559
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

البضاعة المزجاة المجلد الثالث
558

متن الحديث التاسع والثلاثين والأربعمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : « «وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ»۱ بِوَلَايَةِ الشَّيَاطِينِ «عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ» ».
وَيَقْرَأُ أَيْضا : « «سَلْ بَنِى إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ» فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ جَحَدَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَقَرَّ ، وَمِنْهُمْ مَنْ بَدَّلَ «وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ»۲ » .

شرح

السند ضعيف على الظاهر.
قوله: «وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ» .
قال البيضاوي:
عطف على «نبذ»، أي نبذوا كتاب اللّه واتّبعوا كتب السّحر التي تقرؤها، أو تتّبعها الشياطين من الجنّ، أو الإنس، أو منهما. ۳
«عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ» .
قال الزمخشري: «أي على عهد ملكه وفي زمانه». ۴
وقال بعض المحشّين: يعني أنّه على حذف المضاف، وليست على صلة التلاوة، بل من قولهم: كان هذا على عهد فلان، أي في وقته وزمانه. ۵
وقال البيضاوي:
«تتلو» حكاية حال ماضية. قيل: كانوا يسترقون السمع، ويضمّون إلى ما سمعوا أكاذيب، ويلقونها إلى الكهنة، وهم يدوّنونها ويعلّمون الناس، وفشى ذلك في عهد سليمان حتّى قيل: إنّ الجنّ يعلم الغيب، وأنّ ملك سليمان تمَّ بهذا العلم، وأنّه تسخّر به الإنس والجنّ والريح [له].
«وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ» تكذيب لمن زعم ذلك، وعبّر عن السحر بالكفر؛ ليدلّ على أنّه كفر، وأنّ من كان نبيّا كان معصوما عنه.
«وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا» باستعماله.
«يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ» إغواءً وإضلالاً، انتهى. ۶
والظاهر أنّ قوله عليه السلام : (بولاية الشياطين) كان من القرآن، فلعلّ المراد بالشياطين الأوّل حينئذٍ شياطين الإنس أي الكهنة، والمعنى: اتّبعوا ما كانت الكهنة تتلوه عليهم بسبب استيلاء الشياطين على عهد سليمان واستراقهم السمع، أو بسبب استيلائهم على ملكه بعده وافترائهم عليه.
روى عليّ بن إبراهيم بإسناده عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال: «لمّا هلك سليمان وضع إبليس السّحر، وكتبه في كتاب ثمّ طواه وكتب على ظهره: هذا ما وضعه آصف بن برخيا لملك سليمان بن داود عليهماالسلام من ذخائر كنوز [الملك و] العلم، من أراد كذا فليفعل كذا وكذا، ثمّ دفنه تحت السرير، ثمّ استشار لهم فقرأه فقال الكافرون: ما كان [يغلبنا] سليمان إلّا بهذا، وقال المؤمنون: بل هو عبد اللّه ونبيّه، فقال اللّه جلّ ذكره: «وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ» الآية». ۷
وقال بعض الأفاضل:
فعلى هذا يحتمل أن يكون الظرف في قوله: «عَلَى مُلْكِ» ، متعلّقا بقوله: «تتلو» وبقوله: «بولاية». ويحتمل أيضا أن يكون «بولاية» بيانا لما كانوا يتلونه، أي اتّبعوا واعتقدوا ما كان يقوله الشياطين من أنّ الجنّ والشياطين كانوا مسلّطين على ملك سليمان، وإنّما كان يستقيم ملكه بسحرهم. ۸
(ويقرأ أيضا: «سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ» ).
في سورة البقرة: «سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّه ِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللّه َ شَدِيدُ الْعِقَابِ»۹ .
وهذا الخبر يدلّ ظاهرا على سقوط بعض فقرات هذه الآية، مع احتمال كون تلك الفقرات تأويلاً لا تنزيلاً.

1.البقرة (۲): ۲۱۱.

2.البقرة (۲): ۲۱۱.

3.تفسير البيضاوي، ج ۱، ص ۳۷۱.

4.الكشّاف، ج ۱، ص ۳۰۱.

5.لم نعثر على القائل.

6.تفسير البيضاوي، ج ۱، ص ۳۷۱ مع التلخيص.

7.تفسير القمّي، ج ۲، ص ۲۰۰ مع اختلاف يسير في اللفظ.

8.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۳۱۷.

9.. البقرة (۲): ۲۱۱.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238519
صفحه از 607
پرینت  ارسال به