527
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

شرح

السند مجهول.
قوله: (فقام إليه) أي إلى التنوّر، أو الماء الذي فارَ منه.
(فختمه).
سيأتي في الحديث الآتي أنّه جعل الطبق عليه وختمه بخاتمه.
(فقام الماء) أي مكث واستقرّ، ولم يتعدّ عن حدّ التنوّر.
(وأدخل) في السفينة.
(من أراد أن يدخل).
المستتر في «أراد» عائد إلى نوح عليه السلام ، أو إلى الموصول. وعلى الأوّل يدخل من الإدخال، وعلى الثاني من الدخول، وقس عليه.
قوله: (وأخرج من أراد أن يخرج).
والظاهر أنّ المراد بالإخراج ما يعمّ عدم الإدخال رأسا.
(ثمّ جاء إلى خاتمه) أي بعدما فرغ من أمر السفينة وساكنيه.
(فنزعه) أي فضّه، وكشف الطبق، ففار الماء.
(يقول اللّه عزّ وجلّ) في سورة القمر: «وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونا» : وجعلنا الأرض كلّها كأنّها عيون منفجرة، وأصله وفجّرنا عيون الأرض، فغيّر للمبالغة.
«فَالْتَقَى الْمَاءُ» ؛ ماء السماء وماء الأرض. وقرئ الماءان لاختلاف النوعين، والماوان بقلب الهمزة واوا.
«عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ» على حال قدّرها اللّه في الأزل من غير تفاوت، أو على حال قدّرت وسوّيت، وهو أن قدّر ما أنزل من السماء على قدر ما أخرج، أو على أمرٍ قدّره اللّه ، وهو هلاك قوم نوح بالطوفان.
«وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ» : ذات أخشاب عريضة.
«وَدُسُرٍ» ومسامير جمع دسار من الدسر، وهو الدفع الشديد، وهي صفة للسفينة اُقيمت مقامهما من حيث إنّها كالشرح لها يؤدّي مؤدّاها، انتهى.
وقال الفيروزآبادي:
الدسر: الطعن، والدفع، وإصلاح السفينة بالدسار للمسمار، وإدخال الدسار في شيء بقوّة. والدسار: خيط من ليف يشدّ به ألواحها. الجمع: دُسر ودُسُر. والدسر: السفن تدرس الماء بصدورها، الواحدة: دَسراء. ۱
قال: (وكان نجرها).
النجر: تحت الخشب، وفعله كنصر.
(في وسط مسجدكم) يعني مسجد الكوفة.
(ولقد نقص عن ذرعه سبعمائة ذراع).
الظاهر عود الضمير المجرور إلى المسجد، وكذا المستتر في «نقص»، والغرض رفع الاستبعاد عن عمل سفينة في المسجد طولها ألف ومائتا ذراع كما سيجيء، أي نقصوا المسجد عمّا كان عليه في زمن نوح سبعمائة ذراع، وفي بعض الأخبار أيضا دلالة على أصل النقص.

1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۹ (دسر) مع التلخيص.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
526

متن الحديث الواحد والعشرين والأربعمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْأَسَدِيِّ :عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ : «إِنَّ نُوحا ـ صَلَّى اللّه ُ عَلَيْهِ ـ لَمَّا فَرَغَ مِنَ السَّفِينَةِ وَكَانَ مِيعَادُهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ فِي إِهْلَاكِ قَوْمِهِ أَنْ يَفُورَ التَّنُّورُ فَفَارَ ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ : إِنَّ التَّنُّورَ قَدْ فَارَ ، فَقَامَ إِلَيْهِ فَخَتَمَهُ ، فَقَامَ الْمَاءُ ، وَأَدْخَلَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ ، وَأَخْرَجَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ ، ثُمَّ جَاءَ إِلى خَاتَمِهِ فَنَزَعَهُ ، يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونا فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ»۱ قَالَ : «وَكَانَ نَجَرَهَا فِي وَسَطِ مَسْجِدِكُمْ ، وَلَقَدْ نَقَصَ عَنْ ذَرْعِهِ سَبْعُمِائَةِ ذِرَاعٍ» .

1.القمر (۵۴): ۱۱ ـ ۱۳.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238510
صفحه از 607
پرینت  ارسال به