءٌ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ سَنَةَ مُقَامٍ ، قَدْ هَلَكَ الْخُفُّ وَالْحَافِرُ ، فَارْجِعُوا وَلْيَنْظُرْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مَنْ جَلِيسُهُ .
قَالَ حُذَيْفَةُ : فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي ، فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ : مُعَاوِيَةُ ، فَقُلْتُ لِلَّذِي عَنْ يَسَارِي : مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ : سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو .
قَالَ حُذَيْفَةُ : وَأَقْبَلَ جُنْدُ اللّهِ الْأَعْظَمُ ، فَقَامَ أَبُو سُفْيَانَ إِلى رَاحِلَتِهِ ، ثُمَّ صَاحَ فِي قُرَيْشٍ : النَّجَاءَ النَّجَاءَ ، وَقَالَ طَلْحَةُ الْأَزْدِيُّ : لَقَدْ رَادَكُمْ ۳ مُحَمَّدٌ بِشَرٍّ ، ثُمَّ قَامَ إِلى رَاحِلَتِهِ وَصَاحَ فِي بَنِي أَشْجَعَ : النَّجَاءَ النَّجَاءَ ، وَفَعَلَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ ۴ مِثْلَهَا ، ثُمَّ فَعَلَ الْحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ الْمَرِّيِّ ۵ مِثْلَهَا ، ثُمَّ فَعَلَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ مِثْلَهَا ، وَذَهَبَ الْأَحْزَابُ وَرَجَعَ حُذَيْفَةُ إِلى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ».
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «إِنَّهُ كَانَ لَيُشْبِهُ يَوْمَ ۶ الْقِيَامَةِ» .
1.في كلتا الطبعتين: «أقبرت» بدل «اقترب».
2.في بعض نسخ الكافي: «لي».
3.في كلتا الطبعتين: «زادكم» بالزاء المعجمة.
4.في بعض نسخ الكافي والوافي: «حصين».
5.في الطبعة القديمة: «المزني».
6.في أكثر نسخ الكافي والوافي: «بيوم».