73
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

(إنّ بليّتكم قد عادت) يعني صرتم بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله أهل جاهليّة حيارى‏ في أمر دينكم ، كما كنتم حين بعث نبيّكم صلى اللَّه عليه وآله. وكما انتهت الحيرة الاُولى إلى الهداية، كذلك الحيرة الثانية.
و«البلبلة»: اختلاط الألسن وتفريق الآراء وشدّة الهمّ والوسواس واضطراب البال، بلبله فتبلبل.
و«الغربلة»: نخل الدقيق ونحوه. وإنّما يغربلون ليميز اللَّه الخبيث من الطيّب. وقيل: «الغربلة» هنا مستعار لالتقاط آحادهم بالقتل والأذى كما فعلوا بكثير من الصحابة والتابعين.
(حتّى يعود أسفلكم أعلاكم، وأعلاكم أسفلكم) قيل: أشار به إلى ما يفعله بنو اُميّة بهم من خَلْط بعضهم ببعض، ورفع أرذالهم وحطّ أكابرهم كما يفعل بالقِدْر سائطها، الجوهري: و«السوط» أيضاً بالفتح: خلط الشي‏ء بالشي‏ء بعضه ببعض‏۱ ساطه كصان.
(وليسبقنّ سبّاقون كانوا قد قصّروا) يعني أوّلاً، وهم العجم. وفي الحديث التالي: أنّ أكثر عسكري المهدي عليه السلام من العجم، والمؤمن به من العرب قليل.
(وليقصرنّ سبّاقون كانوا سبقوا) يعني العرب. وقيل: «قد قصّروا» يعني الذين كان حقّهم السبق، فتأخّروا ظلماً. «وليقصرنّ سبّاقون» لم يكن من حقّهم السبق.
و«الوشمة» بالمعجمة: الكلمة، يعني ما كتم النبيّ صلى اللَّه عليه وآله عنّي كلمة. وقرأ برهان الفضلاء بالمهملة، وقال: التاء للوحدة، يعني واحدة من سلطنة السلاطين إلى قيام القائم عليه السلام. قال: و«الوسم» يُقال للغلبة بالسلطة أيضاً.
وقال بعض المعاصرين: أراد أنّه لم يكتم كلمة ممّا أخبره به صلى اللَّه عليه وآله وتعيّن عليه تبليغه.۲

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ،۳قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ :«وَيْلٌ

1.الصحاح، ج ۳، ص ۱۱۳۵ (سوط).

2.الوافي ، ج ۲ ، ص ۴۳۲ ، ذيل ح ۹۴۳.

3.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى و الحسين بن محمّد، عن جعفر بن محمّد ، عن القاسم بن إسماعيل الأنباري ، عن الحسين بن عليّ ، عن أبي المغراء ، عن ابن أبي يعفور».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
72

الباب الثالث والثمانون‏ : بَابُ التَّمْحِيصِ وَ الِامْتِحَانِ‏

وأحاديثه كما في الكافي ستّة:

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي بإسناده، عَنْ السَّرَّادِ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ‏۱وَ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :«أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - صلوات اللَّه عليه - لَمَّا بُويِعَ بَعْدَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ ، صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ خَطَبَ بِخُطْبَةٍ - ذَكَرَهَا - يَقُولُ فِيهَا : أَلَا إِنَّ بَلِيَّتَكُمْ قَدْ عَادَتْ كَهَيْئَتِهَا يَوْمَ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ الَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ ، لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً ، وَ لَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً حَتّى‏ يَعُودَ أَسْفَلُكُمْ أَعْلَاكُمْ ، وَ أَعْلَاكُمْ أَسْفَلَكُمْ ، وَ لَيَسْبِقَنَّ سَبَّاقُونَ كَانُوا قَدْ۲ قَصَّرُوا ، وَ لَيُقَصِّرَنَّ سَبَّاقُونَ كَانُوا سَبَقُوا ؛ وَ اللَّهِ مَا كَتَمْتُ وَشْمَةً ، وَ لَا كَذَبْتُ كَذِبَةً ، وَ لَقَدْ نُبِّئْتُ بِهذَا الْمَقَامِ وَ هذَا الْيَوْمِ» .

هديّة:

في العنوان (التمحيص): الابتلاء والاختبار؛ قاله في الصحاح.۳ومحصت الذهب بالنار من باب منع والتفعيل: إذا خلصته ممّا يشوبه.
و«المقتل» هنا مصدر ميميّ أو اسم الزمان، ويجمع على «المقاتل» إذا كان اسم الزمان أو المكان.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السرّاج».

2.في «د» والكافي المطبوع: - «قد».

3.الصحاح، ج ۳، ص ۱۰۵۶ (محص).

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 104960
صفحه از 612
پرینت  ارسال به