325
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

والتخفيف، بمعنى الشرف.
(ولم يعطيا علم ما يكون) أي جميعه، فلا إشكال بعلمهما مثلاً ببعض أحوال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله. والإشكال إنّما هو في حمل برهان الفضلاء: (علينا عين) على الاستفهام، والظاهر سياقاً حمله على الإخبار؛ ليكون تمام الحديث توبيخاً لهم في تفتيشهم بعد الإخبار، ولم يخطر ببالي وجه قريب لحمله؛ فتدبّر، فإنّه لا يرتكب مثله إلّا لوجهٍ وجيه، ولا يبعد أن يكون الباعث: (فلم نرَ أحداً).
وفضل وارثي علم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله كفضله من القطعيّات بالكتاب والسنّة، وحديث موسى وقطرات الساقطة من منقار الطير على الجهات الستّ فوق البحر عند عوده عن سفر مجمع البحرين مشهور، وقد عرفت الحديث الثالث من الباب الخامس والأربعين وأمثاله أكثر من أن يحصى.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي [بإسناده‏۱عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا - مِنْهُمْ : عَبْدُ الْأَعْلى‏ وَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ - إِنَّهُمْ‏۲سَمِعُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ :«إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الْأَرْضِ ، وَ أَعْلَمُ مَا فِي الْجَنَّةِ ، وَ أَعْلَمُ مَا فِي النَّارِ ، وَ أَعْلَمُ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ» .
قَالَ : ثُمَّ مَكَثَ هُنَيْئَةً ، فَرَأى‏ أَنَّ ذلِكَ كَبُرَ عَلى‏ مَنْ سَمِعَهُ مِنْهُ ، فَقَالَ : «عَلِمْتُ ذلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ؛ إِنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ يَقُولُ : فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ» .

هديّة:

و(لأعلم) يعني بالعلم المبذول، وقد مرّ ذكره في الباب السابق على سابق السابق، فلا إشكال. وأحاديث أكثر الأبواب السابقة بيّنات عادلات لما في هذا الباب، وكفى

1.]أضفنا ما بين المعقوفتين حسب دأب المصنّف في نقل السند. والسند في الكافي المطبوع هكذا: «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، عن الحارث بن المغيرة».

2.في الكافي المطبوع: - «إنّهم».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
324

الباب الثامن والأربعون‏ : بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليه السلام يَعْلَمُونَ عِلْمَ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ ، وَ أَنَّهُ لَا يَخْفى‏ عَلَيْهِم شَيْ‏ءٌ۱ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ‏

وأحاديثه كما في الكافي ستّة:

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ۲، عَنْ سَيْفٍ التَّمَّارِ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام جَمَاعَةً مِنَ الشِّيعَةِ فِي الْحِجْرِ ، فَقَالَ :«عَلَيْنَا عَيْنٌ؟» فَالْتَفَتْنَا يَمْنَةً وَ يَسْرَةً ، فَلَمْ نَرَ أَحَداً ، فَقُلْنَا : لَيْسَ عَلَيْنَا عَيْنٌ ، فَقَالَ : «وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ وَ رَبِّ الْبَنِيَّةِ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - لَوْ كُنْتُ بَيْنَ مُوسى‏ وَ الْخَضِرِ لَأَخْبَرْتُهُمَا أَنِّي أَعْلَمُ مِنْهُمَا ، وَ لَأَنْبَأْتُهُمَا بِمَا لَيْسَ فِي أَيْدِيهِمَا ؛ لِأَنَّ مُوسى‏ وَ الْخَضِرَ عليهما السلام أُعْطِيَا عِلْمَ مَا كَانَ ، وَ لَمْ يُعْطَيَا عِلْمَ مَا يَكُونُ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ حَتّى‏ تَقُومَ السَّاعَةُ ، وَ قَدْ وَرِثْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وِرَاثَةً» .

هديّة:

(جماعة) نصب على الحال من ضمير (كنّا).
(عين) أي جاسوس. (يمنة) بالفتح، وكذا (يسرة).
و(البنيّة) كالعطيّة: الكعبة. قال برهان الفضلاء: مأخوذة من «البناية» بالفتح

1.في الكافي المطبوع: «الشي‏ء».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «أحمد بن محمّد و محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن عبد اللَّه بن حمّاد».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 139230
صفحه از 592
پرینت  ارسال به