والتخفيف، بمعنى الشرف.
(ولم يعطيا علم ما يكون) أي جميعه، فلا إشكال بعلمهما مثلاً ببعض أحوال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله. والإشكال إنّما هو في حمل برهان الفضلاء: (علينا عين) على الاستفهام، والظاهر سياقاً حمله على الإخبار؛ ليكون تمام الحديث توبيخاً لهم في تفتيشهم بعد الإخبار، ولم يخطر ببالي وجه قريب لحمله؛ فتدبّر، فإنّه لا يرتكب مثله إلّا لوجهٍ وجيه، ولا يبعد أن يكون الباعث: (فلم نرَ أحداً).
وفضل وارثي علم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله كفضله من القطعيّات بالكتاب والسنّة، وحديث موسى وقطرات الساقطة من منقار الطير على الجهات الستّ فوق البحر عند عوده عن سفر مجمع البحرين مشهور، وقد عرفت الحديث الثالث من الباب الخامس والأربعين وأمثاله أكثر من أن يحصى.
الحديث الثاني
۰.روى في الكافي [بإسناده۱عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا - مِنْهُمْ : عَبْدُ الْأَعْلى وَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ - إِنَّهُمْ۲سَمِعُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ :«إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الْأَرْضِ ، وَ أَعْلَمُ مَا فِي الْجَنَّةِ ، وَ أَعْلَمُ مَا فِي النَّارِ ، وَ أَعْلَمُ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ» .
قَالَ : ثُمَّ مَكَثَ هُنَيْئَةً ، فَرَأى أَنَّ ذلِكَ كَبُرَ عَلى مَنْ سَمِعَهُ مِنْهُ ، فَقَالَ : «عَلِمْتُ ذلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ؛ إِنَّ اللَّهَ تَعَالى يَقُولُ : فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ» .
هديّة:
و(لأعلم) يعني بالعلم المبذول، وقد مرّ ذكره في الباب السابق على سابق السابق، فلا إشكال. وأحاديث أكثر الأبواب السابقة بيّنات عادلات لما في هذا الباب، وكفى