127
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

(المضيئة) أي ذات الضوء تزول ظلمة الأرض. والآية في سورة التغابن‏۱.
في بعض النسخ : «وفي الأرض» والأكثر أنسب بأن يكون ناظراً إلى آية النور في سورة النور۲، وقد فسّر كما سيجي‏ء «مَثَلُ نُورِهِ»۳ في الآية بنور الأئمّة عليهم السلام.
في بعض النسخ : «أنور من نور الشمس». ووجه الأنوريّة ظاهر من وجه أنوريّة الشمس من القمر، وأيضاً ب (الشمس المضيئة) أي ذات الضوء تزول ظلمة الليل ، وب (نورهم) عليهم السلام ظلمات الكفر وغياهب الضّلالة.
«حَجَبَه» كنصر .
(فيُظْلِمِ) على المعلوم من الإفعال للصيرورة، أي صار مظلماً ذا ظلمة؛ أو للتعدية والمفعول : (قلوبهم) كما في نظيره الآتي، ويحتمل غير المعلوم من المتعدّي.
(ويتولّانا) عطف على المنفي .
(حتّى يسلم) يحتمل الإفعال والتفعيل، والإسلام : الانقياد ، و«السِّلم» بالكسر : ضدّ الحرب، بمعنى العدوّ، ومنه قول الزوّار: إنّا سلمٌ لمَن سالمَكَ وحربٌ لمَن حاربك. و«السَّلَم» بالتحريك : الأسير أيضاً، والمعنى هنا على بُعد احتماله، ويكون مقيّداً ب «نا» و«لنا».
(سلّمه اللَّه) من التفعيل .
(من شديد الحساب) أي من شدائد يومه أو من الدقّة فيه.
(وآمنه) من الإفعال . ويطلق المؤمن كثيراً في الكتاب والسنّة على الإمام بهذا المعنى ، ومنه: والمؤمن العائذات الطير.۴
والأكبر نعت ل «الفَزَع» بالتحريك، وهو الخوف أو شديده، فالأكبر بمعنى الأشدّ.

1.التعابن (۶۴) : ۸ .

2.النور (۲۴) : ۳۵ .

3.النور (۲۴): ۳۵.

4.من معلّقة النابغة الذبياني ، و تمام البيت هكذا : و المؤمن العائذات الطير يمسحها ركبان مكّة بين الخيل والسند . وقوله : «والمؤمن» الواو للقسم ، و«الطير» عطف بيان للعائذات ، يعني واللَّه الذي يؤمن الطير التي تعوذ بالحرم ، حتّى إنّ ركبان الحجّاج تمسحها ، فلا تفزع منها . انظر : شرح الرضي على الكافية ، ج ۲ ، ص ۳۲۶ .


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
126

الباب الثالث عشر : بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم السلام نُورُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏

وأحاديثه كما في الكافي ستّة:

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابِلِيِ‏۱، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ :«فََامِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِى أَنزَلْنَا»فَقَالَ:«يَا أَبَا خَالِدٍ، النُّورُ وَ اللَّهِ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله إِلى‏ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَهُمْ وَاللَّهِ نُورُ اللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ، وَ هُمْ وَ اللَّهِ نُورُ اللَّهِ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ‏۲؛ وَاللَّهِ يَا أَبَا خَالِدٍ، لَنُورُ الْإِمَامِ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْوَرُ مِنَ الشَّمْسِ الْمُضِيئَةِ بِالنَّهَارِ، وَهُمْ وَاللَّهِ يُنَوِّرُونَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ، وَ يَحْجُبُ اللَّهُ - عَزَّ وَ جَلَّ - نُورَهُمْ عَمَّنْ يَشَاءُ، فَتُظْلِمُ‏۳ قُلُوبُهُمْ؛ وَ اللَّهِ يَا أَبَا خَالِدٍ، لَا يُحِبُّنَا عَبْدٌ وَ يَتَوَلَّانَا حَتّى‏ يُطَهِّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ، وَ لَا يُطَهِّرُ اللَّهُ قَلْبَ عَبْدٍ حَتّى‏ يُسَلِّمَ لَنَا، وَ يَكُونَ سِلْماً لَنَا، فَإِذَا كَانَ سِلْماً لَنَا سَلَّمَهُ اللَّهُ مِنْ شَدِيدِ الْحِسَابِ، وَ آمَنَهُ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْأَكْبَرِ».

هديّة:

«كابِل» ككامِل : مدينة، قاله في القاموس ۴.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن عليّ بن مرداس ، قال حدّثنا صفوان بن يحيى و الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب ، عن أبي خالد الكابلي» .

2.في الكافي المطبوع : «في الأرض» .

3.في «الف» : «فيظلم» .

4.راجع: القاموس المحيط، ج ۴، ص ۴۴ (كبل).

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 142172
صفحه از 592
پرینت  ارسال به