563
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

شرح

السند حسن.
قوله: (تنال أمرا جسيما ونورا ساطعا ودينا شاملاً).
قال الجوهري: «جَسُمَ الشيء، أي عَظُمَ، فهو جسيم». ۱
وقال: «سطع الغبار والرائحة والصبح يسطع سطوعا: إذا ارتفع». ۲
وقيل: كان المراد بالأمر الجسيم أمر من اُمور الدُّنيا وإرشاد الخلق، وبالنور الساطع العلم، وبالدين الشامل العمل به. ۳
(أما قرأت: «فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً» ).
قال الجوهري: «بزغت الشمس بزوغا، أي طلعت». ۴
وقال الفيروزآبادي: «بزغت الشمس بزغا وبزوغا: شرقت. والبزوغ: ابتداء الطلوع». ۵
«قَالَ هَذَا رَبِّي» على الاستفهام الإنكاري.
قال البيضاوي: «ذكر اسم الإشارة لتذكير الخبر، وصيانة للربّ عن شبهة التأنيث». ۶
«فَلَمَّا أَفَلَتْ» أي غابت.
(تبرّأ منها إبراهيم عليه السلام ) أي صار بريئا، أو أظهر البراءة من ربوبيّتها.
ولعلّ موضع الاستشهاد أنّ إبراهيم عليه السلام بعد رؤية الشمس وطلوعها واُفولها واختلاف أوضاعها وأحوالها استدلّ على معرفة الربّ، وهدى قومه إلى التوحيد، فطلوع الشمس على رأس الرائي دليل وعلامة لاهتدائه إلى ما ذكر من نيل الأمر الجسيم وتالييه.
ويحتمل أن يُراد أنّ الشمس لمّا كانت في عالم الشهود أضوء ضياء وأكثر نورا وأظهر ظهورا مع وصفها بالكبر والعظم، وفي الرؤيا يتمثّل الاُمور بالاُمور المناسبة لها، فينبغي أن يكون هذا النور الطالع على رأس الرائي في المنام أضوء الأنوار المعنويّة وهو الدِّين الحقّ.
والأوّل أوفق بالعبارة، والثاني أقرب إلى التحقيق.
(قلت: جعلت فداك، إنّهم) أي المعبّرين.
(يقولون: إنّ الشمس خليفة أو ملِك) بكسر اللام.
والخليفة: السلطان الأعظم ذو الملك. ولعلّ الترديد من الراوي محتمل. قيل: كأنّهم عبّروا رؤياه بأنّه يصير خليفة وذا ملك باعتبار أنّ الشمس خليفة على الكواكب يجري أثرها عليها واحتياجها في كسب الضوء إليها. ۷
(فقال عليه السلام : ما أراك أن ۸ تنال الخلافة).
يدلّ على أنّ تعبير الرؤيا يختلف بحسب اختلاف الأشخاص، وأنّ ذلك الرائي لو كان من أهل بيت الخلافة لأمكن ذلك.
وقيل: يحتمل أن يكون الغرض بيان خطأ أصل تعبيرهم بأنّ ذلك غير محتمل، لا أنّ هذا غير مستقيم في خصوص تلك المادّة. ۹ ولا يخفى بُعده.
وقال الفيروزآبادي: «الغَلط ـ محرّكة ـ : أن تعيا بالشيء فلا تعرف وجه الصواب فيه. وقد غلط ـ كفرح ـ في الحساب وغيره، أو خاصّ بالمنطق». ۱۰

1.الصحاح، ج ۵، ص ۱۸۸۷ (جسم).

2.الصحاح، ج ۳، ص ۱۲۲۹ (سطع).

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۰۷ مع اختلاف يسير في اللفظ.

4.الصحاح، ج ۴، ص ۱۳۱۵ (بزغ).

5.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۰۲ (بزغ).

6.تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۴۲۴.

7.ذهب إليه المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۰۷.

8.في المتن الذي ضبطه الشارح رحمه الله سابقا: - «أن».

9.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۳۱۹.

10.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۷۶ (غلط).


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
562

شرح

السند ضعيف.

متن الحديث الثالث والأربعين والأربعمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «إِنَّ الْمَشْيَ لِلْمَرِيضِ نُكْسٌ ، إِنَّ أَبِي عليه السلام كَانَ إِذَا اعْتَلَّ جُعِلَ فِي ثَوْبٍ ، فَحُمِلَ لِحَاجَتِهِ يَعْنِي الْوُضُوءَ ، وَذَاكَ ۱ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : إِنَّ الْمَشْيَ لِلْمَرِيضِ نُكْسٌ» .

شرح

السند مجهول.
(إنّ المشي للمريض نكس).
«المشي» بسكون الشين وتخفيف الياء.
قال الفيروزآبادي: «النكس ـ بالضم ـ عود المرض بعد النقه». ۲ وقال: «نقه من مرضه ـ كفرح ومنع ـ نقها ونقوها: صحَّ، وفيه ضعف، أو أفاق». ۳

متن الحديث الرابع والأربعين والأربعمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ :أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، فَقَالَ : رَأَيْتُ كَأَنَّ الشَّمْسَ طَالِعَةٌ عَلى رَأْسِي دُونَ جَسَدِي .
فَقَالَ : «تَنَالُ أَمْرا جَسِيما وَنُورا سَاطِعا وَدِينا شَامِلًا ، فَلَوْ غَطَّتْكَ لَانْغَمَسْتَ فِيهِ ، وَلكِنَّهَا غَطَّتْ رَأْسَكَ ، أَ مَا قَرَأْتَ «فَلَمّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّى»۴ فَلَمّا أَفَلَتْ تَبَرَّأَ مِنْهَا إِبْرَاهِيمُ عليه السلام » .
قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ : إِنَّ الشَّمْسَ خَلِيفَةٌ أَوْ مَلِكٌ؟
فَقَالَ : «مَا أَرَاكَ تَنَالُ الْخِلَافَةَ ، وَلَمْ يَكُنْ فِي آبَائِكَ وَأَجْدَادِكَ مَلِكٌ ، وَأَيُّ خِلَافَةٍ وَمُلُوكِيَّةٍ أَكْبَرُ ۵ مِنَ الدِّينِ وَالنُّورِ تَرْجُو بِهِ دُخُولَ الْجَنَّةِ ؛ إِنَّهُمْ يَغْلَطُونَ».
قُلْتُ : صَدَقْتَ، جُعِلْتُ فِدَاكَ .

1.في بعض نسخ الكافي: «وذلك».

2.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۵۶ (نكس).

3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۹۴ (فقه).

4.الأنعام (۶): ۷۸.

5.في بعض نسخ الكافي: «أكثر».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238513
صفحه از 607
پرینت  ارسال به