103
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

والإشكال الوارد بطلب صاحب الزمان في الغيبة الطّولى يندفع بالعمل بما عليه إجماع العصابة، والتوقّف بما هو الأحوط في غيره.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ حَمَّادٍ ،۱عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى‏ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ الْعَامَّةِ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله قَالَ : «مَنْ مَاتَ وَ لَيْسَ لَهُ إِمَامٌ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» فَقَالَ : «الْحَقُّ وَ اللَّهِ».
قُلْتُ : فَإِنَّ إِمَاماً هَلَكَ وَ رَجُلٌ بِخُرَاسَانَ لَا يَعْلَمُ مَنْ وَصِيُّهُ لَمْ يَسَعْهُ ذلِكَ ؟ قَالَ : «لَا يَسَعُهُ ؛ إِنَّ الْإِمَامَ إِذَا هَلَكَ ، وَقَعَتْ حُجَّةُ وَصِيِّهِ عَلى‏ مَنْ هُوَ مَعَهُ فِي الْبَلَدِ ، وَ حَقَّ النَّفْرُ عَلى‏ مَنْ لَيْسَ بِحَضْرَتِهِ إِذَا بَلَغَهُمْ ؛ إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَ جَلَّ - يَقُولُ : «فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِى الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ»».
قُلْتُ : فَنَفَرَ قَوْمٌ ، فَهَلَكَ بَعْضُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ ، فَيَعْلَمَ ؟ قَالَ : «إِنَّ اللَّهَ - جَلَّ وَ عَزَّ - يَقُولُ : «وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ»».
قُلْتُ : فَبَلَغَ الْبَلَدَ بَعْضُهُمْ ، فَوَجَدَكَ مُغْلَقاً عَلَيْكَ بَابُكَ ، وَ مُرْخًى عَلَيْكَ سِتْرُكَ لَا تَدْعُوهُمْ إِلى‏ نَفْسِكَ ، وَ لَا يَكُونُ مَنْ يَدُلُّهُمْ عَلَيْكَ ، فَبِمَا يَعْرِفُونَ ذلِكَ ؟ قَالَ : «بِكِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ».
قُلْتُ : فَبِقَوْلِ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ ، كَيْفَ ؟ قَالَ : «أَرَاكَ قَدْ تَكَلَّمْتَ فِي هذَا قَبْلَ الْيَوْمِ». قُلْتُ : أَجَلْ ، قَالَ : «فَذَكِّرْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي عَلِيٍّ عليه السلام ، وَ مَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي حَسَنٍ وَ حُسَيْنٍ عليهما السلام ، وَ مَا خَصَّ اللَّهُ بِهِ عَلِيّاً عليه السلام ، وَ مَا قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : مِنْ وَصِيَّتِهِ إِلَيْهِ ، وَ نَصْبِهِ إِيَّاهُ ، وَ مَا يُصِيبُهُمْ ، وَ إِقْرَارِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عليهما السلام بِذلِكَ ، وَ وَصِيَّتِهِ إِلَى الْحَسَنِ عليه السلام ، وَ تَسْلِيمِ الْحُسَيْنِ عليه السلام لَهُ ؛ يَقوُلُ اللَّهُ : «النَّبِىُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِى كِتابِ اللَّهِ»۲» .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : حدّثنا حمّاد».

2.الأحزاب (۳۳) : ۶.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
102

الباب التاسع والثمانون‏ : بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى النَّاسِ عِنْدَ مُضِيِّ الْإِمَامِ‏

وأحاديثه كما في الكافي ثلاثة:

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ ،۱قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : إِذَا حَدَثَ عَلَى الْإِمَامِ حَدَثٌ ، كَيْفَ يَصْنَعُ النَّاسُ ؟
قَالَ :
«أَيْنَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : «فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِى الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ»» قَالَ : «هُمْ فِي عُذْرٍ مَا دَامُوا فِي الطَّلَبِ ، وَ هؤُلَاءِ الَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُمْ فِي عُذْرٍ حَتّى‏ يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ أَصْحَابُهُمْ» .

هديّة:

(نفر): ذهب؛ قاله ابن الأثير أيضاً في نهايته.۲(أصحابهم) أي أصحابهم الطالبين للإمام الظاهر نسبه إلى آدم، والطاهر حسبه من الرِّجس، والبيّن كونه أعلم الناس بالقرآن ووصيّاً بالوصيّة الظاهرة في البلد.
والآية في سورة التوبة.۳

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان ، عن يعقوب بن شعيب».

2.النهاية ، ج ۵ ، ص ۹۲ (نفر).

3.التوبة (۹) : ۱۲۲.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 104943
صفحه از 612
پرینت  ارسال به