هديّة:
في بعض النسخ: «جعلت فداك» مكان (أصلحك اللَّه).
(يعطى السكينة والوقار) يعني السكينة التي تكون مع يقين المعصوم، فلا سبيل هنا لصوت الشيطان ووسوسته. ولعلّ هذا مراد من قال: كنّى بالسكينة والوقار عن سكون النفس وطمأنينة القلب اللذين يدلّان على أنّ المنكشف هو الحقّ والصواب.
(حتّى يعلم) يحتمل الرفع والنصب؛ لما مرّ من أنّ «حتّى» قد يكون حرف ابتداء يستأنف بها الكلام بعدها، فإن أدخلتها على المستقبل نصبته بإضمار «أن»، وإن أردت حال الفعل رفعت، تقول: سرتُ إلى مكّة حتّى أدخلها، فالمعنى في صورة الرفع: وهذا زمان دخولي.
الحديث الخامس
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ۱، قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام :«إِنَّ عَلِيّاً عليه السلام كَانَ مُحَدَّثاً». فَخَرَجْتُ إِلى أَصْحَابِي ، فَقُلْتُ : جِئْتُكُمْ بِعَجِيبَةٍ ، فَقَالُوا : وَ مَا هِيَ ؟ فَقُلْتُ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : «كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام مُحَدَّثاً» . فَقَالُوا : مَا صَنَعْتَ شَيْئاً ، أَلَّا سَأَلْتَهُ : مَنْ كَانَ يُحَدِّثُهُ؟
فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : إِنِّي حَدَّثْتُ أَصْحَابِي بِمَا حَدَّثْتَنِي، فَقَالُوا : مَا صَنَعْتَ شَيْئاً ، أَلَّا سَأَلْتَهُ : مَنْ كَانَ يُحَدِّثُهُ ؟ فَقَالَ لِي : «يُحَدِّثُهُ مَلَكٌ». قُلْتُ : تَقُولُ : إِنَّهُ نَبِيٌّ ؟ قَالَ : فَحَرَّكَ يَدَهُ هكَذَا : «أَوْ كَصَاحِبِ سُلَيْمَانَ ، أَوْ كَصَاحِبِ مُوسى ، أَوْ كَذِي الْقَرْنَيْنِ ؛ أَوَ مَا بَلَغَكُمْ أَنَّهُ قَالَ : وَ فِيكُمْ مِثْلُهُ؟!» .
هديّة:
بيانه كالحديث الرابع من الباب السابق على هذا الباب.
(ما صنعت) على النّفي، و(ألّا) للتخضيض، و(مَن) استفهاميّة.