577
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث الثاني والخمسين والأربعمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ۱، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ ، قَالَ :قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «يَا شِهَابُ ، يَكْثُرُ الْقَتْلُ فِي أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ قُرَيْشٍ حَتّى يُدْعَى الرَّجُلُ مِنْهُمْ إِلَى الْخِلَافَةِ فَيَأْبَاهَا» ثُمَّ قَالَ : «يَا شِهَابُ ، وَلَا تَقُلْ : إِنِّي عَنَيْتُ بَنِي عَمِّي هؤُلَاءِ».
قَالَ شِهَابٌ : أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ عَنَاهُمْ .

شرح

السند حسن كالصحيح.
قوله: (ولا تقل: إنّي عنيت) أي قصدت.
(بني عمّي هؤلاء).
الظاهر أنّ المشار إليهم بنو الحسن؛ لما ذكره عليه السلام من كثرة القتل، لكن ما في قول شهاب (أشهد أنّه قد عناهم) من حمل كلامه عليه السلام على التقيّة يشعر بأنّ المراد بهم بنو العبّاس؛ فإنّه قد وقع فيهم أيضا كثرة القتل في أواخر دولتهم.

متن الحديث الثالث والخمسين والأربعمائة

۰.حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيِّ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ زُرَارَةَ :عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : «إِنَّ النَّاسَ لَمَّا صَنَعُوا مَا صَنَعُوا إِذْ بَايَعُوا أَبَا بَكْرٍ ، لَمْ يَمْنَعْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام مِنْ أَنْ يَدْعُوَ إِلى نَفْسِهِ إِلَا نَظَرا لِلنَّاسِ وَتَخَوُّفا عَلَيْهِمْ أَنْ يَرْتَدُّوا عَنِ الْاءِسْلَامِ ، فَيَعْبُدُوا الْأَوْثَانَ ، وَلَا يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَكَانَ الْأَحَبَّ إِلَيْهِ أَنْ يُقِرَّهُمْ عَلى مَا صَنَعُوا مِنْ أَنْ يَرْتَدُّوا عَنْ جَمِيعِ الْاءِسْلَامِ ، وَإِنَّمَا هَلَكَ الَّذِينَ رَكِبُوا مَا رَكِبُوا ، فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَصْنَعْ ذلِكَ وَدَخَلَ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ عَلى غَيْرِ عِلْمٍ وَلَا عَدَاوَةٍ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَإِنَّ ذلِكَ لَا يُكْفِرُهُ وَلَا يُخْرِجُهُ مِنَ الْاءِسْلَامِ ، فَلِذلِكَ ۲ كَتَمَ عَلِيٌّ عليه السلام أَمْرَهُ ، وَبَايَعَ مُكْرَها حَيْثُ لَمْ يَجِدْ أَعْوَانا» .

1.في الطبعة القديمة: + «بن محمّد».

2.في كلتا الطبعتين: «ولذلك».


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
576

متن الحديث الواحد والخمسين والأربعمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «كُلُّ رَايَةٍ تُرْفَعُ قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ فَصَاحِبُهَا طَاغُوتٌ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ» .

شرح

السند موثّق كالصحيح.
قوله: (عنه) أي عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد، أي ابن عيسى.
قوله: (كلّ راية ترفع قبل قيام القائم).
لعلّ رفع الراية كناية عن ادّعاء السلطنة والخلافة وتهيئة أسبابها، سواء كان ذلك المدّعي يدعو إلى دين الحقّ والباطل.
(فصاحبها طاغوت).
قال الجوهري:
الطاغوت: الكاهن، والشيطان، وكلّ رأس في الضلالة، قد يكون واحدا، قال اللّه : «يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ» . ۱ وقد يكون جمعا، قال اللّه تعالى: «وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ» . ۲ وطاغوت وإن جاء على وزن لاهوت، فهو مقلوب؛ [لأنّه] من طغى، ولاهوت غير مقلوب؛ لأنّه من لاه بمنزلة الرغَبَوت والرَّهبوت، والجمع: الطواغيت. ۳
وقال الفيروزآبادي: «الطاغوت: اللّات والعزّى، والأصنام، وكلّ ما عبد من دون اللّه » ۴ انتهى.
والظاهر أنّ قوله عليه السلام : (يعبد من دون اللّه عزّ وجلّ) على البناء للمفعول، والجملة صفة لطاغوت، واحتمال كونه على صيغة المعلوم وكون الجملة حالاً عن صاحبها بعيد.

1.. النساء (۴): ۶۰.

2.. البقرة (۲): ۲۵۷.

3.الصحاح، ج ۶، ص ۲۴۱۳ (طغا).

4.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۵۷ (طغو) مع التلخيص.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238452
صفحه از 607
پرینت  ارسال به