387
حياة الشيخ محمد بن يعقوب الكليني

32 ـ أبو الحسن بن داوود:

من تلاميذ الكليني، ويدلّ على ذلك ما ذكره النجاشي عند ذكر مصنّفات أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري، حيث قال: «وقال لي أبو العبّاس أحمد بن علي بن نوح: أخبرنا بها أبو الحسن بن داوود، عن محمّد بن اليعقوب...» ۱ .
وهو ثقة جليل مشهور، قال النجاشي: «محمّد بن أحمد بن داوود بن علي، أبو الحسن، شيخ هذه الطائفة وعالمها، وشيخ القميّين في وقته، وفقيههم، حكى أبو عبداللّه الحسين بن عبيداللّه أنّه لم يرَ أحدا أحفظ منه، ولا أفقه ولا أعرف بالحديث. واُمّه اُخت سلامة بن محمّد الأرزَنيّ، ورد بغداد فأقام بها وحدّث.
وصنّف كتبا: كتاب المزار، كتاب الذخائر، كتاب البيان عن حقيقة الصيام، كتاب الردّ على المُظْهِر الرخصة في المسكر، كتاب الممدوحين والمذمومين، كتاب الرسالة في عمل السلطان، كتاب العلل، كتاب في عمل شهر رمضان، كتاب صلوات الفرج وأدعيتها، كتاب السبحة، كتاب الحديثين المختلفين، كتاب الردّ على ابن قولويه في الصيام.
حدّثنا جماعة أصحابنا رحمهم اللّه عنه بكتبه، منهم أبو العبّاس بن نوح، ومحمّد بن محمّد، والحسين بن عبيداللّه في آخرين.
ومات أبو الحسن بن داوود سنة ثمان وستّين وثلاثمائة، ودفن بمقابر قريش» ۲ .
وقال الشيخ في الفهرست : «له كتب، منها: كتاب المزار كبير حسن، وكتاب الذخائر الذي جمعه كتاب حسن، كتاب الممدوحين والمذمومين، وغير ذلك.
أخبرنا بكتبه ورواياته جماعة، منهم: الشيخ المفيد رحمه اللّه ، والحسين بن عبيداللّه ، وأحمد بن عبدون؛ كلّهم، عنه» ۳ .
وروى عنه أبو غالب الزراري في رسالته، والغضائري في تكملتها عدد أولاد أعين ۴ الأمر الذي يشير إلى علمه بالأنساب.
وروى أبو الحسن بن داوود رحمه الله عن أبي علي بن همام ما جرى بين العزاقري المخذول لعنه اللّه وبين أبي القاسم الحسين بن روح رضوان اللّه تعالى عليه من اُمور، وقول أبي القاسم رضى الله عنه له: «أيّنا تقدّم صاحبه فهو المخصوم، فتقدّم العزاقري، فقتل وصلب وأخذ معه ابن أبي عون، وذلك في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة» ۵ .
وأخرج الشيخ عنه قوله: «وجدت بخطّ أحمد بن إبراهيم النوبختي وإملاء أبي القاسم الحسين بن روح رضى الله عنه على ظهر كتاب فيه جوابات ومسائل أنفذت من قم ، يُسأل عنها هل هي جوابات الفقيه عليه السلام أو جوابات محمّد بن علي الشلمغاني...».
والخبر طويل، وفيه قول ابن نوح: «أوّل من حدّثنا بهذا التوقيع أبو الحسين محمّد ابن علي بن تمام، وذكر أنّه كتبه من ظهر الدرج الذي عند أبي الحسن بن داوود، فلمّا قدم أبو الحسن بن داوود وقرأته عليه، ذكر أنّ هذا الدرج بعينه كتب به أهل قم إلى الشيخ أبي القاسم، وفيه مسائل، فأجابهم على ظهره بخطّ أحمد بن إبراهيم النوبختي، وحصل الدرج عند أبي الحسن بن داوود.
ثمّ بين ابن نوح ـ في هذا الخبر ـ نسخة الدرج، المتضمّن لمسائل محمّد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، والتوقيع الشريف الوارد على كلّ منها ۶ .
وروى أيضا عن خاله الثقة الجليل سلامة بن محمّد إنفاذ الشيخ الحسين بن روح رضى الله عنه كتاب التأديب ـ الذي ألّفه الشلمغاني المخذول ـ إلى قم، لينظروا فيه، وإنّهم كتبوا له رضى الله عنه بصحته «إلّا قوله في الصاع في الفطرة نصف صاع من طعام ، والطعام عندنا مثل الشعير من كلّ واحد بصاع» ۷ . وقد بيّن لنا أبو الحسن بن داوود رحمه الله ما كان يعتقده الشلمغاني العزاقري لعنه اللّه من القول بحمل الضدّ وبيان معناه ۸ . كما بيّن رحمه الله كذب الشلمغاني في ما رواه في باب الشهادة ۹ .
ومن كلّ هذا يتبيّن لنا علمه وحرصه على إحياء الحقّ وإماتة الباطل مع دقّته في تمييز السقيم ونقده، ومعرفته بالصحيح السليم ونشره.
ويظهر من كلام النجاشي في ترجمته أنّه حدّث عن الكليني ببغداد؛ لأنّه قدم بغداد واستقرّ بها إلى أن وافاه أجله ودفن بمقابر قريش (منطقة الكاظمية ببغداد حاليّا)، كما أنّ قول ابن نوح بشأن التوقيع «فلمّا قدم أبو الحسن بن داوود وقرأته عليه..». يشير بهذا إلى قدومه رحمه الله بغداد أيضا.

1.. رجال النجاشي : ص ۸۲ الرقم ۱۹۸ .

2.. رجال النجاشي: ص ۳۸۴ ـ ۳۸۵ الرقم ۱۰۴۵.

3.. الفهرست للطوسي : ص ۲۱۱ الرقم ۶۰۳ (۱۸) .

4.. رسالة أبي غالب الزراري : ص ۱۳۶ ـ ۱۳۸ الفقرة [ ۷ / ز ] ، وتكملة رسالة أبي غالب للغضائري : ص ۱۹۰ ـ ۱۹۱ الفقرة [ ۴ ] .

5.. كتاب الغيبة للطوسي : ص ۳۰۷ ح ۲۵۸، في التوقيعات الواردة من جهته عليه السلام .

6.. المصدر السابق : ص ۳۷۳ ـ ۳۷۴ ح ۳۴۵ .

7.. كتاب الغيبة للطوسي : ص ۳۹۰ ح ۳۵۷.

8.. المصدر السابق : ص ۴۰۶ ح ۳۷۹ .

9.. المصدر السابق : ص ۴۰۹ ح ۳۸۳ .


حياة الشيخ محمد بن يعقوب الكليني
386
  • نام منبع :
    حياة الشيخ محمد بن يعقوب الكليني
    المؤلف :
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 305240
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي