549
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

البضاعة المزجاة المجلد الثالث
548

متن الحديث الثاني والثلاثين والأربعمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ عَلِيٍّ ، عَنِ الْحَسَنِ۱، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : «فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» ؟ ۲
فَقَالَ : «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، يُسَلَّطُ ـ وَاللّهِ ـ مِنَ الْمُؤْمِنِ عَلى بَدَنِهِ ، وَلَا يُسَلَّطُ عَلى دِينِهِ ، قَدْ سُلِّطَ عَلى أَيُّوبَ عليه السلام فَشَوَّهَ خَلْقَهُ ، وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلى دِينِهِ ، وَقَدْ يُسَلَّطُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى أَبْدَانِهِمْ ، وَلَا يُسَلَّطُ عَلى دِينِهِمْ» .
قُلْتُ لَهُ ۳ : قَوْلُهُ عَزَّوَجَلَّ : «إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ» ؟ ۴
قَالَ : «الَّذِينَ هُمْ بِاللّهِ مُشْرِكُونَ يُسَلَّطُ عَلَى أَبْدَانِهِمْ وَعَلى أَدْيَانِهِمْ» .

شرح

السند ضعيف.
قوله: (قلت له) يعني سألته عن تفسير قوله تعالى في سورة النحل: «فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ» .
قال البيضاوي:
إذا أردت قراءته كقوله: «إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ»۵ .
«فَاسْتَعِذْ بِاللّه ِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» ؛ فاسئل اللّه أن يُعيذك من وساوسه لئلّا يوسوسك في القراءة.
«إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ» ؛ تسلّط وولاية.
«عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» على أولياء اللّه المؤمنين به والمتوكلّين عليه؛ فإنّهم لا يطيعون أوامره، ولا يقبلون وساوسه إلّا على نُدور وغفلة، ولذلك اُمروا بالاستعاذة، فذكر السلطنة بعد الأمر بالاستعاذة لئلّا يتوهّم منه أنّ له سلطانا، انتهى. ۶
وقال بعض المحقّقين:
لمّا كانت الاستعاذة [الكاملة] ملزومة للإيمان الكامل باللّه وقدرته وعلمه وكماله، والإقرار بعجز نفسه، وافتقاره في جميع الاُمور إلى معونته تعالى، وتوكّله في جميع أحواله عليه، فلذا ذكر بعد الاستعاذة أنّه ليس له سلطنة واستيلاء «عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» فالمستعيذ به تعالى في أمانه وحفظه إذا راعى شرائط الاستعاذة. ۷
(فقال: يا أبا محمّد)؛ هو كنية أبي بصير.
(يسلّط) على البناء للمفعول، والمستتر فيه راجع إلى الشيطان.
(واللّه ، من المؤمن على بدنه) بتسليط الأمراض والأسقام ونحوهما عليه.
(ولا يسلَّط) بفتح اللام.
(على دينه) أي في اُصول عقائده.
وقيل: يحتمل الأعمّ منها ومن الأعمال؛ فإنّه إذا كان على حقيقة الإيمان وارتكب بإغوائه بعض المعاصي، فاللّه ـ عزّ وجلّ ـ يوفّقه للتوبة والإنابة، ويصير ذلك سببا لمزيد رفعته في الإيمان وبُعده عن وساوس الشيطان. ۸
(قد سلّط على أيّوب فشوّه خَلقه) بفتح الخاء.
قال الجوهري: «شاهت الوجوه تشوه شوها: قبحت. وشوّهه اللّه تعالى، فهو مشوّه». ۹
«إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ» أي يحبّونه ويطيعونه «وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ» .
(قال الذين هم باللّه مشركون) إشارة إلى أنّ الضمير المجرور عائد إلى اللّه .
وقال بعض المفسّرين: إنّه راجع إلى الشيطان بتقدير مضاف، أي بسبب الشيطان، ۱۰ وهو بعيد.

1.هكذا في النسخة و معظم نسخ الكافي. و في الطبعة القديمة: «عليّ بن الحسن» بدل «علي، عن الحسن» ولم يثبت رواية من يسمّى بعليّ بن الحسن عن منصور بن يونس في موضع.

2.النحل (۱۶): ۹۸ و ۹۹.

3.في الطبعة القديمة والوافي: - «له».

4.النحل (۱۶): ۱۰۰.

5.. المائدة (۵): ۶.

6.تفسير البيضاوي، ج ۳، ص ۴۱۹ مع التلخيص.

7.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۳۱۰.

8.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۳۱۱.

9.الصحاح، ج ۶، ص ۲۲۳۸ (شوه).

10.ذهب إليه الزمخشري في الكشّاف، ج ۲، ص ۴۲۸.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238526
صفحه از 607
پرینت  ارسال به