151
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

و(ثمّ ينفروا) ناظر إلى آية سورة التوبة: «فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ»۱ الآية، ثمّ قرأ هذه الآية من سورة إبراهيم.
قال برهان الفضلاء: لا يطلق الفؤاد إلّا في الإنسان، فإشارة إلى أنّ غير شيعتهم عليهم السلام نسناس، لا ناس.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ ،۲عَنْ الحَذَّاءِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام - وَ رَأَى النَّاسَ بِمَكَّةَ وَ مَا يَعْمَلُونَ - قَالَ : فَقَالَ : «فِعَالٌ كَفِعَالِ الْجَاهِلِيَّةِ ، أَمَا وَ اللَّهِ ، مَا أُمِرُوا بِهذَا ، وَ مَا أُمِرُوا إِلَّا أَنْ يَقْضُوا تَفَثَهُمْ ، وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ، فَيَمُرُّوا بِنَا ، وَيُخْبِرُونَا۳بِوَلَايَتِهِمْ ، وَ يَعْرِضُوا عَلَيْنَا نُصْرَتَهُمْ» .

هديّة:

«التفث» محرّكة: الشعث، وقضاؤه: إذهابه وإذهاب مطلق الوسخ، وما كان من نحو قصّ الأظفار والشارب وحلق العانة، وغير ذلك من المناسك، وسيأتي في الحديث في كتاب الحجّ أنّ تأويل قضا التفث لقاء الإمام،۴ فإنّ به التطهير الباطني الذي هو الأصل للتطهير الظاهري على الوجه المأمور به شرعاً، وكلامه عليه السلام ناظر إلى آية سورة الحجّ: «ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ»۵.

الحديث الثالث‏

0.روى في الكافي بإسناده عَنْ خَالِدِ بْنِ عَمَّارٍ ،6 عَنْ سَدِيرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام ، وَ هُوَ

1.التوبة (۹): ۱۲۲.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن عليّ بن أسباط ، عن داود بن النعمان».

3.في الكافي المطبوع : «فيخبرونا».

4.الكافي ، ج ۴ ، ص ۵۴۹ ، باب إتباع الحجّ بالزيارة ، ح ۴ ؛ وفي الطبعة الجديدة ، ج ۹ ، ص ۲۴۷ ، ح ۸۰۹۷.

5.الحج (۲۲): ۲۹.

6.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير و محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال جميعاً ، عن أبي جميلة ، عن خالد بن عمّار».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
150

الباب السادس والتسعون‏ : بَابُ أَنَّ الْوَاجِبَ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ مَا يَقْضُونَ مَنَاسِكَهُمْ أَنْ يَأْتُوا الْإِمَامَ فَيَسْأَلُونَهُ عَنْ مَعَالِمِ دِينِهِمْ وَ يُعْلِمُونَهُ وَلَايَتَهُمْ وَ مَوَدَّتَهُمْ لَهُ‏

وأحاديثه كما في الكافي ثلاثة:

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي عن الثلاثة،۱عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : نَظَرَ إِلَى النَّاسِ يَطُوفُونَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ ، فَقَالَ : «هكَذَا كَانُوا يَطُوفُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، إِنَّمَا أُمِرُوا أَنْ يَطُوفُوا بِهَا ، ثُمَّ يَنْفِرُوا إِلَيْنَا ، فَيُعْلِمُونَا وَلَايَتَهُمْ وَ مَوَدَّتَهُمْ ، وَ يَعْرِضُوا عَلَيْنَا نُصْرَتَهُمْ» ثُمَّ قَرَأَ هذِهِ الْآيَةَ : «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ»۲ .

هديّة:

في العنوان : «ما» في (بعدما يقضون) مصدريّة.
(فيسألونه) عطفٌ على (يأتوا)، وفي الفعل المضارع بتقدير «أن» يجوز الإعمال والإهمال كتسمع بالمعيدي خيرٌ من أن تراه، وكذا (ويعلمونه) على الافعال.
(هكذا كانوا يطوفون في الجاهليّة) يعني بدون طاعة مَن طاعتُه واجبةٌ على الجميع من اللَّه سبحانه.

1.يعني : «عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير».

2.إبراهيم (۱۴) : ۳۷.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 104939
صفحه از 612
پرینت  ارسال به