575
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

قُلْتُ : فَأَنْتَ صَاحِبُ السَّيْفِ ؟ قَالَ : «كُلُّنَا صَاحِبُ السَّيْفِ ، وَ وَارِثُ السَّيْفِ». قُلْتُ : فَأَنْتَ الَّذِي تَقْتُلُ أَعْدَاءَ اللَّهِ ، وَ يَعِزُّ بِكَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ ، وَ يَظْهَرُ بِكَ دِينُ اللَّهِ ؟
فَقَالَ : «يَا حَكَمُ ، كَيْفَ أَكُونُ أَنَا وَ قَدْ بَلَغْتُ خَمْساً وَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ؟! وَ إِنَّ صَاحِبَ هذَا الْأَمْرِ أَقْرَبُ عَهْداً بِاللَّبَنِ مِنِّي ، وَ أَخَفُّ عَلى‏ ظَهْرِ الدَّابَّةِ» .

هديّة:

(بين الركن والمقا)م أي الركن العراقي، وفيه الحجر الأسود ومقام إبراهيم عليه السلام.
(لَهاهُنَا بَعْدُ) أي في المدينة المنوّرة. قال برهان الفضلاء: والغرض من هذه الأجوبة مع ظهور غرض السائل من سؤاله الأوّل كما من سؤاله الآخر إفهامه عليه السلام السائل أنّ غرضك إن كان للَّه وتحصيل الثواب في مرابطة الإمام وملازمته فهو يحصل في ملازمة كلّنا، خرج بالسيف أم لا، وإلّا فلا، ولا كرامة.
وقرأ : «يهدى إلى اللَّه» على ما لم يسمّ فاعله من المجرّد، واحتمل المعلوم من الافتعال، فالدال المشدّدة أولاها منقلبة عن التاء، قال: يعني يهدي إلى علم اللَّه في ليالي القدر وغيرها.
(أقرب عهداً باللبن منّي) يعني أنا صرت إماماً، وأنا ابن ثمان وثلاثين سنة، والآن ابن خمس وأربعين سنة، والمهدي يصير إماماً في صغر السنّ، وكان أبو جعفر الباقر عليه السلام أمتن على ظهر الفرس ممّن هو في سنّه عليه السلام لعظم العظم وكثرة اللحم، ولا نظير للصاحب عليه السلام من الفرسان.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ۱، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقَائِمِ ، فَقَالَ : «كُلُّنَا قَائِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ ، وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ حَتّى‏ يَجِي‏ءَ صَاحِبُ السَّيْفِ ، فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُ السَّيْفِ ، جَاءَ بِأَمْرٍ غَيْرِ الَّذِي كَانَ» .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين بن محمّد الأشعريّ ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
574

الباب الثامن والعشرون والمائة : بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم السلام كُلَّهُمْ قَائِمُونَ بِأَمْرِ اللَّهِ هَادُونَ إِلَيْهِ‏

وأحاديثه كما في الكافي ثلاثة:

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ ،۱قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام وَ هُوَ بِالْمَدِينَةِ ، فَقُلْتُ لَهُ : عَلَيَّ نَذْرٌ بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ إِنْ أَنَا لَقِيتُكَ أَنْ لَا أَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتّى‏ أَعْلَمَ أَنَّكَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ أَمْ لَا ؟
فَلَمْ يُجِبْنِي بِشَيْ‏ءٍ ، فَأَقَمْتُ ثَلَاثِينَ يَوْماً ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَنِي فِي طَرِيقٍ ، فَقَالَ :
«يَا حَكَمُ ، وَ إِنَّكَ لَهاهُنَا بَعْدُ ؟» فَقُلْتُ‏۲ : إِنِّي أَخْبَرْتُكَ بِمَا جَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ ، فَلَمْ تَأْمُرْنِي ، وَ لَمْ تَنْهَنِي عَنْ شَيْ‏ءٍ ، وَ لَمْ تُجِبْنِي بِشَيْ‏ءٍ ، فَقَالَ : «بَكِّرْ عَلَيَّ غُدْوَةً الْمَنْزِلَ» فَغَدَوْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ عليه السلام : «سَلْ عَنْ حَاجَتِكَ» فَقُلْتُ : إِنِّي جَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ نَذْراً وَ صِيَاماً وَ صَدَقَةً بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ إِنْ أَنَا لَقِيتُكَ أَنْ لَا أَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتّى‏ أَعْلَمَ أَنَّكَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ أَمْ لَا ، فَإِنْ كُنْتَ أَنْتَ ، رَابَطْتُكَ ؛ وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ ، سِرْتُ فِي الْأَرْضِ فَطَلَبْتُ الْمَعَاشَ .
فَقَالَ : «يَا حَكَمُ ، كُلُّنَا قَائِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ». قُلْتُ : فَأَنْتَ الْمَهْدِيُّ ؟ قَالَ : «كُلُّنَا يُهْدى‏۳ إِلَى اللَّهِ».

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن زيد أبي الحسن ، عن الحكم بن أبي نعيم».

2.في الكافي المطبوع : + «نعم».

3.في الكافي المطبوع : «نهدي».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 104947
صفحه از 612
پرینت  ارسال به